كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

نتنياهو.. الخزى والعار!

كرم جبر

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 - 08:01 م

منذ "طوفان الأقصى" كتبت فى هذا المكان أن حصار غزة سوف ينتهى بحصار إسرائيل، وفى كل الحروب يعرف الجميع متى تبدأ، ولكن لا يعلم أحد متى تنتهى.

وغير فضائح المذابح الإسرائيلية ضد المدنيين، جاءت الفضيحة الكُبرى بفيديوهات تعرية الأسرى الفلسطينيين فى ملعب اليرموك، بينهم صغار وشيوخ تقدر أعدادهم بالعشرات.

ستظل وصمة عار تلاحق إسرائيل وجيشها ونتنياهو إلى الأبد، بعد أن فقدوا صوابهم من صلابة المقاومة الفلسطينية، فلم يقدروا على المقاتلين، ولجأوا إلى إهانة الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.

يتباكى يهود العالم حتى الآن على ما حدث لهم على يد النازية فى ألمانيا، ففعلوا أسوأ منهم، رغم نجاحهم فى جذب اهتمام وتعاطف العالم، بزعم تعرضهم لانتهاكات غير إنسانية أثناء الحرب العالمية الثانية.

أفقدتهم حرب غزة رصيد التعاطف العالمى، وأصبحت صورة اليهود أمام العالم مُلطخة بالدماء، وسيدفعون ثمن جرائم نتنياهو وعصابته من المتطرفين الأشد عنصرية من النازية.

دخل نتنياهو الحرب للقضاء على حماس وتصفية المقاومة الفلسطينية والتهجير القسرى، فلم يُحقق نتيجة واحدة من أهدافه الهمجية، وتكبد جيشه خسائر فادحة فى الأرواح، جعلت الرأى العام الإسرائيلى ينتفض ضده، ليس من أجل الفلسطينيين، ولكن حزناً على قتلاهم.
بحثت كثيراً عن أى معلومات عن الرضيع الملفوف ببطانية الذى يحمله جندى إسرائيلى بين ذراعيه، من أهله وأين أمه وأبوه، وهل قتلهم السفاحون وحملوا الرضيع إلى مصير مجهول؟

صور التعرى الذى يتباهى بها جنود جيش الاحتلال ليست مدعاة للفخر، بل الخزى والعار والهزيمة والخوف والجبن، لجنود يحملون الأسلحة الثقيلة، ويختفون خلف الدروع الواقية للرصاص، وخلفهم الدبابات والمدرعات، وأمامهم طوابير من الأسرى المدنيين نصف عراة، فى عز البرد والصقيع.

هكذا انتصر نتنياهو وحقق جيشه الأهداف التى دخل من أجلها الحرب، بصور الأسرى العراة وركوعهم على الأرض، بينما يفر جنوده خوفاً وهلعاً من رجال المقاومة الشجعان، رغم الفارق الكبير فى السلاح والعتاد.

لا أدرى أين إنسانية الغرب وأمريكا من هذه الوحشية، أين البرلمان الأوروبى والجمعيات الحقوقية وهيومان رايتس وأخواتها، الذين تخصصوا فى الابتزاز السياسى بادعاءات حقوق الإنسان.. وهل ما يحدث فى غزة يتمشى مع معاييرهم الدولية لحقوق الإنسان؟
سوف تنتهى الحرب قريباً لأنها لا يُمكن أن تستمر أكثر من ذلك بعد تدمير كل شيء، وسوف تفتش الإنسانية عن بقاياها بين الأنقاض، ليستيقظ العالم كله على جرائم وانتهاكات ربما لم تحدث على مر العصور.

إنسانية قتل الأطفال وذبح النساء والشيوخ وهدم المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وكأننا نعيش وقائع أسوأ أفلام الرعب، التى أبدع فيها نتنياهو فى ابتكار أساليب جديدة للوحشية وسفك الدماء.

والسؤال: هل تستطيع إسرائيل بعد ذلك أن تعيش وسط جيرانها فى أمن وسلام؟

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة