صورة موضوعية
صورة موضوعية


«آلام غزة» تغمر أرض الميلاد| بيت لحم والقدس بلا مظاهر احتفال.. وكنائس مصر تصلي لأجل السلام

آخر ساعة

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 - 09:21 م

■ كتب: حسن حافظ

وسط صلوات لحفظ مصر من الأخطار التى تحيط بها فى المنطقة المشتعلة، ودعوات برفع المحنة عن أهالي غزة، احتفل المسيحيون الغربيون في مصر بعيد الميلاد المجيد فى يوم الاثنين 25 ديسمبر، بحسب التقويم الغربي، بينما يحتفل المسيحيون الشرقيون بالعيد فى يوم 7 يناير المقبل، بحسب التقويم الشرقى للكنيسة القبطية وسائر كنائس المشرق، وغلبت على احتفالات الكنائس أجواء من الحزن على الوضع فى غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الوحشي، خاصة بعدما أعلنت كنائس بيت لحم التى شهدت ميلاد السيد المسيح، إلغاء الاحتفالات حدادًا على شهداء غزة، لذا ساد الحزن على احتفالات هذا العام التى جاءت فى أضيق الحدود تعبيرًا عن احتجاج صامت.

الحزن لف كل شيء فى فلسطين، الأرض التى شهدت ميلاد السيد المسيح قبل ألفى عام، ففى حين فرت السيدة العذراء بابنها الوليد من اضطهاد حاكم فلسطين اليهودى هيرودس، عاد أحفاده فى أيامنا هذه ليعيدوا الكرة مع أهالى غزة فى هجوم وحشى خلَّف عشرات الآلاف من القتلى والمصابين فى قطاع غزة المدمر، مشاهد جعلت ذكرى الميلاد تحل حزينة كئيبة على الفلسطينيين، الذين كانوا ينتظرون أعياد الميلاد كل عام ببعض البهجة، لكن هذا العام حضر العيد والعيون مثقلة بالدموع والأجساد إما صريعة فى الطرقات، أو جريحة تنزف حتى الموت، نتيجة الهجوم اللاإنسانى الذى تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

الكنائس الفلسطينية عن بكرة أبيها، قررت إحياء شعائر عيد الميلاد المجيد بمظاهر حزن بادية، بعد إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية وأجواء الفرحة والبهجة الاعتيادية فى يوم العيد، فالشوارع التى كانت تكتظ بآلاف البشر من مختلف أنحاء العالم، أصبحت خاوية على عروشها فى القدس وبيت لحم وغيرها من المدن الفلسطينية، فالمصاب جلل والحزن فى كل دار، ولا مكان للاحتفال، فلن تشهد مدينة بيت لحم المسيرات الاحتفالية التى اعتادت عليها على مدار سنوات طويلة، بينما توارت شجرة الميلاد العملاقة التى كانت تزين ساحة المهد فى هذا التوقيت من كل عام، توارت خلف جثث آلاف الفلسطينيين القتلى والذين عمّدت دماؤهم القضية فتداعت لها الكنائس بإلغاء المظاهر الاحتفالية دعمًا وتأييدًا للحق الفلسطينى فى الحياة والأرض، إذ كان من المفترض أن تشهد مدينة بيت لحم احتفالية سنوية معتادة باعتبارها المدينة التى شهدت معجزة الميلاد، لكن الأجواء الكئيبة حلقت فوق المدينة وتركتها نهبا للحزن على أبناء غزة الصرعى، لذا استغلت الكنائس الفلسطينية الحدث العالمى لتوصيل رسالة حزن وغضب ورفض كامل للعدوان على قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

الحدث الجلل أجبر الجميع على الوقوف بحزم أمام البربرية الصهيونية، ففى مشهد جليل سيقتصر الاحتفال فى بيت لحم على قرع الأجراس، سيرن صوتها فى فضاء يشغله السكون والصمت الحزين على قتلى غزة، ففى لحظة ميلاد السيد المسيح يحضر الموت بكثافة، وبديلا عن ضحكات العيد سيحل البكاء والألم على ضحايا القطاع القتلى والجوعى الذين يتعرضون لإبادة من جيش الاحتلال الصهيوني، فحين تحل ذكرى الميلاد لن يتذكر الناس السلام الذى جاء به السيد المسيح وبشّر به، بل ستلاعب الذاكرة صور الخراب والقتل والدمار الذى يتعرض له قطاع غزة فى هذه الأيام الدموية.

الوضع لن يختلف فى القدس حيث كنيسة القيامة، ففضلا عن الحزن على غزة زاد المحتل الإسرائيلى من جرعة الجبروت والقمع، إذ فرض تواجدًا عسكريًّا مكثفًا فى محيط الكنيسة والبلدة القديمة كلها، بشكل أعاق من يريد الوصول إلى كنيسة القيامة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، لذا لن يصل إلى الكنيسة إلا القليل من أهالى المدينة، بينما لم يتمكن بقية الأهالى فى المدن الفلسطينية الأخرى سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة من الوصول إلى كنيسة القيامة، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على مختلف المدن الفلسطينية، لتغيب فرحة عيد الميلاد عن أرض الميلاد بفعل فاعل معروف للجميع هو العصابات الصهيونية.

◄ اقرأ أيضًا | المركزي للإحصاء في فلسطين: 1.5 مليار دولار قيمة الخسائر في البلاد منذ «طوفان الأقصى»

◄ دعوات برفع الغمة
ولم يختلف الأمر فى مصر كثيراً، فقد رفع رؤساء الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية فى مصر التى تحتفل بعيد الميلاد وفقا للتقويم الغربي، الصلوات من أجل وقف الحرب والدمار فى العالم عامة وفي غزة خاصة، كما ركزت الكلمات التى ألقيت فى قداس عيد الميلاد على دعوات بحفظ مصر ورئيسها وشعبها فى ظل المخاطر التى تحيط بها مع اشتعال الأزمات فى المنطقة المحيطة بمصر، ووجه رؤساء الكنائس الدعوة لكل المسؤولين فى العالم للتحرك من أجل إرساء السلام فى كل أرجاء المعمورة، والتوقف الفورى عن العنف وحماية حياة الناس والدعوة للحب والمحبة بين البشر.

وركز المطران سامي فوزي، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي، فى كلمته خلال قداس عيد الميلاد بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، على أن العالم بات يفتقد للسلام، مع انفجار الحروب وسفك دماء الأبرياء خصوصا فى غزة والسودان، ودعا لكى ينعم الله على الأرض بالسلام، وخص مصر بجزء من صلواته لكى يحميها الرب من كل سوء، كذلك رفع الصلوات من أجل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ليعطيه الله كل حكمة فى قيادة مصر خلال هذه الفترة العصيبة. 

◄ البابا تواضروس: الحرب تقضي على الحب ودورنا أن نجدد الحب

◄ الحب والحرب 
من جهته، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال زيارته للأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، فى مقر الأخير بكوبرى القبة الجمعة الماضي، إن عيد الميلاد هو عيد إعلان محبة الله، بتجسده الذى أعلن من خلاله أنه ما زال يحبنا، وأن حب الله هو الطاقة التى تجعلنا نخدم، ونوه إلى أن الفارق بين كلمتى حب وحرب حرف واحد وهو حرف الراء الذى يبدو أنه فصل بين حرفى كلمة حب كأنه يمزقها، وبالفعل فالحرب تقضى على الحب بين البشر.

◄ بطريرك الأقباط الكاثوليك: نحتفل بالسلام وسط آلام الحروب في العالم

وأضاف بابا الإسكندرية خلال زيارته لتهنئة بطريرك الأقباط الكاثوليك بعيد الميلاد: «الإنسان استبدل الحب بالحرب فصار جائعًا للحب ومتوحشًا، لذا يجب علينا أن نتمسك بالحب وأن ندعو له فى تعليمنا وكافة أعمالنا وخدمتنا، وليصبح عيد الميلاد هو عيد تجديد الحب الذى يحتاجه الإنسان. ويظل دورنا هو أن نساهم فى ترسيخ الحب فى قلب الإنسان ونساعد كل أحد أن يشبع من حب اله»، بدوره قال البطريرك إبراهيم إسحق، إن ميلاد السيد المسيح يدعونا إلى السلام ونحن إذ نحتفل بالعيد فإننا نحتفل بالسلام وسط آلام الحروب التى تدور فى العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة