صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كيف تفاعل العالم مع الحرب على غزة في 2023؟

إسراء ممدوح

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 - 10:42 م

في السابع من أكتوبر الماضي، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في الداخل الإسرائيلي ردًا على العدوان المستمر الذي يتعرض له قطاع غزة منذ سنوات عديدة لترد إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق.

اقرأ أيضًا: «منطقة عازلة».. البديل الإسرائيلي لفشل احتلال غزة

وأثارت الحرب الإسرائيلية والمجازر التي شهدتها ردود فعل مختلفة حول العالم، لتخرج عدد من الدول لإدانة جرائم الاحتلال بحق المدنيين.

ردود الفعل الدولية خلال الأسابيع الأولى من الحرب زادت  حدة الانتقادات التي وجهتها بعض الدول إلى إسرائيل على مدار الأيام والتي وصلت لحد  استدعاء  السفراء  وقطع  العلاقات الدبلوماسية.

وأصدر الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 دولة عضوا، بيانًا في 7 أكتوبر يدعم فيه فلسطين، مشددًا على أن "إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الدائم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".

أما الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت قد صوتت ضد قرار وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، قد خففت من موقفها الأول الداعم لحليفتها إسرائيل.

في البداية، وبعد شن عملية طوفان الأقصى، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التزام واشنطن بالوقوف إلى جانب إسرائيل وضمان توفير الدعم اللازم لرعاية مواطنيها.

ولكن تبنت واشنطن نهجًا آخرًا من الحوار حول الحرب لتخفيف شدة النزاع، حيث دعا بايدن، خلال فعاليات الحملة الانتخابية في نوفمبر، إلى "وقف مؤقت" للقتال، رغم رفضه الأول للدعوات المشابهة التي طالبت بوقف إطلاق النار.

وفي اليوم التالي، قاد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، زيارة ثانية إلى إسرائيل بهدف ممارسة الضغط من أجل تحقيق وقف إنساني للحرب، وخلال لقائه مع نتنياهو وكبار المسئولين الإسرائيليين، أعرب بلينكن عن إقتناعه بأن الطريق الأفضل وربما الوحيد لحل الأزمة هو إقامة دولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

ولم يقدم الكرملين تعازيه لإسرائيل ولم يدين حركة حماس، بل قامت روسيا بتنظيم لقاء في موسكو في 26 أكتوبر استضافت فيه وفدًا من حماس لمناقشة قضية إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك المواطنين الروسيين.

وبعد أسبوع من الحرب على غزة، اعتبر وزير الخارجية الصيني، وانج يي، أن تصرفات إسرائيل "تجاوزت نطاق الدفاع عن النفس"، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف عقوباتها الجماعية لشعب غزة.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في بيانه الأول بعد هجوم حماس بعملية طوفان الأقصى عن تضامن بلاده مع إسرائيل، مؤكدًا استنكارهم الشديد للإرهاب بجميع أشكاله.

وتبنت باكستان في بادئ الأمر لهجة محسوبة، داعية إلى "ضبط النفس لمنع المزيد من سفك الدماء وفقدان الأرواح البشرية"، إلا أن موقفها تصاعد بعد قصف مخيم جباليا للاجئين في غزة، حيث أدانت وزارة الخارجية الباكستانية الهجوم الإسرائيلي بشدة.

وفي 25 أكتوبر، أدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، هجوم حماس في عملية طوفان الأقصى، ودعا إلى إطلاق سراح الرهائن، ولكن في وقت لاحق انتقد التوغل الإسرائيلي في غزة واصفًا الأحداث بأنها "إبادة جماعية"، وأعرب عن استنكاره لمقتل الأطفال الأبرياء الذين ليس لديهم أي علاقة بالنزاع الدائر.


«وقف إطلاق النار» القرار الحائر في غزة

في 27 أكتوبر، أدان كلًا من وزراء خارجية مصر والإمارات والأردن والسعودية وعمان وقطر والكويت والمغرب والبحرين استهداف المدنيين وانتهاكات القانون الدولي في غزة، حيث أكد بيانهم المشترك على أن حق الدفاع عن النفس لا يبرر خرق القانون وإهمال حقوق الفلسطينيين.

وفي فرنسا، غير الرئيس إيمانويل ماكرون موقفه قليلاً بعد تصريحاته الأولية الداعمة لـ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، حيث دعا إلى التمييز بين حماس والسكان المدنيين في غزة، وطالب بوقف إنساني لحماية الفئات الأكثر ضعفا واتخاذ إجراءات أفضل ضد الإرهابيين.

وفي الأمم المتحدة، استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار أمريكي، في حين فشل القرار الثاني الذي دعمته روسيا في الحصول على الأصوات الكافية، وصوتت روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في 27 أكتوبر.

وتقدمت الصين ببيان داعم في الجمعية العامة، داعية الأطراف المعنية إلى ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية فورًا، وأكدت على أهمية تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.


دول تسحب سفرائها وتقطع علاقاتها مع إسرائيل 

تصاعد الغضب الدولي جراء العنف الحاصل واستمرار الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة بعد تنفيذ عملية طوفان الأقصى، واتخذت عدة دول إجراءات صارمة ردًا على انتهاكات الاحتلال وتردي الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث سحبت البحرين سفيرها من إسرائيل، كما قررت الأردن  سحب سفيرها في إسرائيل، واتهمتها بالتسبب في "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في قطاع غزة.

وفي قارة أمريكا اللاتينية، قطعت بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية في غزة، ووصفتها بأنها "عدوانية وغير متناسبة".

بدورها، استدعت كلًا من كولومبيا وتشيلي سفرائهما بسبب الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، وأعلنت تشيلي قرار قطع العلاقات احتجاجًا على "الانتهاكات الإسرائيلية غير المقبولة للقانون الدولي الإنساني".

وأدان الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، بشدة الهجمات الإسرائيلية وهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية، قائلًا: "نحن لا نؤيد الإبادة الجماعية".

وفي أمريكا الوسطى، أعلنت دولة بيليز في يوم 16 نوفمبر، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية أيضًا مع إسرائيل بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على غزة. 

واتخذت دولة هندوراس إجراء مشابهًا، حيث قررت استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وأكد وزير الخارجية الهندوراسي، إنريكي رينا، على أن القرار يأتي في ظل الوضع الإنساني الخطير في غزة، معربًا عن قلق حكومته من الأوضاع الصعبة التي يواجهها السكان المدنيون الفلسطينيون.

كيف تفاعل العالم مع اتفاق «الهدنة المؤقتة»؟

وتفاعل المجتمع الدولي بشكل كبير مع الوصول لهدنة إنسانية مؤقتة بعد أسابيع من عملية طوفان الأقصى وتحديدًا في 24 نوفمبر الماضي والتي استمرت لـ 7 أيام بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع ودخول المساعدات وإطلاق سراح عدد من الأسرى لكلا الجانبين.

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ترحيبه بنجاح الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لتنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة، وأكد استمرار جهود مصر للبحث عن حلول نهائية تحقق العدالة وتضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة.

وأشارت دولة قطر إلى نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدة على تحقيق اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة بدأت بـ 4 أيام وتم تمديدها لتشمل أسبوعًا كاملًا.

وكذلك رحب الرئيس الأمريكي، جو بايدن باتفاق إطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وشكر قطر ومصر على دورهما الحاسم وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بالاتفاق، معتبرًا أنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، كما أعربت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، عن شكرها للوساطة الدبلوماسية التي أسفرت عن هذا الاتفاق.

ورحبت عدة دول عربية، من بينها لبنان والأردن والسعودية وفلسطين وعمان والإمارات، بالجهود التي أدت إلى تحقيق هدنة إنسانية في قطاع غزة، مثمنة دور قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق هذا الاتفاق.

أيضًا، أعربت الصين وبريطانيا وروسيا وفرنسا وبلجيكا عن ترحيبها بالهدنة الإنسانية، مؤكدة أهميتها في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، وأشاروا إلى أهمية إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين والأجانب.


تباين ردود الفعل الدولية نحو الوصول لهدنة «دائمة»

رغم تباين ردود الفعل العالمية حيال استخدام الولايات المتحدة الحق في النقض (الفيتو) خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بعد مرور أكثر من شهرين على عملية طوفان الأقصى، إلا أن الموقف الأوروبي لم يكن موحدًا.

حيث وافقت بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا، على مشروع القرار الداعي للوقف الدائم للنزاع في غزة، وعلى الجانب الآخر، امتنعت دول أخرى كبريطانيا وألمانيا عن التصويت، واستخدمت واشنطن الفيتو، معتبرة أن المشروع لم يذكر هجمات "حماس" على إسرائيل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة