محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

عام نتمناه سعيدا .. ومختلفا

محمد البهنساوي

الإثنين، 01 يناير 2024 - 09:23 م

كل عام وأنتم بخير، بالأمس بدأ 2024، عام ولد من رحم آخر منقض، كان مليئا بمتناقضات عديدة وتحديات أكثر، بالطبع هذا ينطبق على الشأن العام بالعالم وبمنطقتنا، وعلى مستوى الأفراد لن يختلف كثيرا لمعظمنا.


عام لم يشأ أن يغادر منطقتنا الأوسطية الا بوجع وألم وسفك دماء أبرياء من محترفى مص دماء وأكل حقوق، وتشويه حقائق وسلب حياة، وتجميل مساوئ وتزييف تاريخ وقلبه للنقيض، غادرنا العام تاركا مخططا أسود للمنطقة حيكت خيوطه بنهايته، ولازالت تنسج وتنسج محاولة رمى شباكها الغادرة الماكرة متسللة ومستهدفة مصرنا الغالية بالأساس، طمعا فى أراضينا المقدسة، وسعيا لتصدير مشكلة وأزمات لأم الدنيا.
عام زادت فيه التحديات الاقتصادية، الدولية منها والإقليمية، وتعددت الفخاخ التى أعدت لمنطقتنا ومصر فى القلب منها، سعيا للضغط على الجميع لتحقيق أهداف بعينها بالتأكيد ليست فى صالح مصر ودول منطقتنا باستثناء طفل الغرب المدلل، ومسماره اللعين بالشرق الأوسط، والذى من أجله تحدث المكائد والدسائس والتربص بالمنطقة.
لكن هل كان العام المنقضى سوادا كله؟، من الظلم تماما أن نقول هذا، ومن دواعى الإحباط أن نستسلم لتلك الأقاويل حتى وإن صح كثير منها، لكن فى مواجهة كل ذلك كانت نقطة بل طاقة مضيئة يسرى نورها مع العام الجديد باعثة الأمل أنه وبإذن الله سيكون أفضل كثيرا خاصة لمصر والمصريين، ففى العام الذى تولى ورغم قوة المخطط الذى ذكرناه وحبكة خيوطه، كان الرد المصرى أكثر قوة وثباتا، وكثير من التحركات تحطمت على الموقف الصلب لمصر ورئيسها وجيشها وشعبها.


عام شهد حالة اصطفاف وطنى توارت منذ فترة، لكنها ولدت قوية من رحم معاناة أزمات حيكت لمصرنا، ليتوحد الجميع على هدف واحد، قدسية تراب مصر وحرمة أى شبر منه وحبة من رمالها على غير المصريين، واكتملت تلك الصورة فى الإقبال غير المسبوق على الانتخابات الرئاسية تعبيرا عن وحدة الشعب خلف رئيسه حماية لأرض مصر وصونا لمقدراتها وحاضرها ومستقبلها، هذا المشهد الوطنى الرائع والخالد هو الذى أوحى إلينا بأمل قوى أن العام الجديد 2024 سيكون مختلفا، نعم ستستمر فيه المخططات السوداء، لكن بالمقابل ستستمر قوتنا ووحدتنا، نثق أنه ومع بدء الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس السيسى سيكون عام الخروج من عنق زجاجة أعدت خصيصا لخنقنا، لكن سنمر ونعبرها لما هو أفضل مع بشائر اقتصادية تؤكد ذلك.


بالطبع أزمة غزة ستظل حاضرة فى الفكر والوجدان العربى والمصرى خاصة بالعام الجديد، وبكل ما عاناه ويعانيه أهلنا فى غزة، ندعو الله أن يخفف بالعام الجديد أوجاعهم، وينصر قضيتهم، ولعل أخبار التفكك المفرحة التى تتسرب من قلب تل أبيب تؤكد أن فرجا قريبا سيتحقق لغزة وأهلها، نثق أن مصر ستظل على موقفها الرافض لتهجير أهل غزة إلى سيناء، ونثق أيضا أن أهلنا فى فلسطين يثقون أن الموقف المصرى فى صالح قضيتهم بالأساس، ولندع الموتورين والمأجورين محترفى الصيد فى الماء العكر لغيهم محاولين كعادتهم تشويه الموقف المصرى وزعزعة ثقة وثبات أهل غزة.
اللهم اجعله عاما سعيدا على الإنسانية، سوادا على أعدائها،عام خير ونماء ورخاء وثبات لمصر والمصريين .. اللهم آمين، وكل عام والجميع بخير وسعادة وسلام وأمان.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة