صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جزء من العقيدة العسكرية الأمريكية| واشنطن تقود «المجزرة طويلة الأجل» في غزة

آخر ساعة

الثلاثاء، 02 يناير 2024 - 11:47 م

■ كتبت: دينا توفيق

◄ الجرائم بحق الفلسطينيين ليس لها نهاية

◄ هدفها تنفيذ أخطر أزمة اقتصادية في العالم

◄ إقرار صفقة أسلحة دون عرضها على الكونجرس

أطماع سياسية ومكاسب على جثث البشر.. 75 عامًا من المجازر وجرائم الإبادة يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين، نهب واغتصاب للأرض.. حرب طويلة تقودها الولايات المتحدة بدعمها لقوات الاحتلال.. وبينما يراقب العالم فى رعب الهجوم العسكري الإسرائيلي على شعب غزة، فإن الجميع يتساءل: لماذا لا تتم إدانة إسرائيل، ويسمحون لها بالإفلات من جرائم القتل الجماعى؟، ومع محاولة ربط بعض النقاط على مدى السنوات السبعين الماضية قد يساعد فى فهم ما يجرى في الشرق الأوسط وفلسطين وفي جميع أنحاء العالم. كيف يأتى الصراع الدموى الإسرائيلي ضد فلسطين ضمن الحرب الكبرى للغرب؟.

لقد ارتكبت إسرائيل جرائم هائلة ضد الإنسانية، وتسببت فى مقتل أكثر من 21ألف فلسطيني، منذ أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بغزو برى فى غزة.

ووفقًا للمحلل الجيوسياسي والخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية «بيتر كونيج»، فإن قوات الاحتلال تستهدف بشكل متعمد السكان المدنيين. ويضيف كونيج قائلًا: ليس من قبيل الصدفة أن يكون ثلث الشهداء على الأقل من النساء والأطفال فى قطاع غزة؛ فالأطفال هم جيل فلسطين المستقبلي، والمرأة هى حاملة الأجيال القادمة؛ والقضاء عليهم هو استراتيجية إسرائيلية. لقد تم تدمير أكثر من 80% من المساكن، ناهيك عن البنية التحتية.

ويحجب الكيان الصهيونى الشحنات الطارئة من الغذاء والماء، فى محاولة حرفية لتجويع الفلسطينيين حتى الموت.

كما يقوم بقطع الكهرباء ووسائل الاتصال. تدعم كلٌ من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى وتشجع المذبحة الإسرائيلية للفلسطينيين؛ مثل عمليات القتل بأسلوب الإعدام، قبل بضعة أيام، حيث قام جنود جيش الدفاع الإسرائيلى بفصل مجموعة من الرجال عن النساء ثم أطلقوا النار على الرجال أمام زوجاتهم وأطفالهم.

هذا بالإضافة إلى سرقة الأعضاء؛ وفقًا للاتهام الذى وجهه المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، من أن إسرائيل قامت بسرقة الأعضاء الحيوية من جثامين 80 فلسطينيًا من ضحايا الحرب المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر. ويقول كونيج كانت إسرائيل دائمًا واحدة من الدول الرائدة فى تجارة الأعضاء البشرية، إن لم تكن الأولى.. الآن يسرقون القتلى الفلسطينيين، وينزعون أعضاءهم من أجل تجارتهم غير المشروعة بالأعضاء، قائمة الجرائم الإسرائيلية تطول وليس لها نهاية. ويوضح المحلل الأمريكى قائلًا إن 75 عامًا وقوات الاحتلال مستمرة فى قتل عدد لا يحصى من الفلسطينيين بشكل عشوائى، عامًا بعد عام؛ يتم إسكاتها من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، التى يقع معظمها تحت السيطرة الصهيونية. وبالإضافة إلى كل الفظائع التى ذكرت من قبل، هناك المعاناة الإنسانية التى لا يمكن حسابها، لا بالمال، ولا بالأرقام.

ويعد مفهوم الحرب الطويلة جزءًا من العقيدة العسكرية الأمريكية؛ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وما يحدث اليوم من إبادة جماعية ضد فلسطين والحرب الدائرة فى اليمن وسوريا وغيرها من البقاع المشتعلة والحرب التى تتكشف في الشرق الأوسط، ما هى إلا استمرارًا للحــرب العالمية الثانية. إن العالم يقف على مفترق طرق لأخطر أزمة فى التاريخ الحديث. لقد انطلقت الولايات المتحدة فى مغامرة عسكرية، «حـرب طــويلة»، تهدد مستقبل البشرية.

يتم تنفيذ هذه «الحرب بلا حدود» لإحداث أخطر أزمة اقتصادية فى تاريخ العالم، التى أدت إلى إفقار قطاعات كبيرة من سكان العالم؛ فإن العسكرة العالمية جزء من أجندة اقتصادية عالمية. ومن خلال هيكل القيادة الموحدة للجيش الأمريكى يتم تنفيذ العسكرة على المستوى العالمي، حيث يتم تقسيم الكوكب بأكمله إلى قيادات قتالية جغرافية تحت سيطرة البنتاجون. ويلعب مقر القيادة الاستراتيجية الأمريكية (USSTRATCOM) فى «أوماها» بولاية «نبراسكا» دورًا مركزيًا في تنسيق العمليات العسكرية.

◄ اقرأ أيضًا | انتعاش الصحة بمصر في عام الأمل 2024

ويرى الكاتب الكندي «ميـشيل شوسودوفسكي»، أستاذ الاقتصاد في جامعة أوتاوا، أن الجغرافيا السياسية للنفط وخطوط أنابيب النفط تعتبر أمرًا بالغ الأهمية فى إدارة هذه العمليات العسكرية. وتضم منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الأوسع، أكثر من 60% من احتياطيات النفط فى العالم. هناك فى الوقت الحاضر خمسة مسارح حرب فى منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى؛ أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين وليبيا وسوريا.

وتم صياغة مشروع القرن الأمريكى الجديد (PNAC) من قبل المحافظين الجدد فى سبتمبر 2000. إن هذه الأجندة العسكرية التى تم تنفيذها تحت شعار «المسئولية عن الحماية» سادت إلى حد كبير فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق «باراك أوباما».

كما أن «الحرب الطويلة» التى تخوضها الولايات المتحدة هى مشروع إمبريالى يدعم الهياكل المالية والأسس المؤسسية للنظام العالمى الرأسمالى. وراء هذه الأجندة العسكرية تكمن مصالح الشركات القوية بما فى ذلك أجهزة الدعاية الكبرى.

وحتى مع النظر إلى أجندة المحافظين الجدد فى ظل إدارة الرئيس «جورج بوش» باعتبارها تتويجًا لإطار السياسة الخارجية، الذى يوفر الأساس للتخطيط للحروب والفظائع المعاصرة بما فى ذلك إنشاء غرف التعذيب، واعتقال المدنيين، والمخيمات والاستخدام المكثف للأسلحة المحظورة الموجهة ضد المدنيين، مثلما يحدث فى غزة الآن؛ حيث تستخدم قوات الاحتلال ذخائر الفوسفور الأبيض والذخائر العنقودية فى القطاع.

وفي عهد أوباما أصبحت هذه الأجندة متماسكة على نحو متزايد مع إضفاء الشرعية على عمليات القتل بموجب تشريعات مكافحة الإرهاب، والاستخدام المكثف لهجمات الطائرات بدون طيار ضد المدنيين، والمذابح التى أمر بها التحالف بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى «الناتو» وإسرائيل ضد المدنيين السوريين والفلسطينيين.

ومؤخرًا أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكى «أنتونى بلينكن» أقر صفقة أسلحة تشمل بنادق «M177» لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار، وأن الصفقة لن تعرض على الكونجرس، من الواضح أن الإدارة الأمريكية لا تزال تريد استمرار المجازر فى غزة. وفقًا لمجلة «covertaction» الأمـــريكـيـــة، وتحظــــى إسرائيل بمكانة لدى واشنطن بسبب إتقانها أساليب السيطرة على السكان ضد الفلسطينيين، التى يرغب العديد من القادة فى محاكاتها ضد الجماعات المنشقة أو الأقليــات داخـــل حـــدودهم. ويـــزداد ثراء المليارديرات من الحرب وصناعة الحرب الإسرائيلية، كما أن خلق تهديد إرهـــابى يضـفــى الشرعيــة على العمليات العسكرية الموسعة المصممة للقضاء على الفلسطينيين وتعزيز هدف إقامة «إسرائيل الكبرى». وقد شهدت إسرائيل احتجاجات حاشدة عشية الحرب بين إسرائيل وغزة ضد تزايد عدم المساواة ومحاولة إخضاع القضاء الإسرائيلى للسلطة التنفيذية، حيث يواجه نتنياهو شخصيًا اتهامات بالفساد.

بينما يرى المحلل الجيوسياسى الأمريكى «كونيج» أن إسرائيل لا تستطيع البقاء على قيد الحياة من دون الأموال الغربية، سواء بالحرب أو بدونها. وتعتمد ميزانية الكيان الصهيونى، فى الأوقات العادية، على نحو الثلث من «الإعانات» التى تقدمها الولايات المتحدة؛ وهى مجاملة من دافعى الضرائب الأمريكيين. إن ثمن هذه الفظائع والمعاناة التى تلحقها إسرائيل بفلسطين سيكون باهظًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة