الطفلة جلاء
الطفلة جلاء


عمرها 9 سنوات.. وتهدد بإنهاء حياتها بسبب "الأبلة"

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 03 يناير 2024 - 11:26 ص

سهرت الطفلة جلاء التي تبلغ من العمر ٩ سنوات، منهمكة في حل مسألة حساب عويصة، ونجحت في حلها ثم نامت قريرة العين تحلم بأن (الأبلة) سوف تعطيها عشرة على عشرة، وأول شيئ في الصباح فتحت عينيها عليه هو كراسة الحساب، حيث اخذت تتغزل قليلا وتتخيل القلم الأحمر وهو يكتب ١٠ على ١٠، ثم قفزت جريا إلى المدرسة.

اقرأ أيضًا| "ايلي زعيرا".. مهندس الهزيمة في حرب أكتوبر المجيدة

وكانت هي اول تلميذة عرضت الكراسة على (الأبلة) التي نظرت في حل المسألة ووجدته صحيحا لكنها لم تجد (مسودة) لعمليات الطرح والضرب، والقسمة، فسألتها عنها فقالت لها الطفلة.
- انا عملت المسودة في ورقة تانية مش في الكراسة.

أخرجت الأبلة قلمها الاحمر، بينما كان قلب جلاء يخفق وهي تتابع القلم الذي وقعت به الأبلة.

جحظت عينيي جلاء خلف نظارتها الطبية، وتقطعت أنفاسها عندما وجدت الرقم ٨ على عشرة!

اغرورقت عينيها بالدموع تتساءل.. وتقول باستياء شديد: 

كدة ياأبلة مش حلتها صح

وجاء رد فعل الأبلة التي انتابتها حالة من الغصب قائلة:

- انتي مش عاجبك.. طيب هاتي.. وانتزعت الكراسة من يد جلاء وشطبت على الرقم، ثم كتبت بدلا منه صفر على عشرة، ثم اخذت ورقة بيضاء وكتبت عليها بالخط العريض (بليدة) وشبكتها في ظهر مريلة جلاء، ومنعتها من رفعها طوال اليوم الدراسي.

وما إن دق الجرس، اندفعت الطفلة جلاء إلى خارج بوابة المدرسة، وفتحت كراسة الحساب بعصبية ثم مزقت الصفحة التي فيها (الصفر) وألقتها على الأرض وداستها بقدميها في عنف.

وإطلقت ساقيها للرياح وجرت بسرعة شديدة، ولم تلتفت الى ان نظارتها الطبية وقعت منها فلم تستطع ان تميز طريقها بوضوح حتى سقطت في حفرة مغشيا عليها.

وظلت على هذا الحال ساعات طويلة لا يحس بها أحد حتى كان موعد خروج عمال مصنع الحديد والصلب، وماإن شاهدها أحد العمال اخرجها وسألها عن عنوانها، واصطحبها إلى قسم شرطة حلوان.

وجلست جلاء وبصوت يشوبه حزن تروي ماحدث لعائلتها، وسألها الأب عن سبب تأخرها عن العودة للمنزل ووقوعها في الحفرة قالت في براءة: اصلي كنت عايزة انتحر!


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة