عماد خليل  عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
عماد خليل عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين


تهنئة عيد الميلاد فى الجمهورية الجديدة

أخبار اليوم

الجمعة، 05 يناير 2024 - 08:43 م

تحتفل مصر والعالم هذه الأيام بأعياد الميلاد المجيد فى مناخ وطنى وليس دينيًا أو طائفيًا.. فاعياد الميلاد كان يسبقها طوال العقود السابقة تحريم للتهنئة بالعيد، ورغم اندهاشى بتلك الفتاوى المتشددة البعيدة عن الروح المصرية الوسطية، إلا انى كنت أراقب على الجانب الآخر كمية الغضب من الأقباط خاصة جيل الشباب بسبب ظهور تلك الفتاوى بالرغم من ان المؤسسات وجميع المشايخ كانوا يسبقون الجميع فى الوقوف لها بالمرصاد والحرص الدائم من كل القيادات الدينية على تهنئة الكنائس الثلاث فى أعياد الميلاد كانت أكبر رد على تلك الفتاوى .

وبالرغم من كل ما سبق ندخل العام الحالى بحالة جديدة وهى اختفاء تلك العبارات المقيتة التى تحرم التهنئة للمسيحيين بعيد الميلاد المجيد او ظهور تلك الفتاوى المتكررة مما أضاف حالة من الارتياح والسعادة لعموم المصريين ولكن المراقب لملف المواطنة خلال الـ10 سنوات الأخيرة قادر على استنباط والوصول الى تلك النتيجة المنطقية وهى تجفيف منابع الفتن الطائفية التى كانت تضرب الوطن فى صميمه واستغلال الجماعات المتشددة لهذا المناخ من الشائعات وعدم وجود ضوابط وقانون لبناء الكنائس والاستمرار فى تلك الحلقة المفرغة والوصول لتحريم التهنئة بالعيد.

ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ملف المواطنة وتجفيف منابع الفتن الطائفية والحفاظ على نسيج وطنى داخلى قوى يزيد تماسك الدولة الوطنية والجبهة الداخلية امام التحديات الخارجية وما أكثرها وهو ما أطر له السيد الرئيس من تشريعات وممارسات لم يسبق لها مثيل فى هذا المجال.. فقانون بناء الكنائس الذى أقره البرلمان المصرى عام 2016 وهو ما يسمح وينظم بناء الكنائس فى مصر للمرة الأولى وفقا لقانون وأنهى سنوات من العذاب منذ عام 1856 وهو تاريخ إصدار ما يسمى بالخط الهمايونى الذى ظل قابعا لسنوات على صدور الاقباط يمنع ولا يسمح ببناء الكنائس ولذلك كان اكثر من 50٪ من الكنائس التى بنيت على مراحل لا تحصل على تصريح من رئيس الجمهورية ولذلك فالكنيسة كانت قائمة دون أوراق رسمية وهو مالم يتجاهله قانون تنظيم وبناء الكنائس ولذلك قامت الدولة المصرية بتقنين 2815 كنيسة ومبنى خدمات خلال 5 سنوات.

الحرية فى بناء وترميم وتقنين الكنائس كان له الأثر الاكبر من اختفاء ما يسمى بالفتن الطائفية لأن أغلب الشائعات والاعتراضات كانت تقوم بسبب بناء كنيسة بدون تصريح وفقا لما كان يردده المتشددون ومن هنا تبدأ شرارة الهدم فى ثوابت الوطن ولكن السيد الرئيس كان منذ البداية حريصًا كعادته على التعامل مع كل الملفات الشائكة وحلها من جذورها وليس مجرد مسكنات فالرئيس شاهدناه أكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة يسأل القائمين على تخطيط المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة عن مكان الكنيسة ويؤكد حرصه على هذا ووضعها قاعدة ثابتة لا استثناء، وبالفعل تم انشاء 69 كنيسة فى المدن الجديدة وهناك اكثر من 40 كنيسة جار إنشاؤها فى المجتمعات العمرانية الجديدة بالاضافة لما تقوم به المحافظات.

وللتوضيح وقراءة الارقام فى زيارة الحملة الرسمية للسيد الرئيس للكنيسة الانجيلية، قال الدكتور القس اندريا زكى لنا انا ماحدث بالنسبة للطائفة الانجيلية فى ملف بناء وتقنين الكنائس فى عهد الرئيس يعادل ما حصلت عليه الكنيسة طوال 200 عام وهو رقم صادم وكانت معضلة حقيقية وغصة فى حلق كل مصرى مسيحى تم تجاوزها بالقانون وبإصرار من رئيس الجمهورية على حل ملف المواطنة. القضية لا تتعلق ببناء الكنائس فقط وان كانت فى وجهة نظرى المشكلة الأكبر ولكن شعور المواطن المصرى المسيحى بعدم المساواة وصعود خطاب الكراهية وكان العام الأسود لحكم الآخوان قمة تلك الظاهرة،ان بذور الفتنة الطائفية زرعت فى عهد الرؤساء السابقين ونمت ولكن الرئيس السيسى قام باقتلاعها من جذورها.

الآن وليس قبل ذلك نستطيع ان نقول ان المواطن المصرى المسيحى يعلم ان الوصول لمنصب معين له شروط عديدة لن يعوقه انه مسيحى ولن أعدد او أذكر عدد الاقباط ممن تولوا مناصب خلال الفترة الأخيرة ولكن المناخ العام وما تم فى ملف المواطنة من انجازات جعلت الجميع يؤمن بالمواطنة والمساواة وحرص الدولة ورئيسها على ذلك .

قداسىة البابا تواضروس الثانى.. بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وصف كل ما سبق عن علاقة جميع المصريين بأنهم يعيشوا بروح الأسرة الواحدة على ضفاف نهر النيل فى ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، وللأمانة وجود قداسة البابا تواضروس الثانى خلال تلك الفترة الحرجة من عمر الوطن ووطنيته الصادقة كان صمام أمان للحفاظ على الوطن وساهم فى الوصول لهذا المستوى من المواطنة وهو ما تجلى فى كلماته عندما اعتدى الاخوان على أكثر من 80 كنيسة ومبنى خدميًا «وطن بلا كنائس خيرا من كنائس بلا وطن». 

ان وجود السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى كرئيس للدولة ووجود البابا تواضروس الثانى من إيمانهم بالمواطنة والمحبة والمساواة ساهم فيما وصلنا له من تقدم فى هذا الملف ولعل زيارة السيد الرئيس السنوية لكاتدرائية ميلاد المسيح فى قداس عيد الميلاد المجيد وحالة المحبة والسعادة التى تظهر على وجوه كل الحضور تؤكد إنها مشاعر إنسانية صادقة وليست مجرد لقطات تلفزيونية.

وفى النهاية كل عام ومصر وشعبها بمسلميها ومسيحييها طيبون كعادتهم والجمهورية الجديدة ودولة 30 يونيو لا مكان فيها لمتشدد او من يعكر صفو احتفالات المصريين بعيد الميلاد المجيد.. كل عام وأنتم بخير .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة