رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

إبراهيم باشا

رفعت رشاد

السبت، 06 يناير 2024 - 08:52 م

كنت فى جولة محببة فى شوارع وسط القاهرة التى تغيرت أحوالها. قادتنى قدماى إلى شارع الجمهورية. قصدت إلى تمثال إبراهيم باشا الذى يقف فى وسط ميدان الأوبرا القديم شامخا.

سطر القائد إبراهيم باشا تاريخا مجيدا للعسكرية المصرية فى بدايات القرن التاسع عشر. انتصر فى كل الحروب التى خاضها. 

ولد عام 1789 فى «قولة» فى ألبانيا مسقط رأس محمد على باشا وعائلته. كان إبراهيم الابن الأكبر للضابط العثمانى الألبانى محمد على وقيل إنه ابنه بالتبني. كان جسورا لا يتهيب أمرا، يجيد فنون الحرب ولا تفوته فائتة. تأثر بحياته فى مصر فصار مصريا عربيا متحمسا للعروبة ومتعصبا لقوميتها. 

ولاه والده العديد من المسئوليات الإدارية فاكتسب مما تولاه خبرة كبيرة كما كانت خبراته الأعظم فى فنون الحرب والقتال فتولى قيادة الحملات التى يشنها محمد على لصالح الدولة العثمانية، فى حالات إخماد ثورات أو فتن فى أطراف دولة الخلافة الممتدة أو لصالح مصر بفتح بعض المناطق لحماية حدود الدولة. 

حرص محمد على الباشا الأكبر على إكساب أبنائه خبرة الحرب لكن غالبا ما كان يضطر لإلحاق إبراهيم بتلك الحملات -التى كانت تطول أو تتعثر فى بدايتها- حتى ينهى المعركة لصالح الجيش المصرى وكثيرا ما حقق إبراهيم النصر معالجا أى أخطاء يكون أشقاؤه وقعوا فيها. 
بعد أن مرض محمد على مرضا رُئِى أن لا شفاء منه، عين السلطان العثمانى إبراهيم باشا واليا على مصر لكنه لم يعش إلا شهورا بعد ولايته ومرض ثم توفى قبل أن يتوفى أبوه. 

سجلت الحروب التى خاضها إبراهيم باشا على قاعدة تمثاله، لكن مكانته الحقيقية فى صفحات التاريخ وفى قلوب المصريين وهو الوحيد الذى لم يزل تمثاله بعد ثورة 23 يوليو 1952 تقديرا من الثورة لما قدمه للوطن.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة