أكد الخبراء العسكريون أن عدم وجود تعاون دولي حقيقي لمواجهة ظاهرة الإرهاب حتى الآن هو أمر يثير علامات الاستفهام، واشارو إلى أن كل عام يشهد هجمات إرهابية كان آخرها على فرنسا أمس الأول إلا أن ما يحدث هو تحرك ضعيف، لا يشير إلى وجود نية حقيقية للقضاء على الإرهاب.

وأوضحوا أن مصر منذ سنوات طويلة تحذر من الإرهاب وتبعيته على العالم و تقام المؤتمرات وينتهي الأمر دون تحرك دولي يليق بخطورة الموقف العالمي من ظاهرة الإرهاب وأشار بعضهم إلى ضلوع بعض أجهزة المخابرات الدولية في تحريك تنظيم داعش وتمويله لتنفيذ مخططاتها في العالم.

وفى البداية يقول اللواء سلامة الجوهري رئيس وحدة مكافحة الإرهاب الدولي الأسبق بالمخابرات والخبير العسكري إن أساس مكافحة الإرهاب الدولي هو تبادل المعلومات وتجفيف منابع التمويل وهذا ما لم يحدث حتى الآن على الأرض رغم الضربات الإرهابية المتوالية التي يشهدها العالم.

وأضاف ان الدول الكبرى يجب أن تعمل بجد وتفعل القرارات الدولية و تتبادل المعلومات وتوفر للدول الأخرى مثل مصر أسلحة مكافحة الإرهاب وحماية الحدود حتى تعاوننا على ما نبذله من جهد لتدمير وحصار تلك الجماعات.

وأشار خبير مكافحة الإرهاب الدولي إلى أن بعض الدول الكبرى لا تهتم فقط بقضية الإرهاب إلا بعد أن تكتوي بنارها ثم تبحث عن حلول فردية لتأمينها دون النظر لما تعانيه الدول الأخرى وكذلك تقوم دول أخرى مثل انجلترا بإيواء جماعات إرهابية كالإخوان المسلمين وتقوم بتوفير الحماية لهم وهو أمر غاية في الخطورة

ويرى اللواء محمود زاهر الخبير السياسي والاستراتيجي وضابط المخابرات السابق أن العملية الإرهابية في فرنسا هي عملية مخابراتية على أعلى المستويات وهنا أتحدث عن الرأس المدبر وليس المنفذون، دولة كبرى صاحبة الهيمنة والنفوذ على العالم كله "الولايات المتحدة".

وقال: تجد دوماً أول الدول التي تخرج بتصريحات، وتعليقات سواء من رئيسها أو من وزارة خارجيتها على أي حوادث إرهابية هي الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تنفيذ عملية إرهابية في 7 مواقع مختلفة تمثل أماكن التنزه للفرنسيين فى القطاع 10 و 11 وفى توقيت متزامن، واختيار توقيت واحد هو الواحدة صباحاً واستخدام 20 عنصر قاموا بالتنفيذ يدل على أن العملية ليست عملية إرهابية ، ولكن يقف ورائها جهاز مخابرات قوى.

وأشار زاهر إلى أن العملية لن تكون الأخيرة في أوروبا "والدور الجاى على بريطانيا" بسبب أن أوروبا تريد أن تخلع تبعيتها للولايات المتحدة ، ففرنسا تقوم بعمليات عسكرية في سوريا ولديها نشاط واضح فى لبنان والجزائر، بالإضافة إلى التعاون العسكري مؤخراً مع مصر، وذلك يعد خروجاً عن المسار الأمريكي والإفلات من عباءته وسياساته التي يفرضها على المجتمع الدولي.

وأضاف أن رد الفعل المصري كان على المستوى المطلوب من بيانات الأزهر والأوقاف والخارجية، بالإضافة إلى موقف الجامعة والدول العربية من الحادث.

أما اللواء على حفظي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية فقال إن أسلوب تنفيذ العمليات الإرهابية في فرنسا لا يشير إلى أنها تمت بإمكانيات تنظيم مثل داعش بل من المؤكد أن ورائها جهات مخابراتية لدول كبرى.

وأشار إلى أن إعلان الرئيس الفرنسي أن داعش هي من وراء العمليات الإرهابية في بلاده لا يعنى إلى أنه لا يبحث عن تلك الجهات المخططة، ولا يستطيع أن يصرح بذلك دون أدلة، مضيفا أن تأثير تلك العملية على أوروبا سيكون كبير وستتضح الصورة خلال الفترة المقبلة.