الأحد، 07 يناير 2024 - 07:42 م

واضح أن الخطر الداهم من توسع الحرب وامتدادها لتصبح حرباً إقليمية تفجر المنطقة كلها.. هو البند الأساسى فى مهمة الوزير «بلينكن» فى جولته الرابعة فى المنطقة منذ اندلاع الحرب فى غزة. الخطر حقيقى مع استمرار المذبحة الإسرائيلية المدعومة - حتى الآن - من أمريكا، ومع استمرار نتنياهو وعصابات اليمين المتطرف فى الهروب إلى الأمام والتوسع فى الحرب خوفاً من حسابات مابعد السقوط، ومع التهاب الموقف على كل الحدود مع إسرائيل بعد أن أصبح واضحاً أنها - فى ظل قيادتها الحالية - لا تريد سلاماً، ولا تسعى إلا للتوسع، ولا تعيش إلا على الإرهاب.

وواضح أن حسابات واشنطون منذ البداية، كانت أن قوة إسرائيل مع دعم غير محدود من أمريكا.. كفيلان بحسم المعركة فى غزة خلال أسبوعين أو ثلاثة. لكن الفشل المستمر من جانب إسرائيل، والصمود العظيم للشعب الفلسطينى، والانكشاف الكبير لكل الأكاذيب التى قيلت لتبرير حرب الإبادة على شعب فلسطين.. كل ذلك أدى إلى الموقف الخطير الذى يهدد الآن بتفجير المنطقة كلها، ويضع واشنطون فى موقف دقيق وهى تجد الحليف الإسرائيلى يعيش الفوضى السياسية الكاملة مع حكومة تعرف أنها فقدت كل مبررات وجودها، وتريد - فى نفس الوقت - أن تستغل عام الانتخابات الأمريكية لكى تفرض على الإدارة الأمريكية أن تستمر فى دعمها وهى تشعل المنطقة وتهدد سلام العالم.

المشكلة أن الفشل الأمريكى سيستمر إذا لم تغير واشنطون سياستها فى المنطقة، وتدرك أن دعمها أو مشاركتها فى حرب الإبادة الإسرائيلية كان خطأ. وأنه لا سبيل لوقف التصعيد إلا بوقف حرب الإبادة التى تقول إسرائيل إنها ستستمر عاماً آخر(!!) وأن الخطر سيهدد الجميع (وأولها أمريكا نفسها) إذا لم يكن «بلينكن» حاملاً لرسالة واضحة تقول إن على إسرائيل أن توقف المذبحة أو تمضى فيها بمفردها وتتحمل النتائج كاملة.

أما الحديث عن عدم توسع الحرب فى الوقت الذى يستمر مدد السلاح الأمريكى لإسرائيل، ويتواصل الدعم السياسى والاقتصادى لدولة الإرهاب التى يحكمها مهاويس مثل بن غفير ونتنياهو.. فهذا هو الرهان الخاسر لسياسة أمريكية مازالت ترى أن الكيان الصهيونى - بكل ما ارتكب من جرائم نازية - هو الحليف الأساسى لأمريكا، وهو النموذج «الديموقراطى» الذى يقتل ٣٠ ألف شهيد فلسطينى فى ثلاثة شهور ولا تريد واشنطون أن تقول له: توقف.. بل ترفض - بإباء وشمم - أن يحاكم بتهمة «الإبادة الجماعية» لأن كل ما يرتكبه من جرائم هو فقط من باب «الدفاع عن النفس»!!
الفشل له ثمن.. حتى لو كان أمريكيا!!