كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«زمن .. عز فيه الشرف»!

كرم جبر

الإثنين، 08 يناير 2024 - 07:17 م

مصر تتعامل بشرف، فى «زمن عز فيه الشرف»..
لم تغدر ولم تخن ولم تتآمر، ولم تدس أنفها فى شئون الآخرين، وفتحت قلبها وأرضها للذين فقدوا الأمان فى بلادهم وضاقت بهم سبل الحياة، فلم تعتبرهم لاجئين مثل الدول الأخرى، بل إخوة فى بلدهم ويعيشون وسط المصريين الطيبين.


زمن عز فيه الشرف، وتكالبت فيه على أمة المسلمين عصابات إجرامية، تتخفى وراء الدين، فتذبح وتقتل وتنتهك وتغتصب، وترتكب أبشع الجرائم باسم الدين، والأديان بريئة منهم، وتلعنهم الارض والسماء، فهم يقتلون شبابا مؤمنا يدافع عن وطنه، ويظنون ان ذلك جهاد فى سبيل الله، بينما رسولنا الكريم يقول: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله».
زمن فيه النَّاس يكذبون كما يتنفسون، ويخونون وعودهم وعهودهم، وإذا كان ذلك جائز الحدوث بين الأفراد العاديين، فالأغرب أن دولا ومؤسسات ومسئولين وحكاما، يفعلون ذلك ويظنون أن الله غافل عنهم، وأن الزمن كفيل بالنسيان، لكن صحائفهم السوداء لا يبيضها زمن ولا نسيان.
مصر هى البلد الذى لم تتلوث يديه بنقطة دماء واحدة للأشقاء، ولم ينجح أحد فى توريطها فى صراعات ونزاعات او حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، ويدعم قراراتها مخزون استراتيجى هائل من التجارب والخبرات، فلا يستطيع أحد أن يستفزها ولا ان يفرض عليها معارك لا تريد دخولها، ولها قبلة واحدة تتجه إليها هى المصالح العليا للبلاد.


مصر تتعامل بشرف وتحيط بها من كل جانب دول مشتعلة بالحروب والاضطرابات، وتحافظ على أمنها واستقرارها، وتتحمل أعباء كبيرة تفرض عليها ازمات وتحديات، خصوصا ما يحدث فى غزة، ويجسد موقفها القوة والعزيمة فى الدفاع عن القضية الفلسطنية، وإجهاض مؤامرات تصفيتها وتهجير شعبها.


زمن عز فيه الشرف، ومن كان يتخيل أن الزمن سيجور على المنطقة العربية، وتصبح مستباحة بهذا الشكل المهين من جيوش الشرق والغرب؟ ينهبون ثرواتها ويشردون شعوبها، وكأنها حقل تجارب لنفوذهم وأطماعهم وأسلحتهم، وفى زمن فات لم يكونوا يجرؤون على التطاول عليها.
هذه هى مصر التى يحفظها الله وينجيها من شرهم ومؤامراتهم، وكانوا يتخيلون أن سقوطها كان قاب قوسين أو أدنى، فوقفت ورفعت رأسها، وتبنى مجدها، وتتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة