جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

إنها «الوصفة» المثالية لتوسيع الحرب!!

جلال عارف

الإثنين، 08 يناير 2024 - 07:19 م

استبق «نتنياهو» وصول وزير الخارجية الأمريكية إلى إسرائيل ضمن جولته الحالية فى المنطقة بإغلاق كل الأبواب نحو التهدئة. واصل تصعيد المذبحة ضد المدنيين الفلسطينيين سواء فى غزة أو الضفة الغربية، وأشاع حالة من الفوضى السياسية داخل أجهزة الحكم فى الكيان الصهيونى بما فى ذلك الصراع بين قيادة الجيش وحلفاء نتنياهو من زعماء عصابات اليمين الذين أصبحوا الصوت الأعلى فى الحكومة لتظل خيوط اللعبة فى يده رغم الفشل المتوالى.


ثم.. قبل ساعات من وصول الوزير الأمريكى أطلق نتنياهو تصريحه اللافت الذى أكد فيه أن إسرائيل لن توقف الحرب إلا بعد أن تحقق أهدافها «التى لم يتحقق منها شىء حتى الآن!» مضيفا أن هذا هو الموقف الذى ينبغى أن يفهمه الأعداء.. والأصدقاء!!
ولم يكن الوزير الأمريكى فى حاجة لتأكيدات نتنياهو الجديدة، فهو يعرف الموقف الإسرائيلى جيدا.. وهو يعرف أنه «رغم أى خلافات فى التفاصيل» بين واشنطون وتل أبيب، فإن الموقف الأمريكى الثابت هو دعم إسرائيل الكامل حتى وإن كان هذا الدعم - كما قال الرئيس بايدن نفسه - يفقد أمريكا الكثير سياسيا وأخلاقيا!! وهو  فى جولته الحالية حتى الآن يبتعد تماما عن أى حديث جاد حول وقف المذبحة الإسرائيلية التى يتعرض لها شعب فلسطين والتى قالت واشنطون قبل أيام قليلة أنها لا ترى فيها أبدا «حرب إبادة».. ربما لأن ثلاثين ألف شهيد أكثر من ٧٠٪ منهم نساء وأطفال لا تكفى  بالمقاييس الأمريكية لكى تكون المذابح الإسرائيلية «حرب إبادة»!!
ولهذا.. فلا بأس من أن تستمر المذابح الإسرائيلية، ويستمر الدعم الأمريكى، ويستمر الحديث عن عدم توسيع الحرب!!
لكن هذه  فى حقيقة الأمر ليست إلا «الوصفة» المثالية لكى تتوسع الحرب، ولكى توضع المنطقة كلها على حافة الانفجار، ولكى تتورط أمريكا أكثر على حساب مصالحها فى المنطقة والعالم. فى البداية كان الموقف الأمريكى «والغربى عموما» يتبنى موقفا يقوم على أساس أن الصراع بدأ فى ٧ أكتوبر وليس مع نكبة ٤٨ واحتلال ٦٧ وإذلال عشرات السنين من العنصرية والهمجية الإسرائيلية.. والآن يبدو الحديث عن عدم توسع الحرب مع استمرار المذبحة الإسرائيلية بدعم أمريكى سيرا على نفس طريق الفشل!! ولكن.. هذه المرة فإن ثمن الفشل سيكون فادحا للغاية!
نتنياهو لا يهمه الآن إلا البقاء فى السلطة والإفلات من السجن وذبح أكبر عدد من أطفال فلسطين.. ماذا تريد أمريكا من مساندته؟!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة