جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

قتل أقل.. وحرب مستمرة!!

جلال عارف

الثلاثاء، 09 يناير 2024 - 09:08 م

لم يكن فى استطاعة الرئيس الأمريكى بايدن أن يتجاهل ما واجهه وهو يلقى خطاباً قبل يومين فى إحدى كنائس ولاية «نورث كارولينا» حيث قاطعه المحتجون بهتافات متواصلة «أوقفوا إطلاق النار الآن» فى إشارة لحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة شهور على الشعب الفلسطينى.

لم يكن ممكناً أن يتجاهل «بايدن» الحدث لأنه يشير إلى  البداية المضطربة لحملته الانتخابية بسبب الموقف المنحاز لإدارته إلى  جانب إسرائيل الذى أفقده - وفقاً لكل الاستطلاعات ـ تأييد معظم العرب والمسلمين الأمريكيين، وكذلك جعل مهمته صعبة داخل حزبه الديمقراطى مع معارضة الجناح اليسارى ومعظم شباب الحزب الذين كانوا إلى جانبه فى الانتخابات الماضية.

ولم يكن ممكناً أن يتجاهل بايدن ما حدث، لأنه يعرف جيداً أنه ليس حادثاً منفرداً، بل هو ظاهرة تتسع مع استمرار المذبحة الإسرائيلية وانكشاف حجم الجرائم ضد الإنسانية التى ترتكبها إسرائيل  فى حماية أمريكا ودعمها، قبل ذلك تكررت مثل هذه الاحتجاجات، وفى نفس اليوم كانت مظاهرات الاحتجاج التى تطلب وقف الحرب على شعب فلسطين تعم نيويورك، وتغلق عدداً من الجسور، وكانت الشرطة تقبض على عدة مئات من المحتجين الذين كانوا يمثلون طيفاً سياسياً واسعاً مع تأييد ومشاركة منظمات مثل «الصوت اليهودى من أجل السلام»، و«حركة الشباب الفلسطينى» و«الاشتراكيون الديمقراطيون الأمريكيون».

ومع ذلك كله كان رد بايدن بعد مقاطعته لا يزيد على قوله «أتفهم مشاعركم» وأعمل بهدوء مع الحكومة الإسرائيلية لدفعها إلى  تقليص الهجمات والخروج بصورة كبيرة من غزة.

وهذا موقف أفضل بلاشك من الحديث الزائف عن  حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، لكنه مازال قاصراً عن إيقاف المذبحة التى تتحمل الإدارة الأمريكية مسئولية استمرارها ضد إرادة العالم كله، التى تجلت فى قرارات الأمم المتحدة، وفى عزلة أمريكا وهى تقف وحدها فى مجلس الأمن لتمنع إدانة إسرائيل أو إلزامها بإنهاء المذبحة.

«تقليص القتل» لا يوقف المأساة ولا يمنع خطر انتشار الصراع وتوسع الحرب، والعمل «بهدوء» كما يقول «بايدن» لن يكون مجديا مع بقاء القرار فى إسرائيل  بيد زعماء عصابات القتلة مثل بن غفير وسيموترميش.. ونتنياهو. الحسم من جانب أمريكا ضرورى، وإيقاف الحرب «وليس تقليصها» هو المطلوب حتى من غالبية الشعب الأمريكى بمن فيهم قطاع كبير من اليهود الأمريكيين الذين يرون فى استمرار «المذبحة» خطراً على أمريكا، وجريمة يرتكبها نتنياهو وعصابته ويدفع يهود العالم ثمنها كما يدفعه الضحايا من أطفال فلسطين!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة