صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

العودة.. لتطوير التعليم!!

صالح الصالحي

الأربعاء، 10 يناير 2024 - 10:56 م

مازال الحديث مستمراً عن تطوير التعليم

حديث متجدد متكرر لا ينتهى.. يأفل ويبزغ من حين إلى آخر.

منذ عقود ونحن لا نمل ولا نتعب من الحديث عن تطوير التعليم، والقضاء على الدروس الخصوصية وحل المشكلة المعقدة للثانوية العامة.. وحتى الآن لم نر أى تطوير.. رغم التجارب العديدة التى مارسها وزراء سابقون للتربية والتعليم على أبنائنا.. حتى أننا فقدنا الأمل فى التطوير.. واستسلمنا وسلمنا أولادنا ومصيرهم لعفريت الثانوية العامة الذى لم يستطع أحد حتى الآن أن صرفه.

إلا أن الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى عاد مجدداً للحديث عن تطوير التعليم والقضاء على ما أسماه «بعبع» الثانوية العامة.. ووقف أمام مجلس الشيوخ معلنا عن إعداد استراتيجية جديدة لتطوير التعليم والتعليم الفنى (٢٠٢٤/٢٠٢٩).. وقال إنه يتم الإعداد لتنظيم مؤتمر قومى كبير بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى ليكون لدينا ثانوية عامة مختلفة.. تتضمن أهم ملامحها تعدد محاولات الامتحان وإمكانية التحول بين المسارات.. وأكد أن الاستراتيجية الجديدة تعمل على الأخذ فى الاعتبار رفع الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية فى الثانوية العامة..

وأنها تهدف إلى القضاء على «بعبع» الثانوية العامة.. وأوضح أن ذلك النظام الجديد «المقترح» لن يطبق على طلاب الثانوية العامة فى السنة الحالية..

وأعلن أنه تم إعداد قانون خاص بذلك سوف يخضع للحوار المجتمعى حتى لا يفاجأ المجتمع به.. إلا أنه لم يتطرق إلى أهم نصوص القانون الجديد والمدة الزمنية المحددة لإقراره وتطبيقه، وماهى ملامح التطوير وهل سيشمل المناهج؟!.

الوزير بحديثه عن القضاء على «بعبع» الثانوية العامة، ورفع الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية أعاد الأمل إلى الأسرة.. هذا الأمل الذى يتجدد من حين إلى آخر.. كأمل المريض بمرض مزمن فى الشفاء.

ولكنه يتبخر فجأة.. وتعود الأسرة إلى معاناة أكبر.

أتمنى أن تتخذ وزارة التربية والتعليم هذه المرة خطوات جادة نحو تطوير التعليم.. وأن تتوافر لديها الرغبة والعزيمة فى القضاء على «بعبع» الثانوية من خلال استراتيجية كاملة مدروسة للتطوير تتضمن أسس ومنهج التطوير والوقت الزمنى للانتهاء منها..

وإلا تكون مجرد كلمات نطلقها فى المناسبات والمحافل والمؤتمرات وخلال اللقاءات الإعلامية وأمام الجهات التشريعية للخروج من مأزق مناقشة طلب إحاطة أو غيرها.. فنحن لسنا فى حاجة للضغط على الأسرة أكثر من ذلك.. ولم يعد الوقت مناسباً لجعل أبنائنا حقل تجارب كل حين وآخر..

علينا أن نستقر على منهج للتطوير ونبدأ فى تطبيقه.. خاصة فى ظل التطور التكنولوجى السريع والذكاء الاصطناعى، والغزو الثقافى والفكرى الذى يتعرض له أبناؤنا من الخارج لهدم العادات والتقاليد والقيم التى توارثوها واستبدالها بقيم مستوردة غربية بعيدة كل البعد عن ديننا وأخلاقنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة