دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الدول الصديقة في أميركا الجنوبية، إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لإجراءات دول الاتحاد الأوروبي، تجاه منتجات المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية.
وقال عباس بكلمته في مؤتمر القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، في الرياض، اليوم الأربعاء 11 نوفمبر، إن وجود جاليات من أصل فلسطيني، في دول أميركا الجنوبية الصديقة، يمكنها أن تلعب دوراً متميزاً في إطار تطوير العلاقات العربية – الأميركية الجنوبية، وتنمية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والثقافي بين المنطقتين.
وحول عملية السلام، شدد على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم، بتوسيع المشاركة لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، وتوفير الحماية لشعبنا، وعبر قرار من مجلس الأمن، وضمن سقف زمني محدد، يتضمن نيل حقوقه الوطنية، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967.
وجدد الرئيس عباس التأكيد على عدم إمكانية الاستمرار في الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية وحدنا، في ظل قيام إسرائيل بتدمير الأسس التي بنيت عليها هذه الاتفاقيات، وسنواصل انضمامنا للمنظمات والاتفاقيات الدولية، لصون حقوقنا، والدفاع عن شعبنا، عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية.
وقال: "أيدينا لا زالت ممدودة للسلام، طبقاً للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الموقعة، ومبادرة السلام العربية، وآن الأوان لأن تتوقف بعض القوى الدولية عن المساواة بين الضحية والجلاد، وإن شعبنا إن لم ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله، فإن أحداً لن ينعم بها".
واستطرد: " لقد حذرت على مدى السنوات الماضية، من مغبة ما يجري في القدس المحتلة وما حولها، من تضييق للخناق على أبناء شعبنا، وتغيير ممنهج لهوية القدس وطابعها التاريخي والديمغرافي، ومن انتهاكات المستوطنين والمتطرفين المحميين من قوات الاحتلال الإسرائيلي، لحرمة مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، وخاصة المخططات التي تستهدف المساس بالمسجد الأقصى، بهدف تغيير الوضع القائم فيه منذ ما قبل العام 1967 وما بعده."
وأضاف إن ذلك من شأنه أن يحول الصراع، من صراع سياسي إلى صراع ديني، ستكون عواقبه وخيمة على الجميع، وهذا ما لا نقبله.
وفي هذا المجال، ثمن محمود عباس الجهود التي يبذلها العاهل الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني، لمجابهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وحول ما تشهده الأراضي الفلسطينية من أحداث، قال جدد الرئيس أبو مازن ، بأن ذلك ناجم عن استمرار الاحتلال وانعدام الأمل بالمستقبل، وعن حالة الخنق والحصار والضغط المتواصل، وعدم نجاح المجتمع الدولي، برفع هذا الظلم التاريخي، وتلك المعاناة المتواصلة منذ أكثر من 67 عاماً التي يعيشها أبناء شعبنا
وقال: "تعلمون جميعاً بأن السلام هو غايتنا المنشودة، والذي نسعى إليه بكل عزم وتصميمٍ وإرادةٍ مخلصة، إلا أنه لم يعد من المفيد تضييع الوقت، في مفاوضات من أجل المفاوضات، خاصة بعد أن أفشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل فرص السلام منذ مؤتمر مدريد، بهدف بناء المزيد من المستوطنات الاستعمارية، وإقامة جدران الفصل على أرضنا، ونهب مصادرنا الطبيعية، وفرض حقائق جديدة على الأرض، تعمق الاحتلال، فإلى متى ستظل إسرائيل، تضع نفسها فوق القانون".
وأضاف : "وفي ظل قيام إسرائيل بتدمير الأسس التي بنيت عليها الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية معنا، فإن ذلك يجعلنا نؤكد مجدداً بأنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ تلك الاتفاقيات وحدنا".
وتابع: "إننا نتساءل حول المعنى المقصود من أن تدفع إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بستمائة ألف من مستوطنيها للاستيلاء على أرض دولة فلسطين المحتلة، والإقامة فيها مع العلم بأن هذا العمل بحد ذاته هو جريمة حرب وفق معاهدة جنيف الرابعة للعام 1949".
وثمن الرئيس الفلسطيني ما قامت به دول الإتحاد الأوروبي تجاه منتجات المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية، داعيا دول أميركا الجنوبية الصديقة باتخاذ إجراءات مماثلة بهذا الخصوص.
وشدد: "أننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ولن نسمح بحلول مؤقتة أو جزئية، ونسعى جاهدين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى الذهاب للانتخابات، وذلك على طريق إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية".
وشكر أبو مازن ، خادم الحرمين الشريفين، على ما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم صادق ومخلص، للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، إلى جانب دعمها المالي والاقتصادي، الذي يسهم في تعزيز صمود شعبنا، وحماية مقدساته، ونؤكد تضامننا مع المملكة في محاربتها للإرهاب.
كما شكر دول أميركا الجنوبية الصديقة، على اعترافها بدولة فلسطين، ودعمها لقضية الشعب ، عبر تصويتها في المحافل الدولية، خاصة لصالح عضوية فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة.
وقال: "نتطلع إلى اليوم الذي ينتهي فيه الاحتلال عن دولة فلسطين، ليكون لنا شرف استقبال هذا المؤتمر وغيره في مدينة القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين الخالدة".