آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

حلم على قارعة الطريق

آمال عثمان

الجمعة، 12 يناير 2024 - 05:55 م

جاء بلينكن وزير الخارجية الأمريكى للمنطقة خالى الوفاض، ليسوّق ذات البضاعة الرديئة المتماهية مع الكيان الصهيونى الفاشي، بعبارات ناعمة وتصريحات خادعة، لم تُسمن أو تشبع من جوع، أو تفضى لطرح سياسى ذراً للرماد فى العيون، سوى تمرير رسائل مبطنة تحت غطاء كاذب، تستهدف عدم توسيع الحرب، ليتفرغ الكيان الإسرائيلى الإرهابى للاغتيالات، وتدمير ما تبقى من قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب التهوين والتحذير من القضية المرفوعة من جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، بحجة تأثيرها على مسار جهود السلام والتسوية وحل الدولتين المزعوم!!

بالله عليكم أى جهود تسوية أو سلام يتحدث عنها الرجل؟!، كيف نصدق مسئولاً أعلن - بالفم المليان - أنه جاء إلى تل أبيب، ليس بصفته وزير خارجية أمريكا، وإنما كيهودي!؟، كيف نثق فى شخص يتباهى بأنه ينتمى عقائدياً وفكرياً لكيان محتل، يتفنن فى إبادة الشعب الفلسطيني، ويرتكب كل جرائم الحرب، وينتهك القانون الدولى الإنسانى بامتياز، مستنداً فى عربدته لانحياز ودعم دولة عظمى، تجعله فوق القانون، وصل إلى تحدى قرار 153 دولة فى مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وإغفال الغضب الشعبى العارم فى العالم، وتجاهل أعضاء الكونجرس، لمد الجيش الصهيونى بآلاف الأطنان من الأسلحة الأمريكية الفتاكة والمحرمة، لاستخدامها فى إبادة الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية!!

لا يخفى على أحد ما حدث من تغير فى مواقف وتصريحات الحكومة الإسرائيلية الفاشية، بعد زيارة «بلينكن» ممثل الكيان المحتل فى الإدارة الأمريكية، والتراجع عن رغبتها فى تهجير الفلسطينيين، واستخدام قنبلة نووية لإبادتهم، واستبدالها بالتصريحات المغلفة بالدبلوماسية، تأهباً للقضية المرفوعة ضدها من جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وهو ما تنبأ به رئيس الموساد السابق «يوسى كوهين» فى مقاله بجريدة «هآرتس»، حين حذر من حرب نتنياهو المسعورة، وأخطاء حكومته المتطرفة التى حوّلت الكيان الصهيونى لمجرم حرب وقاتل أطفال، ورهان نتنياهو الأخير المتمثل فى الاغتيالات، بهدف استدراج أمريكا للمعركة، وطالب القيادة السياسية بدفع الثمن، ووضع مصلحة الشعب اليهودى قبل مصالحها، واتخاذ قرار فورى بوقف الحرب، وإعادة الأسرى مقابل إفراغ السجون، وإلا سيتحمل بنو إسرائيل جميعاً الثمن، ولن يبقى من حلم الدولة اليهودية سوى حديث الذكريات، وهم يحتسون القهوة على قارعة الطريق فى دول الشتات، هذا إذا سمحت لهم بالعودة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة