السبت، 13 يناير 2024 - 07:25 م

كعادته دائما آراؤه تثرى الحياة الثقافية وتفكيره عميق ورؤيته ثاقبة استمتعت بالحوار الذى أجراه الوزير الفنان المثقف فاروق حسنى مع الإعلامى الكبير حمدى رزق بمناسبة عيد ميلاده تمنياتى له بالصحة وطول العمر فاروق حسنى بشخصيّته المصرية الأصيلة فنان مبدع وسياسى له رؤيته السياسية فى حياته العملية استطاع أن ينجز الكثير خلال أكثر من ٤٠ عاما بدأها كملحق ثقافى ودبلوماسى ثم كوزير للثقافة المصرية حتى عام ٢٠١١، قام بتأسيس مهرجانات وإنشاء مكتبات عامة واهتم بتراث مصر وآثارها وبترميم مساجد القاهرة الإسلامية والكنائس القديمة وتجديد المعابد اليهودية المصرية.

وفاروق حسنى فى رأيى من أفضل وزراء الثقافة الذين شهدتهم مصر وكل المشروعات الثقافية والأثرية التى نراها ونفخر بها مثل بدء المتحف الكبير ومتحف الحضارة بالفسطاط وتطوير الهرم والقاهرة الفاطمية وغيرها العديد من المشروعات التى غيرت وجه مصر الثقافى والسياحى أعجبتنى آراؤه حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى وتخوفه من التأثير السلبى للذكاء الاصطناعى على الإنسان وعلى ملكاته الإبداعية، وأن التكنولوجيا أضرت الإبداع بشكل كبير.

فقد أضرت الكاتب نفسه الذى لم يعد لديه وقت للقراءة وأعجبنى تعبيره "أننا نعانى من حالة توحش للإنترنت". ولكن مصر ولادة وهى تعج بالمواهب والمبدعين لكنها تحتاج إلى رعاية كبيرة وشاملة، ومن آرائه أيضا أن التجديد فى الثوابت لا يصح وهو يعلن دهشته كيف يقال للمبدع أو المثقف جدد خطابك الثقافى؟.،

فالثقافة فعل وإيقاع وحالة، مشيرا إلى أنه لابد أن يتم انتقاء الأفعال المؤثرة وتقديمها للمجتمع. ومن حسن الحظ أن الخطاب السلفى تراجع كثيرا فى الفترة الأخيرة، ويقول فاروق حسنى إن المبدع إن لم يخلق حالة فهو غير موجود. ومع احترامى لأجواء الهدوء والترفع والتأمل التى ميزت حياة فاروق حسنى بعد أن ترك الوزارة إلا أن نشاطه لم يتوقف فأنشأ مؤسسة كبيرة تخرج سنويا المبدعين فى مختلف المجالات الثقافية والفنية، وهى مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون.

هناك بعض المفكرين والفنانين يشكل وجودهم فى حياتنا العامة رمانة التوازن والاتزان، صحيح أن مصر تعج بالمواهب والمبدعين لكنها تحتاج إلى رعاية كبيرة وشاملة وإلى بوصلة مثل فناننا الكبير. الذى عاش عمره فنانا استثنائيا ومختلفا يسبقه خياله فى كل أعماله ومشروعاته كل سنة والفنان الكبير فاروق حسنى بصحة وخير وعقبال ١٠٠ سنة فنا وإبداعا.