صورة موضوعية
صورة موضوعية


أمراض الشتاء الضيف الثقيل ..الاكتئاب الوجه الآخر لليالى البرد

ريم الزاهد

الأحد، 14 يناير 2024 - 08:13 م

جاء الشتاء، وبدأت الأجواء الباردة تطل على كل البيوت، ومعها بدأت أمراض الشتاء تعرف طريقها إلى الجميع، ورغم كل التحصينات والأمصال التى تحرص مختلف الأسر على الحصول عليها، لكن تبقى تلك الأمراض بمثابة الضيف الثقيل غير المرغوب فيه من قبل الجميع، إذ تتحول كثير من المنازل إلى ما يشبه المستشفيات الصغيرة، ويصبح بند الأدوية والفيتامينات التى تحارب تلك الأمراض حاضرًا بقوة وضرورة لمواجهة كل تلك الأمراض.

ورغم أنه لا يسلم أحد من الإصابة بتلك الأمراض وفى مقدمتها الإنفلونزا والبرد، لكن يبقى الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة، بسبب مناعتهم الضعيفة، وعدم قدرتهم على التحمل، ما يصيب الآباء والأمهات بحالات من القلق والتوتر لا تنتهى إلى ما نهاية فصل الشتاء.

مع هجوم فصل الشتاء بالبرد الشديد والصقيع الدائم تظهر حالات الاكتئاب الموسمى أو اكتئاب الشتاء، والذى يظهر مع الشباب وصغار السن أكثر من الكبار، ولهذه الحالات أسباب كثيرة منها النفسية والوراثية والمرضية أيضا، فلكل مرض أساس فى مخ الإنسان فلم يظهر فى يوم وليلة، وهذا ما أفاد به الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية. 

اقرأ أيضاً | أمراض الشتاء الضيف الثقيل ..«الربو» خطر لا ينتهى بالتشخيص

الاكتئاب الموسمى أو اكتئاب الفصول هو أحد الاضطرابات النفسية التى تحدث فى فصل الخريف وفصل الشتاء وينتهى بقدوم الربيع والصيف وهو اضطراب عاطفى موسمى ينتاب الإنسان فيه نوع من الكآبة نتيجة نوع من التغيرات الفسيولوجية المتعلقة بكمياء المخ المرتبطة بكمية ضوء الشمس التى يحصل عليها الجسم حيث إنه عندما يقل هذا الضوء يقل إنتاج هرمون السعادة فى الجسم وانخفاضه يسبب أعراض الاكتئاب. 

والمفاجأة أن النساء هن الأكثر عرضة للاكتئاب الموسمى بنسبة ٤ إلى ١، وهذا الاكتئاب له أشكال مختلفة عن الاكتئاب العام ويصاب به الأشخاص فى عمر العشرين فيما يزيد، حيث تقل الإصابة به مع تقدم العمر حتى لو أصيب به من قبل، وله أعراض محددة وهى الشعور بالمزاج السيئ وفقد الاهتمام والمتعة عند القيام بالنشاطات اليومية سواء العمل أو غيره، ويكون سريع الانفعال ويشعر بالحزن المستمر وفقدان للطاقة، والرغبة فى النوم  على مدار اليوم كما يعانى الشخص من صعوبة فى الاستيقاظ وشعوره باليأس والذنب، ويتسبب الاكتئاب الموسمى فى تناول الشخص المصاب للنشويات والسكريات والأطعمة المليئة بالكربوهيدرات وهذا ما يسبب زيادة الوزن، كما أنه يشعر بالإعياء والخمول وصعوبة فى التركيز وتجنب المشاركات الاجتماعية وحساسية للرفض الاجتماعى، والتفكير فى الموت وصعوبة فى اتخاذ القرار ومراودة الأفكار الانتحارية. 

أما عن أسباب الإصابة بالاكتئاب الموسمى فهذا يرجع إلى حد ما للتاريخ العائلى، حيث إنه يلعب دورا هاما فى الإصابة باكتئاب الفصول وأنه إذا وجد فى أحد افراد العائلة تتوارثه الأجيال الصغيرة، بالإضافة إلى أن المصاب بالاكتئاب العام معرض للإصابة باكتئاب الفصول أو الموسمى كما أن مرضى اضطراب ثنائى القطب أكثر عرضة للاكتئاب الموسمى الخريف أو الشتاء.
 
وللخبرات الاجتماعية فى الصغر يد فى إصابة الإنسان باكتئاب الفصول لأن الشتاء متعلق دائمًا بالدراسة والامتحانات كما يجعله ذكرى سيئة لبعض الأشخاص، ومنها إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الانفلونزا الموسمية، حيث إنها تزيد بدخول فصل الشتاء. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة