جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

عبدالناصر ومانديلا.. والحرية حين تكتمل!

جلال عارف

الإثنين، 15 يناير 2024 - 07:51 م

كان طبيعياً أن يعلن «مانديلا» فور انتصار جنوب افريقيا على النظام العنصرى، أن حرية بلاده لا تكتمل إلا باستقلال فلسطين. تجربة الثورة والنضال الصعب تعلم كل الثوار أن التضامن بين الشعوب هو الطريق للانتصار.


قبل ذلك كان جمال عبدالناصر يمضى بثورة يوليو إلى الطريق الصحيح حيث لا يكتمل انتصار مصر على قوى الاستعمار إلا بتحرر كل العالم العربى، وبهزيمة الاستعمار والنظم العنصرية فى كل العالم، وبتحرر افريقيا ودول العالم الثالث. وكانت القاهرة تتحول لعاصمة حركات التحرر والنضال الوطنى فى افريقيا والعالم العربى. وكان انتصار ٥٦ على العدوان الثلاثى واستعادة قناة السويس نقطة إلهام لكل ثوار العالم.. ونقطة صدام مع قوى  الهيمنة والعنصرية والسطو على ثروات الشعوب حتى الآن(!!)


يكفى أن يكون هناك هذا الاحتلال العنصرى الاستيطانى وجرائمه ضد الإنسانية على أرض فلسطين لكى تشعر كل شعوب العالم بأن حريتها لم تكتمل، ولكى تخرج الملايين فى عواصم العالم تطلب الحرية لفلسطين، ولكى نجد إجماع العالم فى الأمم المتحدة على إدانة الاحتلال الإسرائيلى فى مواجهة ضغوط أمريكا وحلفائها الذين يستجمعون ما تبقى من قوة ونفوذ لدعم إسرائيل، وللضغط من أجل أن تفلت من العقاب المرجح أمام محكمة العدل الدولية.
رئيس جنوب افريقيا يتحدث عن الضغوط التى تتعرض لها بلاده بسبب اتهامها لإسرائيل بـ «الإبادة الجماعية» أمام محكمة العدل، لكنه يقول إنه لم يشعر بالفخر والاعتزاز ببلاده مثلما شعر ووفد بلاده يفضح جرائم إسرائيل ويقدم الأدلة عليها ويطلب إيقاف المذبحة التى تتم ضد شعب فلسطين بأكمله.. الضغوط ستستمر من أجل ألا يعاقب مجرمو الحرب الإسرائيليون على جرائمهم، وفى المقابل يزداد وعى الشعوب بأن ما يجرى للفلسطينيين هو إهانة للإنسانية لابد أن تتوقف.


هكذا كان الأمر عندما قادت مصر معركة التحرر الوطنى حتى رحلت كل فلول الاستعمار، وهكذا كان الأمر حينما انتصرت جنوب افريقيا وأسقطت النظام العنصرى الذى ظل حتى لحظاته الأخيرة حليفاً لإسرائيل ومدعوماً من الولايات المتحدة. وهكذا الأمر وشعب فلسطين يناضل من أجل حريته، ويتعرض للإبادة الجماعية من النازيين الصهاينة، وينتظر النصر الحتمى ومعه كل أحرار العالم الذين يؤمنون بأن حريتهم (بل وإنسانيتهم أيضاً) لن تكتمل إلا بتحرر فلسطين.
تحية لروح عبد الناصر فى ذكرى مولده، ولأحفاد مانديلا وهم يواصلون الطريق، ولشعب فلسطين الذى يكتب بالدم صفحة السقوط الأخير للنازيين الصهاينة وكل من يدعمونهم!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة