جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

نتنياهو يعرف جيداً.. الخطوط الحمراء!!

جلال عارف

الثلاثاء، 16 يناير 2024 - 07:12 م

الوضع الكارثى الذى يعيشه شعب فلسطين وهو يواجه حرب الإبادة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا حتى الآن هو وضع يفوق كل التصورات.

آلة الحرب الصهيونية النازية لا تتوقف عن استهداف المدنيين وتدمير كل أسباب الحياة.. ومع ذلك فإن ما تواجهه إسرائيل بعد مائة يوم من المذابح الهمجية لا يعكس إلا الفشل الكبير فى تحقيق أى هدف حقيقى للحرب حتى الآن. وما يعيشه الكيان الصهيونى  − بعد الصمود الاسطورى للشعب الفلسطينى − يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل «دولة» استهلكت كل رصيدها من الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية، واستهلكت أيضاً كل وسائل الدعم من القوى الكبرى التى زرعتها فى المنطقة ومنحتها كل الحماية لتفلت من العدالة الدولية ولتستمر على مدى ثلاثة أرباع القرن تعيش على الإرهاب وترتكب أشنع المذابح وتظل بعيدة عن يد العدالة.


هذا كله ينتهى الآن مع انكشاف كل الزيف الصهيونى وكل التواطؤ الغربى معه، ومع التحول الكبير فى الرأى العام العالمى الذى يتوحد الآن ضد حرب الإبادة الصهيونية ضد شعب فلسطين، ومع ظهور الوجه الحقيقى لهذا الكيان العنصرى الارهابى أمام العالم كله، ومع انعكاس كل ذلك على الأوضاع الداخلية حيث يعيش الكيان الصهيونى فى حالة فوضى سياسية لم يعشها من قبل.. فالحكومة تبدو كتجمع لزعماء عصابات، والجيش الذى ينفذ حرب الإبادة يبحث عن غطاء سياسى لايجده، والمزيد من المذابح  التى تتم فى غزة والضفة لاتثمر إلا المزيد من خوف الإسرائيليين من مستقبل يجنون فيه الثمار المريرة لجرائم الحرب التى تستمر لكى يفلت نتنياهو وباقى زعماء العصابات الحاكمة من العقاب!!
داخل إسرائيل وخارجها بدأ الحديث عن محاولة «إنقاذ» الكيان الصهيونى من المصير الذى ينتظره مع عصابات اليمين التى احترفت الإرهاب والفشل معاً. ولأول مرة ترتفع أصوات المتظاهرين فى تل أبيب تطلب رحيل نتنياهو وحكومته أثناء الحرب. ولأول مرة تبدو الفوضى السياسية سيدة الموقف ويقف الكل ضد الكل ويصبح السؤال الأساسى هو: هل يستسلم نتنياهو لمصيره.. أم يمضى فى الهرب إلى الأمام بالاستمرار فى العدوان، وفتح جبهات أخرى ليطيل الحرب ويؤجل الحساب؟!
قرار نتنياهو وزعماء العصابات المتحالفين معه واضح بالمضى فى الهروب إلى الأمام ولو فجر العالم كله من أجل الهروب من عقاب مؤجل وسجن فى الانتظار.. لكنه يعرف بالتأكيد ويعرف كل من يدعمونه أن هناك خطوطاً حمراء لا تتحمل إسرائيل المساس بها!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة