الشيخ النقشبندي
الشيخ النقشبندي


الشيخ النقشبندي.. قصة حياة أستاذ المداحين

ناريمان محمد

الخميس، 18 يناير 2024 - 12:01 م

 الشيخ النقشبندي قارئ قرآن ومنشد ديني مصري، وجد لنفسه مكانة كبيرة بين المبتهلين حتى أصبح شيخهم،  وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني.

 يتمتع الشيخ النقشبندي بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات، ما زالت ابتهالات النقشبندي راسخة في القلوب، بمجرد سماع «مولاي إنى بابك قد بسط يدي من لي ألوذ به إلاك يا سندي» يتذكر الناس الشيخ سيد النقشبدي.


مولده ونشأته

ولد الشيخ النقشبندي في 7 يناير 1920م بقرية دميرة إحدى قرى مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ولم يمكث هناك طويلا حيث انتقلت الأسرة إلى مدينة طهطا، حيث حفظ القرآن ولم يتجاوز العاشرة من عمره، وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية.


حفظ الشيخ النقشبندي مئات الأبيات الشعرية للأمام البوصيري وابن الفارض وأحمد شوقي، ودرس جميع المقامات الشرقية وبدأ بتلحين القصائد بنفسه، ورأى أن الأدعية الدينية لا تقل أثراً عن المحاضرات الدينية، انتقل في الخامسة والعشرين من عمره إلى قلين بمحافظة كفر الشيخ ثم سجين الكوم مركز قطور بالغربية واستقر في النهاية بمدينة طنطا.

ورغم رحله الشيخ النقشبندي من الدقهلية إلى طهطا في سوهاج، استقر الشيخ سيد النقشبندى فى مدينة طنطا عام 1955 وذاع صيته فى محافظات مصر والدول العربية، وكانت للشيخ سيد النقشبندى جولات عدة في الدول العربية بدعوات رسمية من رؤساء وزعماء.

شهرة الشيخ النقشبندي 

في عام 1966،  كان الشيخ النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بـ القاهرة والتقى مصادفة بالإذاعي أحمد فراج  وطلب منه الحاضرون تلاوة بعض القرآن، وبعد أن سمعه "فراج" طلب منه زيارته في مكتبه وسجل معه حلقتين من برنامج "في رحاب رمضان"، ومنذ تلك اللحظة بدأ صوته يسرى في معظم محطات الإذاعة.

وصف الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان الشيخ النقشبندي بقوله (أنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد) وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات، دخل الشيخ الإذاعة العام 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة.


قصة تعاون الشيخ النقشبندي  مع بليغ حمدي

حكاية بليغ حمدي مع الشيخ النقشبندي، التي أثمرت عن 6 ابتهالات، قال عنها النقشبندي في حديث جمعه بالإذاعي الكبير وجدي الحكيم «لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالي تاريخ بعد رحيلي»، ومن بين أشهر الابتهالات التي تعاونا فيها «مولاي إني ببابك». بدأت الحكاية في حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي كان يحرص على وجود إنشاد ديني في الحفلات التي يحضرها، وكان النقشبندي ضيفًا في الحفل، وأثناء قيام الأخير بتحية السادات، أشار السادات لوجدي الحكيم وبليغ حمدي، قائلًا «افتحوا الإذاعة أنا عايز أسمع النقشبندي مع بليغ»، وذلك بحسب ما حكاه الحكيم. 


ومن أشهر أناشيد الشيخ النقشبندي "مولاى" الذي لحنه الموسيقار بليغ حمدي بأمر الرئيس الراحل السادات، والذي رفض الشيخ النقشبندى في البداية أن يتعاون مع ملحن أو ينشده على موسيقى كالأغاني، إلا أن وجدي الحكيم أقنعه أن يستمع في البداية لما سيقدمه له بليغ وإذا لم يلقى القبول لديه يرحل، إلا أنه أعجب باللحن وتعاون معه 6 ابتهالات أخرى.

وفاة الشيخ النقشبندي

توفي الشيخ النقشبندي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976م، و قال حفيده "«جدي توفى بشكل مفاجئ في (14 فبراير 1976)، وكان عمره (55 عاما)، ولم يكن مريضا، وقبلها بيوم واحد في (13 فبراير) كان يقرأ القرآن في مسجد التليفزيون وأذن لصلاة الجمعة على الهواء، ثم ذهب مسرعا إلى منزل شقيقه من والدته سعد المواردي في العباسية».

وأضاف حفيد الشيخ  «النقشبندي»: «طلب جدي من شقيقه أن يحضر ورقة وقلم بسرعة، وكتب كام سطر وأعطاه الورقة، وقال له لا تقرأها إلا ساعة اللزوم ثم عاد إلى بيته في طنطا».

وتابع "تانى يوم شعر جدي ببعض التعب، فذهب للدكتور محمود جامع في مستشفى المبرة بطنطا، وحكى الدكتور جامع عن هذه الواقعة»، مشيرا إلى أن جده دخل عليه على قدمه وقال له: «أشعر بألم في صدري، وفاضت روحه في غرفة الكشف خلال دقائق».


وصية الشيخ النقشبندي

وكان للشيخ  النقشبندي وصيه تركها بخط يده لشقيقته قبل وفاته بيوم واحد، أوصاه بالدفن بجوار والدته، وإكرام زوجته «هدية» بعد وافته، وعدم إقامة المأتم والاكتفاء بالعزاء في الجرائد، وتوفى الشيخ سيد النقشبندى إثر نوبة قلبية فى 14 فبراير 1976.

وكرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979م الشيخ النقشبندي، ومنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى بعد وفاته، كما كرمه الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1989م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة