صورة موضوعية
صورة موضوعية


300 جنيه ووجبة.. «بوابة أخبار اليوم» تقتحم العالم الخفي لـ«سيدات الروتين»

سيد شليان

الأحد، 21 يناير 2024 - 09:47 م

◄ «أ.أ» يمتلك 3 قنوات ويخصص شقة لإنتاج مقاطع الفيديو
◄ سيدات الروتين يعرضن أجسادهن مقابل مشاهدات بالملايين
◄ خبير قانوني: بطلات الفيديوهات المُخلة ضحايا الإتجار بالبشر

بمعالم جسد مفضوحة ووجه ملثم، تظهر الكثير من سيدات "الروتين اليومي" مستخدمي موقع الفيديوهات "يوتيوب"، في محاولة يستغل خلالها أضحاب النفوس الضعيفة مساحات في عالم الفضاء "الأرزق" من أجل الثراء السريع بعرض محتويات تحرض على الفسق.

«بوابة أخبار اليوم» نجحت في اختراق العالم الخفي لتلك القنوات التي تعرض فيديوهات الروتين اليومي التي تبث مقاطع غير لائقة لسيدات يقمن ببعض الأعمال المنزلية في ظاهرها، لكنهن يعرض أجسامهن لمتتبعي العوارت.

فيديوهات خادشة للحياء

"فيديوهات لسيدات على تطبيق يوتيوب يقدمن محتوى يحض على الفجور".. هكذا بدأ مصدر مقرب من أحد صناع منتجي مقاطع سيدات الروتين اليومي «ك.ر» حديثه عن شخص يمتلك 3 قنوات على اليوتيوب تقدم فيديوهات للروتين اليومي بشكل يثير الغرائز ومحتوى جنسي بشكل غير مباشر.

يقول «ك. ر» -الذي تحتفظ بوابة أخبار اليوم ببياناته الشخصية- إن القنوات المشبوهة مثل «ي.ر.ش.» التي تحتوي على ما يقرب من 200 فيديو لسيدات يرتدين النقاب أو الكمامة لإخفاء ملامح وجوههن حتى لا يتعرضن للمسائلة القانونية، تقدم محتوى خادش للحياء ويحض على الفسق والفجور وتهدم قيم المجتمع.



السعر 300 جنيه ووجبة

وأضاف «ك.ر» أن من يدير هذه الحسابات شخص يدعى «ا- ا» وحصل على الدرع الفضي من «يوتيوب» لتجاوزه عدد المشاهدات المطلوبة على قناة «ر. ا»، حيث يستقطب السيدات إلى شقة قام بتأجيرها خصيصًا للعمل في نطاق محل إقامته بإحدى محافظات الوجه البحري، من أجل تصويرهن في أوضاع مخلة وذلك بعد الاتفاق على مقابل مادي يتراوح من 300 إلى 400 جنيه إلى جانب وجبة من الطعام الذي تقوم بطهيه في الفيديوهات، ليجني هو الأرباح بالدولار حيث ينشر نحو 10 فيديوهات يومياً.

ووجه «ك.ر» نداء استغاثة إلى السلطات المختصة، متمنياً إغلاق مثل هذه القنوات لما تسببه من هدم لقيم المجتمع وأخلاقياته.

"بوابة أخبار اليوم" تتبعت مصدر هذه المقاطع وفق كلام المصدر، لنجد العديد من الفيديوهات الفاضحة والتي تحتوي على ملايين المشاهدات، لنستطلع الرأي القانوني والنفسي حول هذه الأعمال.

إتجار بالبشر 

حول الرأي القانوني حول تلك الممارسات تحدث أحمد مرعي الخبير القانوني والمحامي بالنقض لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلاً إن هناك من ضعاف النفوس من يستغل بعض نصوص القانون التي من الممكن أن يكون بها خلل تشريعي بحثًا عن الثراء السريع وتحقيق مكاسب بلا عمل.

وأوضح «مرعي» أن نصوص القوانين في هذا الشأن واضحة وصريحة ومنها المادة 178 من قانون العقوبات التي تنص على "الحبس مدة لا تزيد عن سنتين وعقوبة 50 ألف جنيه لكل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعي إذا كانت خادشة للحياء".

وتابع مرعي: "جميع السيدات اللاتي تظهرن في هذه الفيديوهات سواء كان بسبب الحاجة المادية أو عن طريق الابتزاز أو الإكراه طبقا لنص المادة 2 من القانون 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر هن مجني عليهن، وأيضًا بذات القانون فرض لهم حماية خاصة وألزمت السلطات توفر الإعداد النفسي والتأهيل ليهم  في الفصل الخامس من القانون بداية من المادة21 و حتى المادة 23".


وأوضح أنه يوجد نص قانوني يمنع ظهور مثل هذه القنوات التي تروج للأفعال الخادشة للحياء، ولكن يتم مواجهتها بالقوانين الموجودة والمفعلة ومنها قانون 75 لسنة 2018 بشأن جرائم المعلومات، ونص المادة 72 من قانون العقوبات بشأن الأعمال التي تحرض على الفسق والفجور، وتصل العقوبات في القانون رقم 64 لسنة 2010 إلى السجن المشدد أو الغرامة ألا تزيد عن 200 ألف جنيه ولا تقل عن 50 ألف جنيه أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر.

وأنهى "مرعي" حديثه، بتأكيد ضرورة مواجهة مثل هذه الفيديوهات لحماية أبنائنا من هذه العادات غير الأخلاقية، مشيراً إلى أن في وزارة الداخلية بقطاع أمن المعلومات ضباط أكفاء يستطيعون مواجهة مثل هذه الظواهر الدخيلة علينا.
 
تهدد أمن وسلامة المجتمع

وعلى جانب آخر، قال الدكتور إبراهيم عبد الرشيد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن انعدام القيم والمبادئ والأخلاقيات وراء الأشخاص القائمين على مثل هذه الفيديوهات لأن معظمهم يتبعون مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، واصفاً من يقوم بتلك الأفعال بـ"الشخصية الهستيرية" التي تعشق الظهور ودائماً ما تسعى إلى جذب الانتباه حتى لو بطريقة شاذة.

وأضاف: "ظهور السيدات بهذه الطريقة التي تلعب على الغرائز يهدف للشهرة بأساليب قذرة، فالشخصيات السامة في أي مجتمع تكون عديمة الأخلاقيات والمبادئ، وهو ما يفعله هؤلاء بالتعري الجسدي لإثارة الغرائز".

وأشار "عبدالرشيد"، إلى أن العامل المادي له دور كبير في مثل هذه الأفعال السامة التي تضر المجتمع ككل وتحاول هدم الثوابت الأخلاقية لدى عامة الناس ما يؤثر على اتجاهات الأطفال لاعتيادهم مشاهدة مثل هذه الفيديوهات، فيبدأوا بالتقليد مباشرة ما يسبب لهم اضطرابات شخصية مستقبلًا.

ولفت أستاذ علم النفس إلى أن "السوشيال ميديا" لها دور كبير في تغيير نمط المعيشة اليومية لدى الأفراد إلى الأسوأ، ويجب إرشاد الأطفال بمخاطر مثل هذه العادات الخاطئة الضارة على الصحة النفسية، خاصة مع صعوبة حجب هذه الفيديوهات عن الفضاء الإلكتروني الفسيح. 

وأوضح «عبدالرشيد» أن هذه الأفعال غير السوية تشير إلى أن هؤلاء يعانين من اضطرابات في الشخصية، مطالباً بضرورة مواجهة قوية لمثل هذه النماذج التي تسيء إلى المجتمع المصري كله وتتسبب في هدم الأجيال القادمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة