استنفاد إمدادات الحطب يجبر أهالي غزة على حرق البلاستيك للتدفئة
استنفاد إمدادات الحطب يجبر أهالي غزة على حرق البلاستيك للتدفئة


«شتاء بارد وأسعار مرتفعة».. 

استنفاد إمدادات الحطب يجبر أهالي غزة على حرق البلاستيك للتدفئة

إسراء ممدوح

الإثنين، 22 يناير 2024 - 09:58 م

مع مرور أيام فصل الشتاء في قطاع غزة، تتفاقم أزمة التدفئة بشكل ملحوظ، بعدما دمر القصف الإسرائيلي منازل وممتلكات الأهالي، وألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، حتى بأصبحت الخيم المصنوعة من البلاستيك والنايلون حلمًا للنازحين الذين فقدوا مأواهم بسبب الحرب الإسرائيلية، ولكن حتى هذه الخيام البدائية لا توفر الحماية الكافية من البرد القارس، ما يزيد من قسوة الأوضاع.

حيث يُواجه سكان غزة تحديات هائلة في ظل محاولاتهم المستمرة لتأمين وسيلة تحميهم من برودة الصقيع، بعدما كان الحطب في السابق المورد الوحيد الذي كانوا يعتمدون عليه لإشعال النيران وتدفئة منازلهم، ولكن مع ارتفاع أسعاره ونقص الكميات المتاحة، أصبحت هذه الخيارات غير مجدية. 

ووجد أهالي غزة أنفسهم مضطرين إلى اللجوء إلى جمع النفايات البلاستيكية والإسفنج والورق وحرقها للحصول على الدفء الذي يحتاجونه لأنفسهم ولأطفالهم الصغار.


«ليالٍ باردة ودخان كثيف».. معاناة النازحين للبحث عن الحطب

وأعرب أحد النازحين في غزة عن الصعوبات التي يواجهونها، قائلا: "الوضع المالي صعب للغاية، ويوميًا نحاول البحث عن حطب في كل مكان، ولكن بسبب ارتفاع أسعاره، أصبحنا نلجأ إلى جمع الزجاج والإسفنج ومعادن لاشعالها حتى نحصل على الدفء الذي نحتاجه"، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

وبمرور الوقت، أصبحت حتى طريقة اشعال النيران وحرق النفايات ليست الخيار الأمثل بالنسبة للنازحين في غزة، فالرائحة الكريهة والدخان الكثيف الناتج عن هذه العملية يؤديان إلى حدوث اختناق داخل الخيام المتجاورة، وخاصة بالنسبة لكبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي.

وقالت إحدى النازحات في غزة عن صعوبة الوضع، مشيرة إلى "إنه لا يتوفر حطب، وحتى إذا توفر، فإن سعره أصبح باهظ، وتضيف أنها تضطر للجوء إلى استخدام الإسفنج والزجاج النايلون لإشعال النيران، ولكن هذه العوادم تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، خاصة وأنها مريضة ولا تستطيع تحمل احتراق المواد البلاستيكية.

وأعربت نازحة في جنوب غزة، تدعى رائدة عوض، عن قلقها إزاء الآثار الضارة للدخان الناتج عن حرق المواد البلاستيكية، حيث تقول: "الدخان الذي نستنشقه نتيجة لحرق البلاستيك يلحق أذى بصدورنا"، بحسب "فرانس برس" الفرنسية.

توجد خيمة عائلتها بين آلاف الخيم الجديدة التي نصبها النازحون في جنوب القطاع المحاصر، وتقع على مقربة من شاطئ البحر المتوسط في أقصى جنوب غرب مدينة رفح، بالقرب من الحدود مع مصر.

وبجوارها، يعاني حفيدها من السعال، وتشير عوض، البالغة من العمر 50 عامًا، إلى أن جميع الأطفال في المنطقة يعانون من الأمراض بسبب الرائحة الكريهة والبرد، حيث يعانون من السعال المستمر ونزلات البرد، مشيرة إلى أن الملابس لا توفر الدفء الكافي لهم، وأضافت قائلة: "الأغطية بالكاد تكفي، فكل 3 أطفال يتشاركون غطاء واحد".

وفي محاولة لتوفير الدفء للعائلة، تطلب رائدة من ابنها حاتم جلب بعض الحطب، وتوضح: "الحطب مبلل، وسنحتاج إلى نحو 4 أيام لتجفيفه لكي يكون جاهزًا للتدفئة والطهي لثلاثين شخصًا ليوم أو اثنين، فالوضع مأساوي".

ومؤخرًا، ومنذ اندلاع الحرب على غزة بعد عملية الطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، كان هناك العديد من السكان قد اضطروا إلى جمع الحطب في محاولة لتأمينه للسكان وبيعه لهم، ولكن ومع زيادة الطلب عليه، شهد القطاع نقصًا حادًا في الحطب، مما جعل الموقف أكثر تعقيدًا للسكان المتأثرين.


المرصد الأورومتوسطي «يحذر» من أضرار حرق النفايات

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وفقًا لتقارير وإفادات من أطباء ومسئولين صحيين ومنظمات إغاثية دولية، جمعها فريق المرصد، يُشار إلى أن القطاع الصحي في غزة يُسجل حوالي ألفي حالة شهريًا مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي في الظروف الطبيعية. 

وفي ذات السياق، أوضح المرصد الأورومتوسطي، أن النقص الحاد في غاز الطهي نتيجةً للإغلاق الإسرائيلي، قاد المجتمع إلى الاعتماد الكبير على مصادر غير نظيفة مثل الحطب وبقايا الخشب وحرق النفايات، وأشار إلى أن هذا الوضع يزيد من معدلات خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة