جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أيام إسرائيل السوداء!!

جلال عارف

الثلاثاء، 23 يناير 2024 - 06:19 م

صحا قادة إسرائيل بالأمس ليتباروا فى التأكيد على أنهم أمام «يوم أسود!!» فى تاريخ الكيان الصهيونى الذى ينتقل فى حربه المجنونة من فشل إلى آخر، ولا ينجح إلا فى المزيد من القتل والدمار وارتكاب المذابح التى ساقته إلى العدالة الدولية لتحاكمه على جرائمه ضد الإنسانية كلها، ولتجعل من حكامه مجرد مجرمى حرب يهربون من العدالة كما فعل الرئيس الإسرائيلى الذى هرب من «منتدى دافوس» فى سويسرا قبل القبض عليه!!

صحت إسرائيل بالأمس لتجد الفشل يطاردها. فى غزة تلقت ضربة موجعة بمقتل العشرات من ضباطها وجنودها على يد المقاومة وفى منطقة كانت تؤكد أنها أكملت السيطرة عليها. اعترفت إسرائيل بمقتل ٢٤ بينما تقول المقاومة إنه أكبر بكثير. والمعنى واضح فى كل الأحوال: جنون القوة لن يحل شيئاً وآلة القتل الإسرائيلية لن تقضى على شعب فلسطين. ولا طريق للسلام إلا بحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم وأولها حقهم فى الدولة المستقلة والقدس المحررة التى ستبقى دائماً عاصمة لفلسطين.

وتأتى هذه الضربة العسكرية فى وقت تتخبط فيه قيادة الكيان الصهيونى ويتمسك نتنياهو برفض أى حديث عن دولة فلسطينية، ويذهب وزير خارجيته لأوربا فلا يجد مايقدمه إلا الاقتراح الأبله بإنشاء جزيرة صناعية أمام غزة وتهجير الفلسطينيين إلى هناك!! ليؤكد للمرة المليون أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو الهدف الحقيقى من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل، وترفض أمريكا وبعض الحلفاء الأوربيين - حتى الآن - إيقافها!!

ومن هنا تأتى أهمية التحذير المصرى الرسمى الذى جاء فى بيان هيئة الاستعلامات بشأن الأكاذيب الإسرائيلية حول تهريب الأسلحة من الحدود المصرية إلى غزة، والتى يعرف أصحابها (وعلى رأسهم نتنياهو نفسه) أنها مجرد خلط للأوراق ومحاولة يائسة لتغيير الأوضاع على الحدود مع مصر، واحتلال منطقة محور فيلادليفا العازلة، وهو ما أكدت مصر رفضها الكامل له باعتباره انتهاكاً صريحاً لمعاهدة السلام بين البلدين. ومن هنا كان الموقف المصرى حاسماً بأن الخطوط الحمراء واضحة وفى مقدمتها أى مساس بالأوضاع فى محور فيلادليفا، وأى محاولة لتهجير جديد لشعب فلسطين المتمسك بأرضه حتى النهاية.
عاشت إسرائيل بالأمس واحداً من أيامها السوداء كما يعترف قادتها.. هل تستوعب الدرس أم تستعد للأسوأ؟!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة