كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عملية إنقاذ الوطن

كرم جبر

الأربعاء، 24 يناير 2024 - 08:24 م

استدعت البلاد احتياطى الذات المصرية، ورصيدها الذهبى الذى تكون على مدى آلاف السنين لمواجهة الخطر الداهم، خطر تجريد وطن عظيم من قوته الناعمة، التى يباهى بها الدنيا، واستبدالها بقوة خشنة ظاهرها القبح وباطنها التآمر، وعنوانها المتاجرة بالدين، وفحواها إمارة يحكمها السيف والجلاد وقاطع الرقاب.
وحولنا تجارب مماثلة فى دول الجحيم العربى، لم يبق منها سوى ويلات الحروب الأهلية، دول كانت آمنة ومستقرة وراضية، فسلطوا عليها من لا يرحم، وبدلوا أمنها خوفا واستقرارها فوضى.
والأضواء الساطعة يجب تسليطها على عملية إنقاذ الوطن فى 30 يونيو، وكلمة السر هى «مصر» والخوف عليها من الهاوية التى صعدت إليها، بفعل خليط من مؤامرات داخلية وخارجية للإضرار بها، وإذا تحدثنا عن 25 يناير فهى لاستخلاص الدروس، حتى لا يتكرر ما حدث.
وأهم الدروس هى ضرورة الاحتكام للديمقراطية كبديل آمن يمنع الانفجار، فالمأساة الكبرى هى تحطيم ممتلكات الدولة وثرواتها بأيدى بعض شباب الوطن، الذين امتدت أيديهم لتحرق المتحف العلمى ومجمع المحاكم بالجلاء وأقسام الشرطة، وتنهب متحف ميدان التحرير والبنوك وكارفور وغيرها.
وحاولوا إفساد الوعى على جدران مكتب الإرشاد بالمقطم، فاستيقظت القوة الناعمة وهى الرصيد الذهبى لثورة 30 يونيو، وتحدت الأناشيد الحماسية جبروت الميليشيات المسلحة، وتغلبت المشاعر الوطنية المتدفقة على الشرعية الزائفة، فلا شرعية لمرشد زائف ولا رئيس كومبارس ولاؤه لأهله وعشيرته.
شرعية مصر فى شعبها وجيشها، وفى العلم والنشيد، وأقسم المصريون مع جيشهم يمين الولاء «رسمنا على القلب وجه الوطن، نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً.. وصناك يا مصر طول الزمن، ليبقى شبابك جيلاً فجيلاً».. ولم يفهم الذين تصوروا أنهم سيحكمون مصر خمسمائة سنة، أن دموع القلوب العامرة بالوطنية، رسمت طريق الخلاص.
ونتذكر كلام الرئيس فى مثل هذه المناسبة منذ عدة سنوات: «عاوز أقول كلمتين، الجيش المصرى وطنى عظيم وشريف، لا تقلقوا أبدا على بلدكم مصر، فالمصريون عندما أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها، لما جيش مصر نزل حماكم وقعد 18 شهرًا إيده لم تمتد، خلوا بالكم من هذا الكلام جيداً، إحنا إيدينا تنقطع قبل ما تمسكم، وأنا أقسمت منذ 3 أسابيع يا ريت كلكم تكونوا سمعتوه، أنا قلته عشان كل مصرى قاعد فى بيته يكون مطمئناً رغم كل الشوشرة.. وعشان مصر تفضل مصر، وهتفضل مصر».
الوعى بألا يحدث لبلدنا ما يحدث لغيرنا، والإيمان بأن المصريين وسموا فى قلوبهم «وجه الوطن»، بملامح الطيبة والشراسة الطيبة مع الطيبين والشراسة مع الأشرار.
الجبناء يهربون من الخطر، والخطر يفر من الشجعان، ومصر لم تكن يوماً إلا ميداناً للشجعان، والشجعان هم من يحملون السلاح، وبجوارهم حملة مشاعل الوعى والتنوير، والكل يؤدى دوره فى تناغم وانسجام.. وأقسم الجميع ليلة 25 أبريل 2013 - ذكرى تحرير سيناء - أن يظل علم مصر خفاقاً فى السماء.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة