مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

«رجب» شهر الانتصارات

أخبار اليوم

الجمعة، 26 يناير 2024 - 08:03 م

شهر رجب، يذكرنا بأمجاده كشهر للانتصارات، ففيه كانت غزوة تبوك، وفيه كان تخليص المسجد الأقصى من أيدى الصليبيين، على يد صلاح الدين الأيوبى فى رجب 583هـ 1187م، وفيه كان الإسراء والمعراج. 

وهو أحد الشهور الأربعة الحرم، التى خصها الله تعالى بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها فى قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ «التوبة:36». 

وقد جاء الأمر من رسول الله بالصوم منهن فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والبيهقى بسند جيد عن رجل من باهلة «أنّهُ أتى رَسُولَ الله، ثُمّ انْطَلَقَ فَأتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فقال: يَا رَسُولَ الله أمَا تَعْرِفُنِى؟ قال: وَمَنْ أنْتَ؟، قال: أنَا الْبَاهِليّ الّذى جِئْتُكَ عَامَ الأوّلِ، قال: فَمَا غَيّرَكَ وَقَدُ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟.

قُلْتُ: مَا أكَلْتُ طَعَاماً مُنْذُ فَارَقْتُكَ إلاّ بِلَيْلٍ، فقال رَسُولُ الله  لِمَ عَذّبْتَ نَفْسَكَ؟ ثُمّ قال: صُمْ شَهْرَ الصّبْرِ وَيَوْماً مِنْ كُلّ شَهْرٍ، قال: زِدْنى فإنّ بِى قُوّةً، قال: صُمْ يَوْمَيْنِ، قال: زِدْنِى، قال: صُمْ ثَلاَثَةَ أيّامٍ، قال: زِدْنِى، قال: صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرْمِ وَاتْرُكْ، وَقال بِأصَابِعِهِ الثّلاَثَةِ فَضَمّهَا ثُمّ أرْسَلَهَا»...

هذا ما ورد فى شهر رجب، وترجع خصوصيته على غيره من الشهور، أنه من الأشهر الحرم، ولا يسوغ لنا إحداث عبادة فيه لم تكن معهودة فى زمن رسول الله  ولا فى زمن خلفائه الراشدين ولا التابعين من بعدهم. 

وأخيراً: فتعظيم الله تعالى إنما يكون باتّباع شرعه، والانقياد لهدى نبيّه، ولا يكون فى اللهاث وراء سراب الأعمال المحدثة التى ليس لها عند الله مكانة ولا قيمة، وقد قال الأولون: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم..

والخير كل الخير ما كان سنة

وشر الأمور المحدثات البدائع 

ولندعُ الله، بأن يتوحَّد العربُ والمسلمون لتطهير المَسجِد الأقصى والقدس الشريف من الغاصبين، وأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرور الصهيوأمريكية.. ولينصر الله الفلسطينيين فى مقاومتهم ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.. وليهدينا الله ويهدى شعوب العالم إلى ما فيه الخير للإنسانية، ولينزع البغضاء من النفوس. 

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا ونتمكن من تجاوز الأزمات.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية شعبًا وقيادة، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين، وأن ننعم بالأمن والأمان.. وإن شاء الله القادم أفضل. 

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة