آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

الإعلام الغربى شريك فى الإبادة

الأخبار

السبت، 27 يناير 2024 - 06:45 م

فى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل عدوانها الوحشى على قطاع غزة والمستمر من أكثر من ثلاثة شهور، يستمر تواطؤ الإعلام الغربى فى التغطية على الإبادة الجماعية التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة يستخدم الإعلام الغربى بكل وسائله كل المصطلحات الإعلامية التى تبرر لـإسرائيل جرائمها فى القطاع أو فى الضفة الغربية المحتلة فكل وسائل الإعلام الغربية تقريبا تستخدم التعبيرات الإسرائيلية مثل وصف حماس دائما بأنها «منظمة إرهابية» وهو وصف يبرئ إسرائيل مقدما من كافة جرائمها وتعتبر الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها حرب بين إسرائيل وحماس وكأن طرفين متساويان فى مواجهة، وكأن أغلب الضحايا من حماس.

ورغم أن حرب الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل تنقل على الهواء مباشرة على بعض القنوات الإخبارية أو شبكات التواصل الاجتماعى، إلا أن أنباء هذه الحرب تختفى من الصفحات الأولى للصحف الغربية ومن افتتاحيات النشرات الإخبارية التليفزيونية لتصبح موضوعا ثانويا.

الإعلام الغربى لم يحتج على مقتل 109 صحفيين فلسطينيين، رغم أنه رقم لم يسبق له مثيل فى أى صراع أو حرب حديثة. لو كان هؤلاء المراسلون أوروبيين، لاختلف الأمر كثيرا والأسوأ من ذلك، أن منظمة «مراسلون بلا حدود» ذكرت فى مراجعتها السنوية، التى نُشرت فى 15 ديسمبر 2023، أن «17 صحفيا فلسطينيا قُتلوا فى أثناء أداء واجبهم»، وهو خبر تناولته العديد من وسائل الإعلام الغربية. ولم يذكر أحد أن الجيش الإسرائيلى اعتاد استهداف الصحفيين بشكل متعمد.

هناك فرق كبير بين تعامل الإعلام الغربى مع الحرب فى أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على غزة ففى نهاية ديسمبر، تسبب هجوم روسى على المدن الأوكرانية فى سقوط نحو 30ضحية، على الفور أدانت الحكومة الأمريكية تلك التفجيرات ونددت معظم الصحف الغربية باستراتيجية الإرهاب الروسية. ورغم أن الآلاف من الناس فى غزة يموتون ويشوهون ويغمرهم طوفان العنف على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى لدرجة أصبح فيها قطاع غزة مكانا للموت وغير قابل للسكن طبقا لتصريحات الأمم المتحدة «أكثر من 25 ألف قتيل» «أكثر من 60 ألف جريح» إلا أن ذلك لا يحظى بأى اهتمام وبدلا من ذلك فهى تعتبر عبارات مثل «جريمة حرب» و«إبادة جماعية» من المحرمات، وتسمى القصف الإسرائيلى فى غزة «انفجارات»، وكأن لا أحد مسئولا عنه، مع ميل إلى تصديق المعلومات المقدمة من المسئولين العسكريين الإسرائيليين بسرعة، فى مقابل حذر وتدقيق فى المعلومات الواردة من الفلسطينيين فهى تقابل بالشكوك أرقام الوفيات التى تعلنها وزارة الصحة فى غزة وتصحبها بعبارة «حسب حماس».

ورغم تأكد كذب الأخبار التى وردت على ألسنة الإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر الماضى حول تقطيع أحشاء النساء وقطع رءوس الأطفال لم تحاول أى وسيلة إعلامية الاعتراف بخطأ الترويج للدعاية الإسرائيلية، رغم أنها تلاحق بالتصريحات العنصرية الصارخة -التى تصل إلى حد التحريض على الكراهية أو العنف- أى منتقد للجيش الإسرائيلى وجرائمه!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة