الثلاثاء، 30 يناير 2024 - 07:31 م

كتب: محمد حامد

واصل منتخب الرأس الأخضر حكايته المثيرة فى النسخة الجارية من كأس الأمم بكوت ديفوار، رفض  منتخب القروش الزرقاء الاستسلام لمجرد الظهور المشرف والمشاركة الجيدة بمجرد التأهل من دور المجموعات بل استمر فى رحلته بالأدغال الإيفوارية حتى إشعار آخر، تأهل أول أمس لدور الثمانية للمرة الأولى فى تاريخه بنظام البطولة الجديد الذى يضم 24 منتخباً وكانوا قد وصلوا بين الثمانية الكبار من قبل ولكن فى نظام البطولة القديم الذى يضم 16 منتخباً عام 2013 فكان تأهلهم للدور الثانى  فقط وودعوا المنافسة، أما الآن فهم فى خضم المرحلة الثالثة التى إذا عبروها سيواصلون حتى نهاية البطولة نصف النهائى ثم النهائى أو اللعب على المركز الثالث .

بداية الرأس الأخضر كانت قمة الإثارة بعدما تصدروا المجموعة الثانية التى تضم منتخبين من كبار القارة منتخب مصر الذى يمتلك أكبر رصيد من التتويجات القارية بسبع بطولات ومنتخب غانا الذى يمتلك أربع بطولات وكلاهما كانا مرشحين لحصد اللقب كالعادة قبل خروجهما المبكر، وبالإضافة لمواجهة موزمبيق فإن منتخب الرأس الأخضر لم يخسر فى أى مواجهة، جمع 7 نقاط بالفوز على غانا 1/2 وموزمبيق 3/صفر وتعادل مع مصر 2/2 ثم جاء الفوز أول أمس فى دور الستة عشر على المنتخب العربى الموريتانى بهدف من ضربة جزاء سجلها مينديز فى اللحظات الأخيرة من اللقاء والفريقان فى طريقهما للعب الأشواط الإضافية. 

تاريخ وجغرافيا

كان الانبهار برحلة جزر الرأس الأخضر مقارنة بعدد سكانها تقريباً 600 ألف مواطن..وكيف لها الفوز على منتخبات عريقة تعداداً وتاريخاً وجغرافياً وبالطبع كروياً، ويأتى الرأس الأخضر ضمن المنتخبات التى تتحدث باللغة البرتغالية طبقاً لاستعمارها سابقاً من البرتغال، واسمها «كاب فيردى» وترجمة فيردى «الأخضر» وهناك بعض المنتخبات الأخرى الإفريقية التى تتحدث البرتغالية مثل موزمبيق وأنجولا وغينيا بيساو ولم يستمر منها سوى أنجولا والرأس الأخضر.وبالعودة لجغرافيتها، فإن جزر الرأس الأخضر تقع فى المحيط الأطلسى وتتكون من 10 جزر أكبرها جزيرة سانتياجو أما عاصمتها فهى مدينة برايا .

وبالعودة لكرة القدم فإنه من الطبيعى خروج الرأس الأخضر من دور الثمانية فبعد تأهلها انتظرت الفائز من المغرب وجنوب إفريقيا وهو طريق صعب سيكون خلاله فرص التأهل تتجاوز الـ80% لصالح منافسه وإن تأهل سيكون فى طريق الفائز من نيجيريا وأنجولا والأقرب أن يكون نيجيريا لذا بات طريق الرأس الأخضر غاية فى الصعوبة إلا أنه لائق على طبيعتهم بوصفهم جزرا تعشق التجول على طريق الرحلة من مكان لآخر لذا فليس هناك ثمة ضغوط خاصة أن ما وصلوا إليه به جانب كبير من المفاجأة.

نرسم طريقنا بحكمة

وقال المدرب الوطنى لمنتخب الرأس الأخضر بوبيستا عقب الصعود إنهم يرسمون طريقهم ولم يقل وصف «الحكمة» إلا أنه وضح من مدلول حديثه بأنه يعلم بتواجد عدد من المنتخبات أكبر من الرأس الأخضر فى البطولة القارية، إلا أنه عاد وأكد محاولتهم التركيز على لعبهم من أجل مواصلة مشوارهم والحصول على فرص جديدة لمواجهة إحدى ركائز القارة والمعروفين بكبارها.  وأوضح أن رغبته تسير فى اتجاه العمل من أجل تشكيلة قوية . الجدير بالذكر أن الرأس الأخضر تمكن من الفوز على موريتانيا فى الدقائق الأخيرة بهدف فى مواجهة دور الستة عشر ليتأهل لأول مرة فى تاريخه لدور الثمانية من البطولة فى نظامها المستحدث منذ نسخة ٢٠١٩، بأن تكون مكونة من ٢٤ منتخباً وليس ١٦.

رجل ليلة الصعود 

عبر جاميرو مونتيرو لاعب الرأس الأخضر عن سعادته بتأهل منتخب بلاده لربع نهائي كأس الأمم الإفريقية في نسختها الرابعة والثلاثين.

وحصل جاميرو على جائزة أفضل لاعب فى مباراة الرأس الأخضر وموريتانيا بثمن النهائي.

وأهدى جاميرو الجائزة للرأس الأخضر وممن ووصفهم بالأشخاص الذين يدعمونهم وقال: «إنه أمر رائع، لقد اتخذنا خطوة أخرى لكننا لم نُظهر كل شىء بعد، ومع ذلك فنحن قادرون على فعل الكثير، الشىء الرئيسى كان التأهل لربع النهائي».