ارشيفية
ارشيفية


أصل الحكاية | أسرار القلعة الهائلة والمهيبة لـ "صلاح الدين الأيوبي" 

شيرين الكردي

الثلاثاء، 30 يناير 2024 - 07:56 م

موطن حكام مصر منذ ما يقرب من 700 عام، (القلعة) هي اليوم واحدة من المواقع السياحية الأكثر شعبية في القاهرة، قلعة صلاح الدين هي واحدة من معالم القاهرة، ومن هذه القلعة الهائلة والمهيبة، حكم صلاح الدين يوسف بن أيوب، والمعروف في كتب التاريخ باسم صلاح الدين الذي كان فارسا شهما ، وهو مؤسس الأسرة الأيوبية، على مصر كلها.

نشأت صلاح الدين يوسف بن أيوب

فتعتبر قلعة صلاح الدين التي بنيت بالقاهرة من أشهر المواقع التاريخية والسياحية في مصر، ولد صلاح الدين يوسف بن أيوب في العراق وكان أول سلطان لمصر وسوريا ومؤسس الدولة الأيوبية، عندما كان عمره 14 عامًا بدأ التدريب على مسيرته العسكرية.

وعندما كبر قاد الحملة العسكرية الإسلامية ضد الدول الصليبية، وحقق أكبر انتصار في حياته بهزيمتهم وفتح مدينة القدس المقدسة مما جعلها دولة إسلامية، ورغم قوته وأنه فتح الكثير من الدول، إلا أنه كان رجل خير ودينًا جدًا، وقد قال ذات مرة: "إني أحذركم من سفك الدماء واستفزازها واعتيادها، فإن الدماء لا تنام ابدا".

 اسمه مكون من كلمتين عربيتين صلاح يعني البر ودين يعني الدين، وكانت حياته مليئة بالأحداث والانتصارات، ويعتقد المؤرخون أنه توفي في سوريا عن عمر يناهز 56 عاما، ودفن في الجامع الأموي بمدينة دمشق في سوريا. 

تاريخ قلعة صلاح الدين بالقاهرة
 
قام السلطان صلاح الدين ببناء قلعة صلاح الدين والتي تعرف أيضًا بقلعة الجبل (قلعة الجبل) في مصر لحماية القاهرة من الهجمات الصليبية المحتملة، وتتمتع بموقع فريد حيث أنها تقع على التلال القريبة من وسط القاهرة، وهذا الموقع جعل من الصعب على أي عدو مهاجمتها، بالإضافة إلى كونها حصنًا ضد أي هجوم عنيف. لفترة طويلة من التاريخ المصري، كانت هذه القلعة أيضًا مقرًا للحكومة والملك، والعديد من السلالات بما في ذلك الأيوبيين والمماليك، وحتى بعض العثمانيين كان لهم دور في حكم مصر من القلعة. إلى أن تولى الخديوي إسماعيل منصب حاكم مصر، فنقل مقر الحكم من القلعة إلى قصر عابدين.

بدأ بناء قلعة صلاح الدين الأيوبي عام 1176 بأمر من السلطان صلاح الدين، إلا أن صلاح الدين لم يسكن القلعة لأنه تم الانتهاء من بنائها عام 1182 في فترة حكم الملك الكامل الحاكم. من حكم مصر بعد صلاح الدين. لما كان صلاح الدين ينوي بناء قلعة رائعة وضخمة لحمايته من أعدائه قرر أن يصنع بنائها من حجارة بعض الأهرامات الصغيرة بالجيزة واستلهم في بنائها من القلاع السورية واللبنانية لأنها كانت محصنة للغاية، ولذلك كان بناؤها في غاية الروعة والأناقة. 

تقسم قلعة صلاح الدين الأيوبي :

وفي داخل القلعة قام صلاح الدين أيضًا بإنشاء آبار مياه ليستخدمها جنوده، وللقلعة 4 أبواب "باب المقطم، الباب الجديد، الباب الأوسط، وباب القلعة"، وحوالي 13 برجًا برج المقطم، وبرج الكركيلان، وبرج الطرفة ، كما يوجد بداخله حوالي 4 قصور منها "قصر أبلق، قصر الجوهرة".

و 4 مساجد "مسجد محمد علي، مسجد الناصر محمد، ومسجد سليمان باشا ومسجد العزب"، ومتحفين هما متحف الشرطة الوطنية والمتحف الوطني العسكري، وكلا المتحفين مفتوحان أمام الزوار، داخل متحف الشرطة الوطنية يمكن للزائر رؤية الكثير من أشياء مثيرة للاهتمام مثل أسلحة الشرطة القديمة والأدوات والزي الرسمي لأن هذا المتحف كان سجنًا سابقًا. 

يمكن للزائر رؤية زنازين حقيقية كان يتم فيها احتجاز السجناء في الماضي، وفي المتحف العسكري الوطني يمكن للزائر رؤية المدافع والدبابات والأسلحة التاريخية، والتي استخدمت في إزالة الحروب الحقيقية عبر التاريخ. 

داخل قلعة صلاح الدين

يوجد داخل قلعة صلاح الدين أحد أشهر المساجد التاريخية في العالم وهو مسجد محمد علي، المعروف أيضًا باسم مسجد المرمر، بأمر من محمد علي باشا الخليفة العثماني تم بناء هذا المسجد، واستغرقت عملية بنائه حوالي 18 عاماً، قرر محمد علي باشا بناء هذا المسجد تخليداً لذكرى ابنه طوسون باشا الذي توفي عام 1816.

 تعرف علي الباشا "محمد علي" .. حاكما لمصر

ولد محمد علي في اليونان لكنه أحد حكام مصر الذين أخبرنا التاريخ والمؤرخون عنه الكثير. حكم مصر 43 سنة من 1805 إلى 1848، كان قائدا عسكريا جاء إلى مصر لاستعادتها من الاحتلال الفرنسي في عهد نابليون، وبعد انسحاب نابليون لأن الإنجليز أجبروه، أصبح محمد علي حاكما لمصر واكتسب رتبة باشا وهي أعلى لقب شرفي رسمي في الدولة العثمانية، وفي عهده على مصر قام بالكثير من الإصلاحات والتطورات في الكثير من المجالات مثل التعليم والصناعة والزراعة والاقتصاد، نتيجة لذلك وقد أطلق عليه لقب "أبو مصر الحديثة"، في 2 أغسطس 1849، توفي محمد علي باشا في قصر رأس التين بالإسكندرية، تاركًا وراءه تاريخًا حافلًا بالأحداث، ودفن داخل مسجده بقلعة صلاح الدين. 

أبرز معالم قلعة صلاح الدين مسجد "محمد علي" :

تم افتتاح مسجد محمد علي عام 1848، وقد بني على الطراز المعماري العثماني الفريد، ويقع هذا المسجد على أعلى نقطة داخل قلعة صلاح الدين. 

مسجد محمد علي .. وينقسم المسجد إلى قسمين:

أما الشرقية، وتسمى بيت الصلاح، فهي مخصصة للصلاة. جزء من زخارفه على الطراز الفرنسي، مع المنحوتات الخشبية.

القسم الغربي "الصحن" عبارة عن صحن كبير يضم نافورة الوضوء وبرج ساعة من النحاس الأصفر هدية من الملك لويس فيليب ملك فرنسا.

يوجد داخل الأسوار العديد من المباني، بما في ذلك ثلاثة مساجد وقصر. تم تشييد معظمها بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي. ولسوء الحظ أيضًا، تم هدم العديد من المباني الأصلية في السنوات التالية واستبدالها بمباني جديدة.

مسجد محمد علي:

بناه السلطان محمد علي باشا الذي تولى السلطة عام 1805، ويعرف باسم مسجد المرمر، حيث أن هذه المادة هي الغالبة في البناء على الطراز الباروكي العثماني، ويذكرنا بآيا صوفيا في إسطنبول، حيث صممه نفس المهندس. بقبته الرائعة التي يبلغ ارتفاعها 52 مترًا، والمدعومة بأربعة أعمدة، ومئذنتيه على الطراز التركي، يهيمن على منظر المدينة من أعلى جزء في القاهرة. توجد أربع قباب أصغر في أركان المسجد الأربعة وأكثر من 100 نافذة من الزجاج الملون على الجدران والقباب التي لها تأثير جميل على الداخل.

- قبر محمد علي :

قبر محمد علي: يقع على يمين مدخل المسجد. تم بناء القبر المكون من ثلاثة مستويات من الرخام الأبيض، وهو مزين بشكل جميل بالزهور المنحوتة والمرسومة.

قصر الجوهرة:

يُعرف أيضًا باسم قصر الجواهر، وكان هذا المبنى المصمم على الطراز العثماني والذي يرجع تاريخه إلى عام 1814 مقر إقامة السلطان محمد علي باشا. وقد سُميت على اسم جوهرة هانم، زوجة السلطان الأخيرة، ويعود لقب "قصر الجواهر" إلى أنه تم استخدامه بعد ثورة 1952 لعرض المجوهرات المصادرة من الملك المخلوع فاروق. يضم القصر عرش محمد علي والأثاث القديم وأزياء السلطان، يوجد في الطابق الثاني معرض لصور حكام مصر منذ محمد علي وما بعده.

مسجد الناصر محمد:


بنى الناصر محمد هذا المسجد خلال آخر فترات حكمه الثلاث، كان بمثابة مسجد القلعة والمسجد الرسمي للقاهرة، تم تشييده فوق مبنى آخر، ويتسع لـ 500 شخص، وكان الأكثر فخامة في المدينة. في القرن الرابع عشر، انهارت القبة واستخدمت الألواح الرخامية التي تغطيها في إنشاءات أخرى.

القلعة احتفظت بالأسرار

كما يمكنك داخل القلعة زيارة قصر حريم محمد علي الذي يضم المتحف الحربي المصري، ومتحف العربات حيث يتم عرض تلك التي كانت تستخدمها عائلة السلطان محمد علي.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة