محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

أنف وثلاث عيون

محمد قناوي

الجمعة، 02 فبراير 2024 - 06:52 م

التصدى لإعادة تقديم الرواية الأشهر فى مسيرة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس «أنف وثلاث عيون» والتى سبق تقديمها سينمائيا وتليفزيونيا من قبل، وتقديمها فى نسخة جديدة ومعاصرة من خلال فيلم جديد، لا شك أنها مغامرة بكل المقاييس لمن يتصدى لذلك، وسألت نفسى قبل مشاهدة النسخة الجديدة التى تحمل نفس اسم الرواية فى العرض العالمى الأول للفيلم فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى بجدة يوم 7 ديسمبر الماضى، وانطلق عرضه فى دور العرض المصرية قبل أيام، هل ينجح المخرج أمير رمسيس والسيناريست وائل حمدى فى تقديم رؤية مختلفة وحبكة سينمائية جيدة ومعاصرة ومغايرة لتتناسب مع الزمن الحالى ويستقبلها جيل مختلف من الجمهورعن جيل السبعينيات، فى ظل وجود ثمة اختلافات عدّة بين الجيلين فى المفردات والمفاهيم ولغة الحوار وإيقاع الحياة ؟ لتأتينى الإجابة مع المشاهد الأولى للفيلم، فقد نجح وائل حمدى فى إعادة قراءة الرواية برؤيته، وترجم ذلك المخرج أمير رمسيس بتحويل النص الأصلى إلى طرح مختلف لهاجس العلاقات الثنائية بين الرجل والمرأة ومفهوم التحرُّر، من خلال شخصية « د.هاشم»، جراح التجميل الشهير، الأربعينى ، الذى لم يستطع الالتزام بعلاقة عاطفية لمدة طويلة، وعلى مر السنين اقترب جدًا من فتاتين، لكل منهما حكايتها المليئة بالصراعات النفسية، فتقع الأولى فى الخيارات الخاطئة، والثانية ضحية لأمها، لكنه وجد ما يكفيه من أسباب للابتعاد عنهما، أما الفتاة الثالثة «روبا»، أو «سلمى أبو ضيف» فلم يستطع مقاومتها رغم أنها تصغره بخمسة وعشرين عامًا .

وفى الرواية اعتمدت على وجهة نظر بطلاتها، لكن الفيلم نجح فى التركيز على محاولة فهم شخصية «هاشم» ورحلة بحثه عن النمط المتكرر ولماذا هو ملتصق به ؟، كما استعان السيناريو بشخصيات لم تكن موجودة فى الرواية الأصلية، مثل شخصية «علياء» الطبيبة النفسية، فهى ليست من الفتيات الثلاث فى الرواية، وهى شخصية جديدة وتربط الأحداث ببعضها.

 «أنف وثلاث عيون» من أنضج أفلام أمير رمسيس وأكثرها تماسكا، وهو فيلم ممتع وجميل وأعتقد إن الاقتباس قُدم بشكل مختلف وأقل أخلاقية وحكما على الشخصيات، ومن يشاهد الفيلم الجديد يشعر أنه عمل طازج لم يسبق تقديمه من قبل.

ظافر العابدين اجتهد كثيرا فى تجسيد شخصية «د. هاشم» ولكن وقفت اللهجة حاجزا فى وصول أدائه بشكل كاف، فى حين برعت «صبا مبارك» فى تقديم شخصية الطبيبة النفسية»علياء» باقتدار ممسكة بكل تفاصيل الشخصية على المستوى الشكلى والنفسى، أما الشابة سلمى أبو ضيف فى دور»روبا» فجاءت متألقة وساحرة، وقدمت أمينة خليل أداء مختلفا رغم مشاهدها القليلة ، وأكدت المنتجة شاهيناز العقاد ، أنها نموذج عصرى للمرأة المنتجة تذكرنى بــ»آسيا داغر». 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة