أرشيفية
أرشيفية


تشجيع المنتج المحلي يدعم الاقتصاد الوطني.. إعلان ببلاش لـ«صناعة مصر»

هاني مباشر

السبت، 03 فبراير 2024 - 02:18 م

لاقت المُنتجات المصرية مؤخرا رواجا كبيرا من قبل المواطنين، ومثل تلك التصرفات أمر مطلوب خلال الفترة الحالية للوقوف بجانب الاقتصاد الوطنى، والمساعدة فى توفير فرص عمل وزيادة الفرص الاستثمارية فى مصر، مما يسهم فى تطوير المنتجات والوصول بها إلى جودة عالمية، وثبت أن الشركات والمصانع المصرية يمكنها أن تقوم بإنتاج منتجات لديها القدرة على أن تحل محل المنتجات الأجنبية، لكن قبل كل هذا كيف يمكن استغلال هذه الحالة الشعبية للترويج للمنتجات الوطنية وجعلها تأخذ نصيبا عادلا من السوق المحلية، وأن تكون بديلا للمنتجات المستوردة، وأن تكون على مستوى عال يعادل مستوى المنتجات الأجنبية العالمية؟.. وكيف ندخل إلى الأسواق الأخرى ونقنع المستهلكين فيها بمنتجاتنا؟..

الواقع يقول إنه على سبيل المثال بالنسبة للمنتجات الغذائية والزراعية المصرية والتى تحقق مكانة مصر التصديرية على المستوى العالمى، إذ تمثل الصناعات الغذائية 18 مليار دولار من حجم السوق المصرية، وعلى الرغم من احترافية المنتجات المصرية إلا أن مصر لن تتمكن من المنافسة فى كافة القطاعات، بل يجب التركيز على منتجين أو 3 مع تعميق الصناعة للنهوض بالتنمية والتصدير، وهذا ما جعل كافة المختصين والخبراء يطالبون بأهمية الترويج لمصر وتعريف العالم بأننا نمتلك منتجات مميزة مثل الترويج للسياحة والترويج للاستثمار، خاصة أن هناك كثيرا من المهتمين بالصناعات المصرية الذين لا يعلمون الكثير عن قدرات مصر.

اقر أ أيضاً |«الضبعة النووية» أفضل انطلاقة إلى «الجمهـــورية الجـديدة»

أسعار وجودة
وتنتج شركة طنطا للزيوت والصابون منتجات ومنظفات ذات جودة متميزة، ومنها صابون سائل بروائح متميزة في عبوات 750 مل؛ وتباع بثمانية جنيهات، وكذلك أنواع مختلفة من شاور الجيل لتر واسمه «هاى شيرى» بـ12 جنيه وصابونة النابولسى بزيت الزيتون 180 جراماً بـ5 جنيهات وصابونة شم النسيم 150جراماً بـ4جنيهات ولديهم منظف سائل أطباق 4 لترات اسمه ليبرو بـ27 وصابون اسمه كرنفال 150 جراماً فى علب كرتون بـ4.75 جنيه.



وتعتبر شركة قها للأغذية المحفوظة، وهي تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين ومن أقدم الشركات الوطنية ونموذج للصناعة المصرية منذ 83 عاما، وظلت محتفظة بهويتها واسمها في السوق المصرية، كما أنها أصبحت منافسة للشركات الأجنبية، كما أنها من اوائل الشركات في مجال التعبئة، وتنتج أنواعاً مختلفة من المنتجات الغذائية ومنها العصائر بأطعمتها المختلفة، والصلصات والبقوليات مثل الفول المدمس.

وأبقت شركة السكر والصناعات التكاملية المملوكة للدولة المصرية والمالكة للعلامات التجارية لعطور «قسمة والشبراويشى» إنتاجها لمختلف الأنواع العطرية المميزة بها.. ومن ذلك: سكرية وكليوباترا وجيني ومون فير للنساء، وستار وهيرو للرجال، ولا ننسى كولونيا ٥٥٥ بروائحها المتعددة، كما تنتج مستحضرات التجميل الأخرى كأحمر الشفاه وطلاء الأظافر، صحيح أن الشركة تقتصد في الدعاية لمنتجاتها ولا تتكلف في العبوات؛ لتحافظ على اقتصادية أسعار المنتجات، لكنها لا تقتصد في الخامات التي تصنعها بنفسها بشكل طبيعي، كالكحول الذي تستخدمه وتنتجه بنفسها بعد استخلاصه من قصب السكر.
أما منتجات شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية فتقدم العديد من المنتجات ذات الجودة الفائقة وفي نفس الوقت بأسعار منافسة جدا، ولها عدة منافذ للتوزيع في عدد من المحافظات، وهذه بعض من نماذج الشركة مثل السكر البني «غير المعالج كيميائياً» وهو من أفضل الأنواع صحياً، وصناعة العطور بأنواعها ومكسبات الطعم والرائحة والعجائن والزيوت العطرية ومستحضرات التجميل والمنظفات، والحلاوة الطحينية والطحينة والمربى الطبيعية والبسكويت والخل الطبيعى.

وتعد شركة النصر للزجاج والبلور NGC)مصانع ياسين سابقًا) من الشركات المصرية العريقة إذ تأسست عام ١٩٣٢م؛ لتختص في إنتاج الأدوات الزجاجية، ومن منتجات الشركة أكواب وكؤوس وأطباق المائدة والزجاج المسطح، وتصدر الشركة حاليا حوالي ٧٠٪ من منتجاتها لأسواق أفريقيا، كما تتوفر منتجاتها بمعارضها المحلية، ومنتجات مصر للبترول من الزيوت والكيماويات متنوعة وتشمل «منظفات- مطهرات- معطرات- سوائل التبريد» وتتميز بأنها على أعلى جودة وأسعارها أقل من مثيلاتها في السوق المصرى.

المهندس علاء السقطى، رئيس اتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، يقول إن الحملات التى تروج المنتجات المصرية على المستوى المحلى تؤثر بشكل إيجابى على الاقتصاد المصري، حيث تساهم سلوكيات المواطنين فى دعم الصناعات المصرية أو المنتجات المحلية فى رفع شأن المنتج المصرى وزيادة نسب توزيعه وبيعه محليا، الأمر الذى دائماً ما ينعكس على زيادة الفرص الاستثمارية والتوسع من قبل الشركات الرائجة محليًا، مضيفًا أن دعم المصريين لمنتجات بعينها من أجل زيادة مبيعاتها أمر دائماً ما يكون مؤثرا على الاقتصاد الكلى للدولة، وكذلك الشركات كافة، كما تساعد الحالة النفسية الخاصة بالمستهلك فى زيادة مبيعات منتجات بعينها على منتجات أخرى فى نفس السوق المستهدفة، وتؤثر زيادة مبيعات منتجات بعينها فى دولة بشكل أو بآخر على ذات المنتج الذى يجرى استيراده، ويظل تشجيع المواطنين لمنتجات بلدهم أمرا جيدا وله عظيم الأثر على الاقتصاد الكلى.

مبادرات متنوعة
أضاف، أن مبادرات تشجيع المواطنين على شراء المنتج المحلى بدلاً من المستورد، ستساهم فى إخراج بعض المصنعين المصريين من حالة الركود فى البيع والشراء وتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، وتعمل على تحريك السوق والمبيعات، ومن بين المبادرات التى أطلقت لدعم المنتجات والصناعات المصرية والترويج لها، مبادرة «أيادى مصر» وهى منصة إلكترونية أطلقتها وزارة التنمية المحلية 2021 بهدف التسويق الإلكترونى للمنتجات اليدوية والتراثية، وذلك بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمى، وبالتعاون مع «مؤسسة إى- أسواق مصر»، حيث يأتى المشروع فى إطار استراتيجية الدولة للتحول الرقمى بهدف تمكين الفئات المهمشة وتقديم الدعم فى خلق فرص عمل وتوظيف الشباب والتى تؤدى جميعها إلى التنمية فى الريف ودعم المجتمعات المحلية وخاصة فئات الشباب والمرأة فى تسويق منتجاتهم ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

منصة إلكترونية
الدكتور خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية، المُتحدث باسم الوزارة، يقول إن هذه مبادرة عبارة عن منصة متكاملة للتسويق الإلكترونى يسجل فيها صغار المنتجين أصحاب المشروعات الصغيرة والمشروعات متناهية الصغر فى كل أنحاء الجمهورية، ويمكن لكافة منتجى الحرف اليدوية التواصل مع المنصة من خلال منسق المنصة بكل محافظة أو من خلال الموقع الإلكترونى، حيث لدينا 27 وحدة فى 27 محافظة مصرية، وهذه الوحدات تكون تحت إشراف نواب المحافظين وتدرب أصحاب الحرف اليدوية والتراثية على التسجيل للمنصة وتصوير منتجاتهم بشكل حرفى، كما يمكن الدخول على منصة أيادى مصر ونختار المنتج ونقوم بعمل أمر شراء، ويجرى تغليف وتعبئة المنتج ويصل البيت والدفع يكون إلكترونيا وتعتبر سوقا مفتوحا، بالإضافة إلى المعارض التى تشرف الوزارة عليها فى المحافظات المصرية.



أضاف، وقد ساهمت المبادرة فى خلق فرص عمل للمرأة والشباب والفتيات بجميع المحافظات المصرية، بما يسهم فى التمكين الاقتصادى للمجتمعات المحلية وتحسين مستوى معيشة الأسر.

خطوات مهمة
تقول الدكتورة أمل خطاب، أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بكلية آداب بنها، إن السوق المصرى من أكبر الأسواق وأكثرها نموًا فى الشرق الأوسط وأفريقيا؛ بفضل وجود عدد كبير من المستهلكين مما يجعله يتسع لاستيعاب وتنافس السلع والمنتجات، خاصة فى ظل اتباع مصر نظاماً اقتصادياً معاصراً فى إطار الجمهورية الجديدة قائماً على إتاحة الاستثمار فى جميع المجالات وحماية رأس المال ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، مما شجع التوسع فى الاستثمارات المصرية للمواطنين إلى جانب الاستثمارات الأجنبية، وتنتج الشركات الناشئة فى مصر منتجات وطنية لا تقل جودتها عن المنتجات العالمية وتستطيع المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية لكن بالرغم من ذلك، لا ينجح منها سوى عدد قليل، وهذا يرجع إلى أسباب عديدة ومتشعبة، ولعل أحدها ضعف الجهود التسويقية وذلك بحسب تقرير نشره موقع مؤسسة (RSM Egypt) المتخصصة فى دعم وتنمية الشركات الناشئة تم بناء على استطلاع آراء عدد من رواد الأعمال المصريين، الذين أشاروا إلى أن من أسباب عدم نجاح تواجد وانتشار منتجاتهم ضعف قدراتهم التسويقية، وهو ما أكدته الجمعية المصرية لشباب الأعمال.

أضافت، إن من أبرز مشاكل التصدير والنفاذ إلى الأسواق الدولية، التى تواجه المنتجات المصرية عدم توفير التدريب حول أساليب التسويق الحديثة، وعدم بناء منصات تسويق دائمة للمنتج المصرى فى معظم الأسواق الدولية حيث تعد الخطة التسويقية أداة حيوية تساعد فى تحديد الطرق التى ستسهم فى تحقيق النجاح والاستدامة للمنتج، فمحاولات تنشيط السوق وإنعاشه بالصناعات المصرية لن تتم إلا بالنظر لخطوات تسويق تلك المنتجات اعتمادا على التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم حاليا، ومن هنا يجب إنشاء حملات تسويقية أكثر تخصيصاً، وتقديم تجارب تلقى صدى لدى شرائح محددة من العملاء.

الدكتور صبرى خالد، مدرس العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة السويس، يقول إن أمام المنتجات الوطنية المصرية فرصة ذهبية ربما لا تتاح سوى مرة فى العمر، ولابد من استغلالها فى ظل دعوات المقاطعة المتنامية جراء العدوان الصهيونى على الأراضى الفلسطينية المحتلة، تلك الدعوات طالت كل المنتجات الداعمة للكيان الصهيونى تقريبًا وأصبح هناك حالة من النفور العام منها، ولكن كيف لها ذلك فى ظل التنافسية الشديدة والتنوع اللامحدود فى الأسعار والذى يناسب جميع فئات الشعب المصرى باختلاف أعماره ومستوياته الاقتصادية والاجتماعية.. مضيفًا أنه رغم أن الوعى الجمعى للمصريين والحالة العامة لهم الآن متقبلة فكرة المنتج الوطنى أكثر من أى وقتٍ مضى، الأمر الذى دعا كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعى لإطلاق صفحات مخصصة لتعريف الجمهور بالبدائل المتاحة من المنتجات المحلية والتى لم تكن معروفة لدى الكثيرين رغم وجودها منذ سنوات عديدة فى السوق المصرى، إلا أن هذه المنتجات أمام معادلة قد يبدو من الصعب تحقيقها خاصة أنها لم تجهز نفسها لهذا الأمر الطارئ، وقال إنه قبل الحديث هنا عن الفرص والتحديات يجب أن نؤسس لمفهوم المستهلك أو المشترى لأن الكثير من أصحاب المصالح يركزون على المنتجات ويتناسون الطرف الأساسى فى المعادلة، يجب عليهم أن يضعوا دائمًا نصب أعينهم المستهلك ومشاكله وأهدافه وكيف ستؤثر هذه المنتجات فى حياته قبل التفكير فى مكونات المنتج وتصنيعه، كما أن هناك بعض الأمور التى يجب تواجدها حتى يضمن المنتج المحلى الاستمرارية فى السوق وألا تصبح الأمور مجرد (ترند) وتعود ريما لعادتها القديمة. من ضمن هذه الأشياء أن الجودة وتنافسية السعر تعتبر من أهم الأشياء التى يجب أن تركز عليها الصناعات الوطنية فى الوقت الحالى أكثر من اهتمامها بغزو السوق بهذه المنتجات وذلك نظرًا لأن المستهلك المصرى ذو ذائقة خاصة ويبحث دائمًا عن منتجات ذات جودة عالية يمكن تحقيقها من خلال مراعاة معايير وضوابط الإنتاج العالمية مع سعر مناسب وهو الأمر اليسير على هذه الصناعة لمكوناتها المحلية بنسبة كبيرة، تطوير المنتج المصرى سيمنحه ميزة تنافسية أمام المنتجات المنافسة خاصة بوجود قيادة سياسية تحرص على إرساء قواعد قوية واستعادة زمام الأمور وصناعة منتج مصرى قوى ينافس جودة الأسواق العالمية، والترويج وهو من العناصر الأساسية هنا والتى يعتمد عليها أصحاب المصالح فى إيصال منتجاتهم للجمهور، وينصح هنا بضرورة استخدام أساليب ترويجية تعتمد على القنوات المحلية والمؤثرين ذات الطابع الوطنى إلى جانب الاهتمام الكبير بجمهور السوشيال الميديا الذى يقوم بدور فعال فى الإعلان غير المباشر لهذه الشركات عن منتجاتها المختلفة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة