جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

لا تتجاوزوا الخطوط الحمراء!

جلال عارف

الثلاثاء، 06 فبراير 2024 - 07:56 م

المسرحية الرديئة التى يقدمها نتنياهو مع بن غفير وباقى حلفائه فى حكومة اليمين الإرهابى، لا ينبغى أن تصرف النظر عن الحقيقة الأساسية التى ينبغى التعامل معها بكل جدية.. وهو أن إسرائيل تقود المنطقة إلى وضع بالغ الخطورة، وأنها لا تكتفى بوضع العراقيل أمام أى جهود للتهدئة.. وإنما تسعى لتصعيد لا حدود لعواقبه إذا ترك إرهاب الكيان الصهيونى يعبث بأمن المنطقة ويهدد السلام فى العالم.

بعيدًا عن مسرحية نتنياهو وبن غفير الرديئة.. تتحرك إسرائيل نحو عدوانها الهمجى إلى رفح، تتجاهل كل التحذيرات وتبدأ التحضير للخطوة الخطيرة وهى تدرك جيدًا معنى الهجوم على المدينة التى نزح إليها ١٫٣ مليون من سكان غزة بعد تأكيدات إسرائيلية سابقة بأنها «منطقة آمنة» يلعب نتنياهو بكل أوراقه.. بن غفير يتحدث عن تهجير الفلسطينيين وإعادة المستوطنات إلى غزة، ووزير الدفاع جالانت ـ من ناحية اخرى  يعلن أن «رفح» هى الخطوة القادمة فى حرب الإبادة.

وعلى الناحية الأخرى.. تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بأن فرص «الحل السياسى» تتضاءل على الجبهة اللبنانية وأن إسرائيل مستعدة للحل العسكرى وهى تعرف أن هذا الحل قد يسبب كارثة للبنان لكنه ايضًا سيدمر نصف إسرائيل، وسيفتح باب الصراع الإقليمى على مصراعيه.. وهو ما تريده حكومة عصابات اليمين الإسرائيلية وما يتمناه نتنياهو ليس فقط للهروب من سقوط حتمى قد يقوده للسجن.. وإنما أيضًا بسبب الهوس الصهيونى الذى يحلم بإسرائيل الكبرى ولو على جثث اليهود أنفسهم!!

وحتى الآن.. فشلت محاولات عديدة لإنقاذ الكيان الصهيونى من هلاوس عصابات التطرف التى يقودها نتنياهو.. لكن الموقف الآن لم يعد يحتمل أى سياسات لا تبدأ من النقطة الأساسية وهى وقف حرب الإبادة دون قيد أو شرط، وبدء تفعيل الاعتراف الدولى الكامل بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس العربية.
كل جهد خارج هذا الإطار لا يعنى إلا ترك المجال مفتوحًا أمام الإرهاب الإسرائيلى ليواصل جرائمه.. دول الغرب التى انحازت ـ بلا حدود ـ للرواية الإسرائيلية تدرك الآن فشل حرب الإبادة التى دعمتها على مدى أربعة شهور، وتعرف أن عليها الآن أن تقرر: هل تتوقف حرب الإبادة أم تتحمل ـ مع إسرائيل ـ  تبعات تجاوز الخطوط الحمراء!!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة