جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

ماذا بعد الرد الفلسطينى؟!

جلال عارف

الأربعاء، 07 فبراير 2024 - 07:34 م

ردت حماس على اقتراح وقف إطلاق النار الذى وضعت خطوطه الأساسية فى مباحثات باريس.. ورغم أن رد حماس وضع ملاحظات عديدة للتشديد على أن الهدف هو الوقف النهائى للحرب وليس العودة لأسلوب الهدنة المؤقتة الذى لم يحقق الكثير فى تجربته الماضية، إلا أن الانطباع الأمريكى عليه يفتح الباب أمام الحل. وزير الخارجية الأمريكى بلينكن قال إن الاتفاق ممكن، أما الرئيس بايدن فوصف رد حماس بأنه «مبالغ فيه قليلا»، مشيرا إلى أن المفاوضات مستمرة.


الرد الفلسطينى أحيل إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» لدراسته، علما بأن «الموساد»، هو الذى شارك فى اجتماعات باريس وأقر الوثيقة الأصلية، بينما كان الطرف السياسى بقيادة رئيس الحكومة مشغولا بخلافاته وصراعاته الداخلية ومحاولات اليمين المتطرف لتعطيل أى اتفاق لإنهاء الحرب.


والآن سيكون على نتنياهو أن يحسم أمره وهو يدرك أن أى قرار ستكون له تبعاته، وأنه- فى النهاية- سيكون أمام اختيار بين استمرار التحالف مع اليمين المتطرف أو الذهاب إلى الطريق الآخر مع ائتلاف جديد يضم المعارضة التى عرضت توفير الغطاء السياسى له من أجل اتفاق يعيد الرهائن ويوقف الفشل السياسى والعسكرى فى ظل هذه الحكومة.
ويبدو لافتا أنه فى نفس اليوم الذى تسلمت فيه إسرائيل رد حماس، ومع الزيارة الخامسة منذ الحرب لوزير الخارجية الأمريكى بلينكن.. كان الجيش الإسرائيلى يقر بأن ٣١ من الرهائن لدى حماس قد لقوا حتفهم من بين ١٣٦ رهينة، وهو خبر صادم للرأى العام الإسرائيلى الذى يدرك جيدا أن أربعة شهور من القتل والدمار فى غزة لم تحرر أسيرا واحدا، وأن التفاوض وحده هو الطريق لإنقاذ من تبقى من الرهائن.
نتنياهو يواجه ضغوطا داخلية وخارجية غير مسبوقة، والتدهور الاقتصادى أصبح ينافس الفشل العسكرى. وبالأمس أيضا سقطت محاولة الجمهوريين فى مجلس النواب الأمريكى لتمرير مساعدة قيمتها أكثر من ١٧ مليار دولار، والعزلة الدولية تزداد حدتها.. ومع ذلك سيقاوم نتنياهو حتى النهاية.. وإذا اضطر للاتفاق فسوف يكون - فى نفس اللحظة- يستعد للانقضاض عليه. مشكلته هذه المرة أن فشله أكبر بكثير من كل قدرته على المناورة!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة