حمادة‭ ‬إمام
حمادة‭ ‬إمام


كتاب‭ ‬جديد‭ ‬لحمادة‭ ‬إمام‭ ‬يكشف‭:‬ لماذا‭ ‬يخفى‭ ‬الإخوان أوراق‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬الخاصة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 07 فبراير 2024 - 08:59 م


يقول‭ ‬المؤلف‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬كتابه‭‬ فى‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬ذهبتُ‭ ‬لإجراء‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬القيادى‭ ‬الإخوانى‭ ‬الدكتور‭ ‬فريد‭ ‬عبدالخالق‭ ‬لجريدة‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬الكويتية،‭ ‬والذى‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬السكرتير‭ ‬الخاص‭ ‬لحسن‭ ‬البنا‭ ‬ورئاسة‭ ‬قسم‭ ‬الطلبة‭ ‬بالجماعة‭ ‬فى‭ ‬الأربعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عرفت‭ ‬من‭ ‬محاضر‭ ‬التحقيقات‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬تنظيم‭ ‬1965‭ ‬أن‭ ‬فريد‭ ‬عبدالخالق‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬حذر‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬فى‭ ‬السجن‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬التنظيم‭ ‬السرى‭ ‬للإخوان‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬بمجموعة‭ ‬الخمسة‭ ‬التى‭ ‬شكلت‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬لتنظيم‭ ‬65،‭ ‬وتعرض‭ ‬لهجوم‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الجماعة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ووصفهم‭ ‬بـ«المهووسين‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬تكلم‭ ‬مع‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬قبل‭ ‬نقله‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬السجناء‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لإعدامه،‭ ‬وكان‭ ‬يهمنى‭ ‬أن‭ ‬أعرف‭ ‬ماذا‭ ‬قال‭ ‬سيد‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬لغرفة‭ ‬انفرادية‭ ‬قبل‭ ‬إعدامه،‭ ‬وكان‭ ‬مفاجأة‭ ‬لى‭ ‬اعتراف‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬تعرض‭ ‬للخديعة‭!!.‬

بعد‭ ‬مرور‭ ‬ستة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الحوار‭ ‬وتحديدا‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬جاءه‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ورقة‭ ‬كلها‭ ‬سب‭ ‬وقذف‭ ‬فى‭ ‬حقى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدكتور‭ ‬عصام‭ ‬تليمة‭ ‬حامل‭ ‬أختام‭ ‬الشيخ‭ ‬القرضاوى‭ ‬ومدير‭ ‬مكتبه‭ ‬بالدوحة‭ ‬حيث‭ ‬يقيم‭ ‬الشيخ‭ ‬القرضاوى؛‭ ‬وذلك‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬نشرى‭ ‬سلسلة‭ ‬حلقات‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الراية‭ ‬القطرية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬ما‭ ‬لم‭ ‬يذكره‭ ‬الشيخ‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬عبدالناصر‭ ‬والإخوان‮»‬‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬حلقات‭ ‬القرضاوى‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬ينشرها‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الوطن‭ ‬القطرية‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬عبدالناصر‭ ‬والإخوان‭.‬


‭<<<‬


وفى‭ ‬رده‭ ‬قال‭: ‬تابعت‭ ‬الحلقات‭ ‬التى‭ ‬كتبها‭ ‬الأخ‭ ‬الصحفى‭ ‬حمادة‭ ‬إمام‭ ‬ويبدو‭ ‬أنها‭ ‬مشروع‭ ‬رواية‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬أو‭ ‬مسلسل‭ ‬أو‭ ‬مسرحية‭ ‬ينوى‭ ‬كتابة‭ ‬فصولها،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬متأثر‭ ‬فى‭ ‬كتابته‭ ‬باللواء‭ ‬فؤاد‭ ‬علام‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬ما‭ ‬بينهما‭ ‬فى‭ ‬السن‭ ‬والتناول،‭ ‬ولعله‭ ‬تقمّص‭ ‬شخصية‭ ‬محمد‭ ‬حسنين‭ ‬هيكل‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬ما‭ ‬بينهما‭ ‬كذلك‭ ‬فى‭ ‬السن،‭ ‬فراح‭ ‬يتكلم‭ ‬ويحلل‭ ‬معتمدًا‭ ‬على‭ ‬أم‭ ‬رأسه‭ ‬دون‭ ‬مرجعٍ‭ ‬أو‭ ‬مصدرٍ‭ ‬وكأنه‭ ‬عاش‭ ‬الأحداث‭ ‬بعينه‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬كيف‭ ‬لمن‭ ‬ولد‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬يتكلم‭ ‬ويروى‭ ‬شهادة‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬عصر‭ ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬أحداثه،‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬ما‭ ‬يشجعنى‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬والرد‭ ‬إلا‭ ‬أننى‭ ‬رأيت‭ ‬الأخ‭ ‬الصحفى‭ ‬يُزوِّر‭ ‬ويُدلِّس‭ ‬أحداث‭ ‬التاريخ،‭ ‬بل‭ ‬ويلوى‭ ‬أعناق‭ ‬الأحداث‭ ‬ليفسرها‭ ‬على‭ ‬هواه،‭ ‬كما‭ ‬شجعنى‭ ‬أيضا‭ ‬المساحة‭ ‬التى‭ ‬أفردتها‭ ‬له‭ ‬جريدة‭ ‬الراية‭ ‬رغم‭ ‬خلو‭ ‬المادة‭ ‬من‭ ‬الموضوعية‭ ‬والمصداقية‭ ‬البحثية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يدعو‭ ‬للتعجب‭.‬


‭<<<‬


لم‭ ‬أهتم‭ ‬باتهامات‭ ‬تليمة‭ ‬حيث‭ ‬تكفّل‭ ‬الزمن‭ ‬بتعريته،‭ ‬ونال‭ ‬جزاءه‭ ‬عن‭ ‬تطاوله‭ ‬على‭ ‬شخصى‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة‭ ‬ذاتها‭ ‬هو‭ ‬وشيخه‭ ‬القرضاوى،‭ ‬وتعرضا‭ ‬سويا‭ ‬لسب‭ ‬وقذف‭ ‬واتهامات‭ ‬شملت‭ ‬كل‭ ‬صنوف‭ ‬البذاءات‭ ‬والاتهامات‭ ‬أقلها‭ ‬‮«‬فجور‭ ‬وخيانة‭ ‬للأمانة‭ ‬ونفسنة‭ ‬من‭ ‬القرضاوي‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬عام‭ ‬يناير‭ ‬2023‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬ظلال‭ ‬القرآن‭ ‬وعمل‭ ‬مراجعة‭ ‬له‭ ‬وإعادة‭ ‬طبعه‭ ‬لحساب‭ ‬دار‭ ‬الأصول‭ ‬العلمية‭ ‬للنشر،‭ ‬وقتها‭ ‬قامت‭ ‬قيامة‭ ‬الجماعة‭ ‬وتحول‭ ‬تليمة‭ ‬إلى‭ ‬ميدان‭ ‬رماية‭ ‬لضربات‭ ‬ومدفعية‭ ‬الجماعة،‭ ‬تليمة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬حاول‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬ظلال‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬واحترق‭ ‬فقد‭ ‬سبقه‭ ‬القرضاوى‭ ‬الذى‭ ‬حاول‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬ظلال‭ ‬سيد،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬فتحت‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬الأسلحة‭ ‬الثقيلة‭ ‬والحملات‭ ‬المنظمة،‭ ‬فعندما‭ ‬انتقد‭ ‬القرضاوى‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬فى‭ ‬فكرة‭ ‬تكفير‭ ‬المجتمع،‭ ‬قيل‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭: ‬‮«‬مش‭ ‬فاهم‭ ‬كلام‭ ‬سيد‭ ‬قطب،‭ ‬وأنها‭ ‬نفسنة‭ ‬من‭ ‬القرضاوى‭ ‬على‭ ‬سيد،‭ ‬ولن‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬القرضاوى‭ ‬بخير،‭ ‬هجومه‭ ‬على‭ ‬الشهيد‮»‬‭.‬


‭<<<‬


فى‭ ‬16‭ ‬فبراير‭ ‬1985‭ ‬نشرت‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬المسلمون‮»‬‭ ‬الأوراق‭ ‬التى‭ ‬كتبها‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬فى‭ ‬أيامه‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالسجن‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬النشر‭ ‬أكد‭ ‬الناشر‭ ‬‮«‬حافظ‭ ‬هشام‭ ‬ومحمد‭ ‬على‭ ‬حافظ‮»‬‭ ‬أن‭.. ‬الوثيقة‭ ‬التى‭ ‬كتبها‭ ‬شهيد‭ ‬الإسلام‭ (‬سيد‭ ‬قطب‭) ‬ناقصة‭ ‬وغير‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬هى‭ ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬بخط‭ ‬الشهيد‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭. ‬
‭<<<‬


بمجرد‭ ‬نشر‭ ‬الوثيقة‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬المسلمون‮»‬‭ ‬طال‭ ‬الاتهام‭ ‬وراء‭ ‬تسريب‭ ‬الأوراق‭ ‬المرحوم‭ ‬الأستاذ‭ ‬هيكل‭ ‬البعض‭ ‬اتهمه‭ ‬مباشرة‭ ‬ببيعها‭ ‬لجريدة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والبعض‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬أعطاها‭ ‬لبعض‭ ‬تلاميذه‭ ‬وتحديدا‭ ‬فهمى‭ ‬هويدى‭!!.‬


‭<<<‬
محمد‭ ‬حافظ‭ ‬دياب‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬الخطاب‭ ‬والأيديولوجية‮»‬‭ ‬يقول‭: ‬إن‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬المرحوم‭ ‬صلاح‭ ‬قبضايا‭ ‬قال‭: ‬
محمّد‭ ‬حسنين‭ ‬هيكل‭ ‬أعطى‭ ‬بعض‭ ‬تلاميذه‭ ‬بعض‭ ‬وثائق‭ ‬العهد‭ ‬الناصرى‭ ‬لدراستها‭ ‬وتحليلها،‭ ‬وكان‭ ‬ممّا‭ ‬أعطاهُ‭ ‬للكاتب‭ ‬فهمى‭ ‬هُويدى‭ ‬هذهِ‭ ‬الوثيقة‭ ‬الذى‭ ‬عرض‭ ‬نشرها‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬المسلمون‮»‬‭ ‬بمقابل‭ ‬كبير‭ ‬وبالفعل‭ ‬نُشرت‭.‬


‭<<<‬


المفاجأة‭ ‬التى‭ ‬يفجرها‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬فهمى‭ ‬هويدى‭ ‬لم‭ ‬يستخدم‭ ‬المبدأ‭ ‬الذهبى‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬‮«‬اسمع‭ ‬كثيرا‭ ‬واتكلم‭ ‬قليلا‮»‬‭ ‬وإنما‭ ‬سألنى‭ ‬ماذا‭ ‬قال‭ ‬صلاح‭ ‬قبضايا‭ ‬فقلت‭: ‬أنك‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الوثيقة‭ ‬من‭ ‬هيكل‭ ‬وبعتها‭ ‬للمسلمين‭ ‬فقال‭: ‬نعم‭ ‬أنا‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬هيكل،‭ ‬ولكن‭ ‬للأمانة‭ ‬هذه‭ ‬الأوراق‭ ‬كانت‭ ‬ناقصة،‭ ‬وليست‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬لأن‭ ‬الأستاذ‭ ‬هيكل‭ ‬قام‭ ‬بحذف‭ ‬الكثير‭ ‬منها،‭ ‬وظنى‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لحماية‭ ‬وحفظ‭ ‬صورة‭ ‬النظام‭ ‬الناصرى؛‭ ‬حيث‭ ‬غلبه‭ ‬انتماؤه‭ ‬السياسى،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أفقد‭ ‬الأوراق‭ ‬قيمتها‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬عرضتها‭ ‬فى‭ ‬لندن‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬المسلمون‮»‬‭ ‬والذين‭ ‬احتفوا‭ ‬بها‭ ‬دورى‭ ‬انتهى‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ولم‭ ‬أشارك‭ ‬فى‭ ‬نشرها،‭ ‬ولم‭ ‬يكتب‭ ‬اسمى‭ ‬على‭ ‬الحلقات‭. ‬


يقول‭ ‬شمس‭ ‬بدران‭ ‬فى‭ ‬شهادته‭ ‬والتى‭ ‬نشرها‭ ‬الزميل‭ ‬حمدى‭ ‬الحسينى‭ ‬


ص‭ ‬48‭: ‬فى‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬تلقت‭ ‬التحريات‭ ‬العسكرية‭ ‬فى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بلاغًا‭ ‬من‭ ‬سائق‭ ‬شاحنة‭ ‬يُدعى‭ ‬الشيشينى،‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬المشاركين‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬اغتيال‭ ‬أمين‭ ‬عثمان‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬والقيادى‭ ‬الإخوانى‭ ‬حسين‭ ‬توفيق،‭ ‬الشيشينى‭ ‬قال‭ ‬فى‭ ‬بلاغه‭: ‬إن‭ ‬توفيق‭ ‬قابله‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬وحضه‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬اغتيال‭ ‬عبدالناصر؛‭ ‬لأن‭ ‬نهجه‭ ‬السياسى‭ ‬هو‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬كيف‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬وبأى‭ ‬شكل،‭ ‬ولقد‭ ‬بدأ‭ ‬بالوحدة‭ ‬مع‭ ‬سوريا،‭ ‬ولكن‭ ‬الوحدة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬السودان‭ ‬وليبيا،‭ ‬وطلب‭ ‬توفيق‭ ‬من‭ ‬الشيشينى‭ ‬شراء‭ ‬قنابل‭ ‬يدوية‭ ‬وبعض‭ ‬الأسلحة‭ ‬استعدادًا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬العملية‭.‬


‭<<<‬
بعد‭ ‬عرض‭ ‬البلاغ‭ ‬على‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬استدعانى‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬ثم‭ ‬كلفنى‭ ‬بالتحقيق‭ ‬فيه‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬المخطط،‭ ‬وتعاملت‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬بمنتهى‭ ‬الجدية،‭ ‬وبدأت‭ ‬فى‭ ‬تتبع‭ ‬البلاغ‭ ‬الذى‭ ‬تبين‭ ‬صدقه،‭ ‬ووضعنا‭ ‬أيدينا‭ ‬فى‭ ‬هدوء‭ ‬على‭ ‬صناديق‭ ‬القنابل‭ ‬والسلاح،‭ ‬والذى‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬مصدره‭ ‬مخازن‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬اليمن،‭ ‬ونجح‭ ‬بعض‭ ‬المجندين‭ ‬فى‭ ‬إعادته‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وإيصاله‭ ‬إلى‭ ‬أفراد‭ ‬محسوبين‭ ‬على‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭.‬

‭<<<‬
اتفقتُ‭ ‬مع‭ ‬عبدالناصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬السجن‭ ‬الحربى‭ ‬المكان‭ ‬المناسب‭ ‬لحجز‭ ‬المتهمين‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬باعتباره‭ ‬الأكثر‭ ‬تحصينًا‭ ‬وتأمينًا،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يحقق‭ ‬هو‭ ‬طرف‭ ‬عسكرى‭ ‬وليس‭ ‬مدنيا‭.‬

كنت‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬دائم‭ ‬ومباشر‭ ‬بالرئيس‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬أطلعه‭ ‬أولًا‭ ‬بأول‭ ‬على‭ ‬التحقيقات‭ ‬واعترافات‭ ‬المتهمين،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬منشغلًا‭ ‬بفكرة‭ ‬استهدافه،‭ ‬ومحاولة‭ ‬اغتياله‭. ‬
‭<<<‬
شهادة‭ ‬شمس‭ ‬بدران‭ ‬تطرح‭ ‬السؤال‭ ‬هل‭ ‬اعترف‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬كتابة‭ ‬وبكامل‭ ‬إرادته‭ ‬بالجرم‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬اعترفا‭ ‬فما‭ ‬هى‭ ‬الأسباب‭ ‬وراء‭ ‬اعترافه‭ ‬بسهولة؟
سيّد‭ ‬قُطب‭ ‬كان‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬يُطلَق‭ ‬سراحهُ‭ ‬خصوصا‭ ‬أنّ‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقيّة‭ ‬بدأت‭ ‬تتحرّك‭ ‬بهذا‭ ‬الاتّجاه‭.. ‬

وقد‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬نجح‭ ‬الشيعة‭ ‬العراقيون‭ ‬فى‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬والإفراج‭ ‬عنه‭ ‬سنة‭ ‬1964‭ ‬بوساطةٍ‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقى‭ ‬آنذاك‭ ‬عبدالسلام‭ ‬عارف‭ ‬بعد‭ ‬الحكم‭ ‬علية‭ ‬بالسجن‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فى‭ ‬المنشية‭ ‬والتى‭ ‬قضى‭ ‬منها‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬

وعن‭ ‬الكيفية‭ ‬التى‭ ‬خرج‭ ‬بها‭ ‬يكشف‭ ‬الدكتور‭ ‬سيد‭ ‬بن‭ ‬حسين‭ ‬العفانى‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬زهر‭ ‬البساتين‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬العلماء‭ ‬والربانيين‮»‬،‭ ‬أول‭ ‬تدخل‭ ‬شيعى‭ ‬لإنقاذ‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬والإفراج‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬المنشية‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭:‬

‭<<<‬

على‭ ‬لسان‭ ‬اللواء‭ ‬محمود‭ ‬شيت‭ ‬المفكر‭ ‬الإسلامى‭ ‬المعروف‭ ‬ووزير‭ ‬الأشغال‭ ‬والشئون‭ ‬البلدية‭ ‬العراقية‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بصحبة‭ ‬عبدالسلام‭ ‬عارف‭ ‬فى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬عارف‭ ‬أن‭ ‬يتوسط‭ ‬لدى‭ ‬صديقه‭ ‬لإخراج‭ ‬قطب‭ ‬من‭ ‬السجن،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تحدث‭ ‬عارف‭ ‬مع‭ ‬ناصر‭ ‬ووافق،‭ ‬ويذكر‭ ‬شيت‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بزيارة‭ ‬سيد‭ ‬فى‭ ‬سجنه‭ ‬ليبشره‭ ‬بالقرار‭ ‬فسمح‭ ‬الرئيس‭ ‬بذلك،‭ ‬وجاءت‭ ‬سيارة‭ ‬من‭ ‬القصر‭ ‬حملت‭ ‬شيت‭ ‬إلى‭ ‬السجن،‭ ‬وهناك‭ ‬قال‭ ‬له،‭ ‬أبشرك‭ ‬بالإفراج‭ ‬عنك‭ ‬قريبا‭ ‬جدا،‭ ‬وقص‭ ‬عليه‭ ‬وساطة‭ ‬عبدالسلام‭ ‬عارف‭.‬

‭<<<‬

لماذا‭ ‬أعترف؟

بلغ‭ ‬عدد‭ ‬صفحات‭ ‬الذى‭ ‬كتبها‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬62‭ ‬صفحة‭ ‬قسمها‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أجزاء‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬تضمن‭ ‬تمهيدًا‭ ‬أما‭ ‬الجزء‭ ‬الثالث‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬خاتمة‭ ‬لكلامه‭ ‬شملت‭ ‬مخلصًا‭ ‬لما‭ ‬كتب‭ ‬وتبريرًا‭ ‬له‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬المقدمة‭ ‬والخاتمة‭ ‬كان‭ ‬الجزء‭ ‬الثانى‭ ‬وهو‭ ‬الأخطر‭ ‬ليس‭ ‬لأنه‭ ‬تضمن‭ ‬أدق‭ ‬التفاصيل‭ ‬ولكن‭ ‬لأنه‭ ‬طلب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬المحقق‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬لسؤال‭ ‬قادة‭ ‬التنظيم‭ ‬فى‭ ‬أمور‭ ‬مثل‭ ‬أسماء‭ ‬من‭ ‬حضروا‭ ‬أو‭ ‬شاركوا‭.‬

‮«‬محاولة‭ ‬تذكر‭ ‬الأسماء‭ ‬تسبب‭ ‬لى‭ ‬إجهادًا‭ ‬شديدًا،‭ ‬وتستغرق‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلا‭ ‬يمنعنى‭ ‬عن‭ ‬المضى‭ ‬فى‭ ‬التقرير‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الوقائع‭ ‬الأخيرة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬يتفرغ‭ ‬هو‭ ‬لكتابة‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرة‭ ‬وبعد‭ ‬نقاش‭ ‬طويل‭ ‬اعترف‭ ‬بكل‭ ‬شىء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬ضغط،‭ ‬وكان‭ ‬متعاونا‭ ‬وفقا‭ ‬لكلام‭ ‬المحقق‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬متوقع‭ ‬ملتمسًا‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬

فى‭ ‬22‭ ‬أكتوبر‭ ‬1965‭ ‬كانت‭ ‬الصفحات‭ ‬قد‭ ‬سلمت‭ ‬لوزير‭ ‬الحربية‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬شمس‭ ‬بدران‭ ‬وصورة‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬التحقيق‭ ‬أولا‭ ‬بأول،‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬سيد‭ ‬كتابة‭ ‬اعترافه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كتب‭ ‬اعترافا‭ ‬إجماليا‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬ورقة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬معرفة‭ ‬عبدالناصر‭ ‬الشخصية‭ ‬به‭ ‬وتركيبته‭ ‬النفسية‭ ‬وآليات‭ ‬فى‭ ‬التفكير‭ ‬كانت‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬الذى‭ ‬يخفيه،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬رفض‭ ‬عبدالناصر‭ ‬للاعتراف‭ ‬الإجمالى‭ ‬وثقة‭ ‬سيد‭ ‬بأن‭ ‬الوسطاء‭ ‬سوف‭ ‬يتدخلون‭ ‬للإفراج‭ ‬عنه‭ ‬أعاد‭ ‬كتابة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بشكل‭ ‬تفصيلى‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬62‭ ‬ورقة،‭ ‬

‭<<<‬

فى‭ ‬22‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬1965‭ ‬كان‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬اعترافه‭ ‬كاملا‭ ‬وسلمه‭ ‬لوزير‭ ‬الحربية‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬شمس‭ ‬بدران‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬فى‭ ‬محضر‭ ‬جمع‭ ‬استدلال‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬باقى‭ ‬المتهمين‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬فلم‭ ‬يجلس‭ ‬أمام‭ ‬ضابط‭ ‬التحريات‭ ‬العسكرية‭ ‬ولم‭ ‬يسأل‭ ‬كيف‭ ‬ولماذا‭ ‬وأين‭ ‬ومتى‭ ‬وإنما‭ ‬طلب‭ ‬أقلاما‭ ‬وأوراق،‭ ‬وكتب‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬من‭ ‬البدايات‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭!!.‬

لكن‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يسأل‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬فى‭ ‬محضر‭ ‬رسمى‭ ‬وفقا‭ ‬للشكل‭ ‬القانونى‭ ‬لمحاضر‭ ‬جمع‭ ‬الاستدلالات‭ ‬التى‭ ‬يتبعها‭ ‬إحالة‭ ‬ملف‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬لتبدأ‭ ‬تحقيقها‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة؟

‭<<<‬
شمس‭ ‬بدران‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬يجيب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬فى‭ ‬شهادته‭ ‬بعد‭ ‬نقاش‭ ‬طويل‭ ‬مع‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬اعترف‭ ‬بكل‭ ‬شىء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬ضغط،‭ ‬لا‭ ‬منى‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬ضابط‭ ‬آخر،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬متعاونًا‭ ‬معنا‭ ‬بدرجة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كنا‭ ‬نتوقع،‭ ‬وطلب‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬بنفسه‭ ‬القصة‭ ‬الكاملة‭ ‬للقضية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره،‭ ‬ملتمسًا‭ ‬العفو‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬

على‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬عدة‭ ‬ظل‭ ‬يكتب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتذكره‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬وأشخاص،‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬انتهت‭ ‬شهادة‭ ‬شمس‭ ‬بدران‭ ‬عن‭ ‬اعتراف‭ ‬سيد‭ ‬قطب؟‭ ‬ولكنها‭ ‬شهادة‭ ‬تطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬إجابات‭ ‬فلأول‭ ‬مرة‭ ‬يترك‭ ‬للسجين‭ ‬الحرية‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬شكل‭ ‬التحقيق‭ ‬معه،‭ ‬ويسمح‭ ‬له‭ ‬باستخدام‭ ‬الورقة‭ ‬والقلم‭ ‬وأن‭ ‬يكتب‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬تساؤلات‭ ‬كثيرة‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬سيد‭ ‬فى‭ ‬افتتاحية‭ ‬كتابه‭ ‬الاستجواب‭:‬

‭<<<‬

لقد‭ ‬كتبت‭ ‬بيانا‭ ‬مجملا‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬تنقصه‭ ‬تفصيلات‭ ‬كثيرة،‭ ‬كما‭ ‬تنقصه‭ ‬وقائع‭ ‬وبيانات‭ ‬كثيرة‭. ‬ولقد‭ ‬أسيء‭ ‬فهم‭ ‬موقفى‭ ‬وتقدير‭ ‬دوافعى‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬ذلك‭ ‬البيان‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬النحو‭. ‬وأرجو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬المفصل‭ ‬ما‭ ‬يفى‭ ‬بالمطلوب‭ ‬وما‭ ‬يجعل‭ ‬موقفى‭ ‬مفهوما‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭.‬

والله‭ ‬يعلم‭ ‬أننى‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬نفسى‭ ‬ولا‭ ‬قصدت‭ ‬تخليص‭ ‬شخصى‭ ‬بذلك‭ ‬الإجمال‭. ‬ولكننى‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬أعترف‭ ‬بذلك‭ ‬كنت‭ ‬أحاول‭ ‬أولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬حماية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذى‭ ‬عمل‭ ‬معى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬ولكنى‭ ‬الآن‭ ‬وقد‭ ‬بينت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشباب‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬أدواره‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة،‭ ‬وإننى‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أدل‭ ‬عليهم‭ ‬بشىء،‭ ‬فقد‭ ‬ارتفع‭ ‬الحرج‭ ‬عن‭ ‬صدرى‭ ‬فى‭ ‬ذكر‭ ‬كل‭ ‬التفاصيل،‭ ‬مع‭ ‬محاولة‭ ‬ترتيبها‭ ‬ترتيبا‭ ‬زمنيا‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان‭. ‬فإذا‭ ‬غاب‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬ذاكرتى‭ ‬فيمكن‭ ‬السؤال‭ ‬عنها‭ ‬وتذكيرى‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أفوال‭ ‬مجموعة‭ ‬الشباب‭ ‬الخمسة‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭ ‬ممن‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬أقوالهم‭ ‬شىء‭ ‬عنها‭. ‬والترتيب‭ ‬الزمنى‭ ‬التاريخى‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬وسيلة‭ ‬تساعدنى‭ ‬على‭ ‬التذكر‭.‬
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة