التنقيب عن الآثار
التنقيب عن الآثار


مقتل شاب وإصابة 4 فى معركة التنقيب عن الآثار بملوى

أخبار الحوادث

الخميس، 08 فبراير 2024 - 01:06 م

محمود‭ ‬صالح

  الباحثون عن الثراء السريع لا يفرقون بين حرمانية ما يقومون به وبين قيمته التاريخية، هم فقط يبحثون عن القيمة المادية، تلك هي التي تُعنيهم، ومن ضمن هؤلاء، المنقبون عن الآثار، أولئك الذين يقدمون على سرقة آثار البلد، يبيعونها وهي التي لا تقدر بثمن، لا تعنيهم قيمتها التاريخية أو المعنوية، هم فقط يثمنونها، أو بالأحرى، لا يروا فيها إلا المال. ومن أجل المال سيفعلون أي شيء، لكنهم لا يعلمون أن مصيرهم - جراء ما ارتكبوه - هو السجن، تفاصيل أكثر عن آخر جرائم التنقيب عن الآثار في السطور التالية.

كان يلح عليه أنه إن قام بالحفر داخل منزله، سوف يجد مقبرة أثرية، لكنه خاف من التنقيب، لأنه يعرف عقوبة هذه الجريمة، وبعد عدة ايام وتحت تأثير الإلحاح وافق على فكرة شريكه في الجريمة. واتفق الاثنان على التنقيب في بيت الثاني.

الآن هما فقط شخصان، ولن يستطيعا أن يحفرا بمفردهما، وعليه كان لزامًا عليهما أن يتفقا مع أشخاص آخرين، وبالفعل اتفقا مع أربعة أشخاص، وأصبح مجموعهم ستة أشخاص، وبدأوا في أعمال الحفر داخل البيت، الكائن في إحدى قرى مركز تلا بمحافظة المنوفية، كان الأشخاص الستة يقومون بأعمال الحفر وهم يظنون أن أعين الأجهزة الأمنية لا ترصدهم، اعتقدوا أنهم اتخذوا كافة السبل الاحتياطية وأنهم بمنأى عن ضبطهم، لكن عيون أجهزة الأمن كانت ترصدهم، وفي اللحظة المناسبة، داهمت قوات الشرطة البيت، وتم اقتيادهم جميعًا إلى قسم الشرطة.

تعود البداية عندما وردت معلومات وتحريات قطاع الأمن العام بمشاركة مديرية أمن المنوفية،التى افادت بقيام عدد من الأشخاص بالحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار بإحدى القرى بدائرة مركز شرطة تلا، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط (6 أشخاص- يقيمون بدائرة المركز) أثناء قيامهم بالحفر بقصد التنقيب عن الآثار داخل أحد المنازل بدائرة المركز، وبحوزتهم الأدوات المستخدمة في الحفر، وبمواجهتهم اعترفوا بالحفر بقصد التنقيب غير المشروع عن الآثار، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

مقبرة الدم

كانت واقعة التنقيب عن الآثار التي شهدت أحداثها إحدى قرى محافظة المنوفية تختلف تمامًا عن الواقعة التي دارت أحداثها في إحدى قرى مركز ملوي بمحافظة المنيا، الاختلاف بين الواقعتين أن الأولى كان الأشخاص الستة متفقين تمامًا على طريقهم وعلى نيتهم في الحفر، وعلى كيفية بيع الآثار أثناء استخراجها من باطن الأرض.

لكن من قاموا بالحفر والتنقيب عن الآثار في إحدى قرى مركز ملوي لم يكونوا متفقين، بل أن بوادر الخلاف كانت واضحة بينهم وهم بعد لم يبدأوا في أعمال الحفر.

لذلك فور أن تم لهم مرادهم ووصلوا في أعمال حفرهم إلى مقبرة أثرية اختلفوا عليها، وحدثت بينهم مشاجرة دموية وصل مداها إلى مقتل أحدهم وإصابة ٤ أشخاص.

حينها لم يفصح أي أحد من أطراف المشاجرة عن السبب الذي أدى لحدوثها، لكن الناجي الوحيد، والذي لم يصب في المشاجرة، كان يعرف أن جريمة القتل التي حدثت لن تمر مرور الكرام، وأنه سيعرف عاجلاً غير آجل سبب المشاجرة وكيف قُتل أحدهم.

عليه، قرر أن يعترف بكل ما حدث، وحكى أنه كان هناك اتفاق بينه و ٤ أشخاص، على التنقيب عن الآثار، وأنهم فور أن وصلوا إلى المقبرة، وفتحوها اختلفوا على تقسيم ما فيها، هذا الاختلاف كان السبب الرئيسي فيما وصل إليه الأمر.

وأضاف؛ أنه كان من بين طرفي المشاجرة شقيقان، وهما من اختلفا مع بقية المجموعة، لأنهما أرادا أن يتحصلا على النصيب الأكبر، وأن القتيل الذي سقط كان أحدهما، وقد قتل بالخطأ، والآخر عندما رأى أن شقيقه قتل، أصابه الجنون، وقرر أن ينتقم، وبدأت المشاجرة بينهم ووصلت إلى إصابة ٤ أشخاص.

وقتها وصل أمر شجارهم إلى ذويهم، خاصة بعد أن مات أحدهما، حينها تم إبلاغ الجهات الأمنية، والتي حضرت على الفور، وتبينت حدوث مشاجرة بين 5 أشخاص أثناء البحث عن الآثار، وأن أطراف المشاجرة من مركز ملوى، وانتهت المعركة بمقتل شاب وإصابة 4 آخرين.

تحقيقات

قد يظن المنقبون عن الآثار أن الخير هو الذي ينتظرهم، لكن الحقيقة عكس ذلك، لأن الحبس هو مصيرهم، والذي لا مفر منه، ولنا في واقعة التنقيب عن الآثار، التى حدثت داخل أحد عقارات منطقة بولاق أبو العلا أسوة سيئة، عندما داهمت قوات الأمن في محافظة القاهرة، العقار وتم ضبط 5 أشخاص بداخله وهم يقومون بالتنقيب عن الآثار، واقتيادهم إلى قسم الشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة، والتي بدورها حققت في الواقعة، واعترف المتهمون في التحقيق بتفاصيل ما ارتكبوه من جرم.

وعليه جدد قاضى المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة، حبس الـ 5 أشخاص، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وذلك لقيامهم بأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار داخل أحد العقارات بمنطقة بولاق أبو العلا.

وكانت تحقيقات النيابة قد كشفت أنه تم استهداف العقار المشار إليه، وضبط المتهمين حال قيامهم بالتنقيب عن الآثار داخل العقار، وعثر على حفرة بعمق 5 أمتار، بالإضافة إلى أدوات التنقيب؛ وبمواجهتهم اعترفوا بأعمال الحفر داخل العقار المشار إليه، بقصد التنقيب عن الآثار باستخدام الأدوات المضبوطة بحوزتهم.

القانون

في حديثه لـ «أخبار الحوادث»، يوضح الدكتور مصطفى سعداوي، أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة المنيا قائلا؛ إن العقوبات التي تنتظر المنقبون عن الآثار، وفقا للمادة 41 من قانون العقوبات، تنص على أن كل من حاول التنقيب عن الآثار أسفل منزله، يعاقب بالسجن من سنة الـ3 سنوات، بالإضافة إلى غرامة 50 ألف جنيه.

وأضاف: «والعقوبة قد تصل إلى السجن المؤبد حال نجاح المتهم من خلال النبش والتنقيب فى استخراج قطع أثرية، ففى هذه الحالة تقترن جريمة التنقيب بجريمة أخرى، وهي الإتجار فى الآثار». 

اقرأ  أيضا : «الأعلى للآثار» ينفي صحة فيديو عرض تماثيل الأوشابتي بطريقة غير لائقة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة