وفاء حسام الدين حسن أحمد
وفاء حسام الدين حسن أحمد


بقلم واعظة

فلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ

الأخبار

الخميس، 08 فبراير 2024 - 04:26 م

حرم الله عَزَّ وَجَلَّ الظلم، وبَالَغَ مِنْ شَأْنِه وَشُؤْمِهِ أَنَّ نَفَاهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَنْ ذَاتِهِ القُدْسِيَّةِ، وَحَرَّمَهُ عَلَى ذَاتِهِ العَلِيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ «فصلت:46».. كما نهى الله -عَزَّ وَجَلَّ- عن ظلم النفس، والظلم بين أفراد الأمة الواحدة فى كل زمان ومكان -خاصة الأشهر الحرم-؛ لما فيها من تعظيم لحرمات الله كما عظّمت شعائر الله، يَقُولُ تعالى فى الحَدِيثِ القُدْسِيِّ الذى رَوَاهُ أَبِى ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.: «يَا عِبَادِي، إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا» «صحيح مُسْلِمٌ:2577».

ونحن الآن فى شهر مبارك، شهر عظّمه الله وحرمه فى شريعتنا وشريعة من قبلنا من الأمم.. وإن كنا فى شهر من الأشهر الحُرم، فالتزامُ فرائضِ الله فيه أوجب، وانتهاكُ محارمِه فيه أقبح، وإن كان ظُلم النفس مُحرم مطلقًا، فحرمته فى هذا الشهر أعظم.. وظٌلم النفس هنا -فى الآية الكريمة- له وجهان:
أولهما: الظلم للنفس على ظاهر اللفظ.

ثانيهما: الظلم للنفس على ظاهر المعنى، فالمراد بالنفس هنا: عموم المسلمين؛ لأن أهل الملة الواحدة كالنفس الواحدة؛ لأن المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره، وطلب صلاحه، ومحبته الخير، وذلك ما رُوى عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: «مثلُ المؤمنين فى توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ» «متفق عليه».. فالواجب علينا فى هذه الأوقات المباركة تدارك الأمر قبل فوات الأوان، ومنح أنفسنا فرصة للتغير والتأثير وإعادة التأهيل والبرمجة الذاتية الإيجابية؛ لفعل كل ما هو خير ونافع للأمة الإسلامية عملا بقوله -عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ «الرعد: 11».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة