الأحد، 11 فبراير 2024 - 02:11 م

كفر‭ ‬الشيخ:‭ ‬حمدين‭ ‬بدوي

  لحظة غضب، إن تدارك المرء فيها نفسه نجا، وإن سيطر عليه غضبه أهلكه شر هلكة، وهذا ما حدث مع صياد قرية الجزيرة الخضراء، التابعة لمركز مطوبس في محافظة كفر الشيخ، عندما عاد من عمله في حالة غضب شديدة، بسبب مشكلة ما في عمله، حينها لم يتمالك نفسه، وافتعل مشكلة مع زوجته، متهمًا إياها بأن لها في أعمال الدجل والشعوذة، وبأنها وراء هذه المشكلات التي يتعرض له، ووصل الأمر إلى أن أمسك زوجته من عنقها، وخنقها حتى فارقت الحياة، تفاصيل أكثر ترويها السطور التالية.

استيقظ أهالى قرية الجزيرة الخضراء، التابعة لمركز مطوبس، في محافظة كفر الشيخ، على جريمة قتل بشعة، ارتكبها صياد، في حق زوجته، عندما خنقها حتى فارقت الحياة، بسبب مشكلة حدثت بينهما.

“أحمد.م.ح»، شاب يبلغ من العمر 29 عامًا، نشأ فى قرية الجزيرة الخضراء، وأتم تعليمة الإعدادى والثانوى الفنى في مركز مطوبس، بعدها تعرف على فتاة من نفس قريته، دار الحديث بينهما في البداية، وتحول الأمر من مجرد حديث في البداية إلى إعجاب، ثم ارتبطا بعلاقة عاطفية.

حينها تقدم أحمد إلى خطبتها، وفعلا ذهب إلى بيت أبيها وطلب يدها لتكون زوجة له، وافقت أسرتها عندما وجدتها هي الأخرى لديها الرغبة فيمن تقدم اليها، واتفقت الأسرتان على كافة التفاصيل والتجهيزات، وفي الموعد المحدد تم تحديد موعد الزواج.

قرية الجزيرة الخضراء هي إحدى قرى مركز مطوبس التي تقع في البحر المتوسط، وبالتالي فمعظم شباب القرية يعملون في مهنة الصيد، والتى تعد مصدر رزقهم الأول، وبالتالي خرج أحمد هو الآخر ليعمل صيادًا مثله مثل أبناء قريته.

بعد فترة من العمل قضاها احمد في البحر، كان خلالها يعمل ليل نهار، حتى يوفر تكاليف حفل زفافه، استطاع أن يفي بالمطلوب منه، وتمت الزيجة وسط مباركات الأهل والأحباب، وانتقلت العروس مع زوجها للعيش فى شقة الزوجية.

العروس، والتي كانت اسمها صفاء، رأت في زوجها أحمد الملاذ والحماية، وأحمد رأى في زوجته صفاء السكينة والطمأنينة، لذلك كانت بدايتهما الزوجية يعيشان حياة يملؤها الحب والعشرة والتعاون، والتفكير على إقامة أسرة صالحة، وبعد شهور، رزقهما الله بأول مولودهما.

خنق

مثل أي زوجين، كان يحدث بينهما بعض المشكلات، لكنها مشكلات عارضة، تنتهي في يوم وليلة، وطالما أن الود بينهما حاضر، فكل الأمور مهما عظمت، بسيطة.

لكن كل هذه المشكلات التي كانت تحدث بينهما كوم، والهاجس الذي كان يصاب به كوم آخر، فقد كان يظن أن في كل يوم يعود من عمله دون أن يرزق، أن زوجته قد سحرته، وأن لها في أعمال الدجل والشعوذة، وأنها عملت له عمل.

حين عاد «أحمد» من عمله د، بعد يوم عمل كان غير موفق فيه، وقتها كان في حاجة ماسة للمال، لكنه لم يستطع خلال هذا اليوم أن يدبر هذا المال، سوء حال البحر وارتفاع أمواجه كان السبب في قلة صيده، وبالتالي عاد من عمله في حالة غضب شديدة.

دخل البيت وهو على وجهه نظرات غضب شديدة، لا يريد أن يسمع كلمة من أي أحد، وعندما دخل وجد ابنه وثيابه متسخة، فصرخ فى وجه زوجته وانفعل عليها، حينها ردت عليه الزوجة بأنها كانت منشغلة في أعمال المنزل، وسوف تغير ثياب الطفل بعد أن تنتهي من إعداد الطعام، لكن لأن أحمد غاضب في الأساس، عاد إلى ذهنه هاجس أعمال السحر، فظن أن زوجته سببا في قلة رزقه لأنها «عملت له عمل».

حينها أخرج غضبه في زوجته، وأخذ يتهمها بأعمال السحر، وبعد أن أنكرت، زاد حدة التطاول بينهما، وعليه، ضربها، وعندما همت الزوجة للهروب من بين يديه، أمسكها عنوة، ودون أن يدرك أطبق بكلتا يديه على عنقها، ولم يتركها إلا بعد أن فارقت زوجته الحياة بين يديه.

سقطت صفاء جثة هامدة، جلس بجوارها وقد أدرك حينها جرم ما ارتكب، حاول بقدر الإمكان إسعافها، اتصل بالإسعاف و نقلت إلى المستشفى، ولكن كانت قد لقت مصرعها.

«حرمني من بنتي»

في حديثه لـ»أخبار الحوادث»، يحكى الحاج سيد أحمد، والد صفاء، الزوجة المجني عليها، قائلا: «عرفت بما حدث بعد أن تم إبلاغي بأن ابنتي في المستشفى، وعندما ذهبت إلى هناك كانت قد فارقت الحياة، وعرفت بما فعله زوجها، كنت وقتها في حالة جنون، زوجها كان يحبها وهي الأخرى كانت تحبه، كيف ينتهي بينهما الأمر هكذا، كيف يقتل زوجته، ويتهمها أنها تدبر له أعمال سحر، زوجته صغيرة السن، وهو يعرفها حق المعرفة، من قبل أن يتزوجها، وهي كانت أقرب الناس إليه، كيف يصدق أنها تقوم بسحره، ويقتلها لهاجس في نفسه»؟!

وأضاف الأب: «نفسي اسأله ليه عملت كده بنتي كانت تحبك ومخلصة لك، ليه حرمتني منها، لكن ماذا اقول غير حسبي الله ونعم الوكيل، أنا أثق في نزاهة القضاء المصري، وأعرف أني سأخذ حق ابنتي مهما حدث، ومثلما حرق قلبي على ابنتي، سيأخذ العقاب الذي يستحقه».

التحريات

كان اللواء إيهاب عطية، مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطارًا من العقيد أحمد حجازي، مأمور مركز شرطة مطوبس، يفيد بتقديم بلاغ من أهالي قرية الجزيرة الخضراء، بوفاة المدعوة «صفاء.س.أ»، 18 عامًا، ربة منزل، وتقيم بنفس القرية.

على الفور، انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، بقرية الجزيرة الخضراء بمركز مطوبس، محل البلاغ، وكشفت التحريات التي أجراها رجال مباحث مركز شرطة مطوبس، تحت إشراف اللواء أحمد نزيه، مدير مباحث المديرية، والعميد حسن قاسم رئيس المباحث، والمقدم محمد عبد العزيز رئيس فرع البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ، والمقدم أحمد عبد الباعث الفقي رئيس مباحث قسم شرطة مطوبس، عن حدوث خلافات زوجية بين الزوج المتهم وزوجته المجني عليها خلال الفترة الأخيرة.

كما أوضحت تحريات رجال المباحث، أن الزوج المتهم كان يعاني من الوسواس القهري، تجاه زوجته المجني عليها بظنه ارتكابها أعمال دجل وشعوذة بحقه، ويوم الواقعة حاول مواجهتها أكثر من مرة، لكنها أنكرت، بعدها نشبت مشادة كلامية حامية بينهما، وعلى أثر ذلك قرر التخلص منها، بكتم أنفاسها ما أدى إلى مصرعها.

بتوقيع الكشف الطبي على جثة المجني عليها تبين أن سبب وفاتها اسفكسيا الخنق فيما جرى التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة التي امرت بتشريحها لبيان سبب الوفاة، والقبض على الجاني، التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد له في الميعاد.

اقرأ  أيضا : بسبب «الشك» .. قتل حارس العقار ودفن جثته داخل البدروم