محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

صحوة الضمير الأمريكى!!

محمد بركات

الأحد، 11 فبراير 2024 - 08:18 م

كان الأجدر بالرئيس الأمريكى «جو بايدن» أن يستشعر الحرج وأن يشعر بالذنب الإنسانى ووخز الضمير، قبل أن ينطق بتصريحه منذ يومين، الذى قال فيه «إنه يعتقد أن إسرائيل قد بالغت فى ردود افعالها على أحداث السابع من أكتوبر، خلال حربها على غزة».


لأن هذا التصريح الذى يعتبر عمليات القتل والإبادة الجماعية، التى قامت وتقوم بها إسرائيل فى غزة، مجرد مبالغة فى رد الفعل،...، هو تصريح لا إنسانى، حيث إنه لا يقيم وزناً للحياة الإنسانية، بل يتجاهل عن عمد المذابح الوحشية التى ارتكبتها وترتكبها إسرائيل ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين فى غزة، والتى راح ضحيتها حتى الآن ما يصل إلى تسعة وعشرين ألف شهيد وما يزيد عن سبعين ألف مصاب، ويعتبرها مجرد مبالغة فى رد الفعل.
وفى ظل ذلك لا توجد مبالغة فى القول على الإطلاق بأن الولايات المتحدة، وهى صاحبة القول الفصل فى توقف أو استمرار العدوان الإسرائيلى الوحشى على الشعب الفلسطينى،...، قد تجاهلت دورها الإنسانى عن قصد وعمد بانحيازها الكامل لإسرائيل، وأصبحت واقعاً وفعلا متورطة فى استمرار العدوان واستمرار الإبادة،...، فى حين أنها بحكم الواقع والحقيقة، كانت ولاتزال تستطيع إن أرادت بصدق وقف المذابح والمجازر الإسرائيلية المستمرة والتى دخلت شهرها الخامس حالياً دون توقف.
وأحسب أنه أصبح واضحاً لنا ولكل العالم شرقه وغربه، أن الولايات المتحدة هى التى أعطت لإسرائيل الضوء الأخضر لإطلاق حربها الغاشمة والإرهابية على قطاع غزة،..، وأنها هى التى رفضت ولاتزال ترفض إصدار مجلس الأمن الدولى لقرار بوقف إطلاق النار، وأنها استخدمت الڤيتو لوأد كل المحاولات التى جرت لإصدار هذا القرار.


ليس هذا فقط، بل قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل كل ما تحتاجه من أسلحة وذخائر وقنابل وصواريخ، وكل ما تحتاجه وما يلزمها من وسائل الدمار الشامل لاستخدامها فى حرب الإبادة والتدمير على قطاع غزة.
كما قدمت ولاتزال تقدم كل الدعم المالى الذى يمكن أن تحتاجه إسرائيل، للقيام بالمذابح وحرب الإبادة، التى تمارسها بكل وحشية على الشعب الفلسطينى.
وفى هذا السياق، وعلى الرغم من ذلك كله،...، نأمل أن يكون تصريح الرئيس الأمريكى «بايدن» معبراً بصدق عن صحوة للضمير الأمريكى ولضميره الإنسانى، تجاه المأساة المروعة والجرائم الوحشية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة، وأن يتحرك الرئيس «بايدن» لوقف هذه المأساة من خلال قرار واضح ومحدد لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار وتوقف الحرب.
> فهل يفعل ذلك؟!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة