عمرو الليثي
عمرو الليثي


كلمة رئيس إذاعات وتليفزيونات التعاون الإسلامي بمؤتمر «لأجل فلسطين»

محمد طه

الإثنين، 12 فبراير 2024 - 06:04 م

بمشاركة  نخبة من رؤساء الاتحادات والنقابات العربية والأجنبية والبرلمانيين والمؤسسات، من جميع انحاء العالم، عقدت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، والدوائر والمؤسسات والهيئات الشريكة، اليوم الاثنين، مؤتمر  لأجل فلسطين تحت عنوان (جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية)، 

وأكد الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي في كلمته ، تعجز كلماتي عن وصف ما تمر به فلسطين الحبيبة … محنة أليمة تجاوزت ما سبقها من انتهاكات و افتراءات مستمرة علي مر العقود لهذا الشعب الأبيّ الصامد ذي القضية … التي تسكن القلوب و الضمائر ، منتقلة من جيل إلي آخر و مشكلة جرح غائر في جسد الأمة العربية و مناصري الحق و العدالة في شتي بقاع الأرض

وأضاف مع دخول الصراع الدائر في شهره الخامس، قتل بالفعل ما يربو علي 27900 شخص في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية والعدد في ازدياد يومي، بل كل ساعة مخاطرا بحياة المزيد من شعبنا العربي. كما أنه مقرا بافتقاد اساسيات الحياة من انعدام الأمن والبنية التحتية التالفة والخدمة الصحية المتردية.

وتابع أن سياسة القتل الجماعي المنظمة، التي تقوم بها حكومة العدو ضد أبناء وطننا في فلسطين ، صنفتها الأمم المتحدة عام 1948 في اتفاقية خاصة بأنها جريمة دولية، وإبادة جماعية يدينها القانون الدولي، ففي  مقارنة اجراها البروفيسور مايكل سباجات ، المتخصص الغربي في دراسة أعداد قتلي الصراعات العالمية ، مثل الحروب السابقة على غزة، وحرب العراق عام 2003، والصراع في كولومبيا،  و الكونغو الديمقراطية، اكد إن وتيرة القتل في هذه الحرب كانت "مرتفعة بشكل ملفت وخطير"

أما الأمين العام للأمم المتحدة فقد أقر «أن مجلس الأمن الدولي -- المنصة الأولى لقضايا السلام العالمي -- وصل إلى طريق مسدود نتيجة الانقسامات الجيوسياسية»، مضيفا الي ان الخلل الحالي و الاستقطاب الدولي يعد الأخطر والأعمق من مثيله سابقا ، في إشارة الي سنوات  الحرب الباردة، عندما «ساعدت الآليات الدولية الراسخة في إدارة العلاقات بين القوى العظمى» فافتقادنا الان إلى تلك  الآليات  «في عالم اليوم »، ينذر  بالانعطاف الي  حقبة خطيرة من الفوضى العالمية لا يمكن التنبؤ بتبعاتها

أننا أمام مأساة حقيقية تتجسد و تتجدد كل يوم امام أعيننا حيث يعيش مئات الآلاف من نازحي جنوب غزة في ظل أزمة إنسانية تتفاقم لحظيا وتدفع كل شبكة أمان ممكنة إلى حافة الهاوية فهم يغتسلون في مياه البحر الملوثة، وينامون في خيامٍ مكتظة، ويأكلون القليل من الخبز إن استطاعوا العثور عليه، وفي بعض الأيام لا يأكلون على الإطلاق، إضافة الي انعدام الخدمة الإغاثية الطبية لقصف المستشفيات … في اختراق فج لكل المواثيق و الأعراف القانونية الدولية.

ولن أتطرق هنا الي جرائم من نوعية اخري لم نشهدها من قبل : قتل الكلمة و ناقلها و مصورها …

اقر هنا: ان عام 2023  هو الأكثر دموية بين الأعوام الماضية على صعيد الصحافة ، إذ استُشهد في غزّة وحدها ما يربو علي الثمانين   صحافياً، وفق ما ينقل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، و3 صحافيين في لبنان… و الرقم قابل للزيادة اليومية ) مقارنةً بـ86 شهيداً صحافياً على مستوى العالم في عام 2022.

وفي تفاصيل أرقام عام 2023، فقد قضى 94 صحافياً حول العالم، 72 في المئة منهم في غزّة، في أحدث تقرير نشره "الاتحاد الدولي للصحافيين" في الثامن من ديسمبر  الماضي .

لقد أجهزت اسرائيل خلال شهرين علي صحفيين  تجاوز عدد  من  فقدوا حياتهم خلال حرب اميركا في  فيتنام التي استمرت ل٢٠ عاما  ( قتل فيها ٦٣ صحافي)  ،،أيضا،  اكثر من من قتلوا  خلال الحرب العالمية الثانية و التي وصفت بانها الأكثر دموية في التاريخ الحديث …أناس  جريمتهم الاولي هي : نقل الحقيقة و الصورة ..
 
وأوضح الليثي ان ما يجري علي أعين العالم و مسامعه  هي جريمة مكتملة الأركان تضرب بعرض الحائط كل ما اتفقت عليه البشرية من معايير قانونية وأخلاقية( رغم أن الاحتلال طرف في اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية ومنها اتفاقية حقوق الطفل) …   حيث يجب محاسبة القوة القائمة بالاحتلال وجنودها عليها وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.

اننا في هذا الحدث الدولي هدفنا الجماعي هو توحيد الجهود الرامية إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي، وضمان توفير المساعدات الإنسانية غير المشروطة، ومعالجة التطورات الجارية.

لن اكتفي هنا بالشجب و التعبير عن القلق إزاء  جرائم الحرب التي ارتكبتها آلة القتل والتخريب الإسرائيلية، بل ادعو من خلال هذه المنصة ، كل دول اتحاد اذاعات و تلفزيونات  دول منظمة التعاون الإسلامي و العالم ، الي الإسراع بتحركات فعلية رادعة تشمل تحقيقات واسعة تطال القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي.…ان جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة يجب أن تكون  نقطة تحول فارقة في دعم ثوابت القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة معترف بها دوليا على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ، رادا لنا قبلتنا الاولي : الاقصي الشريف
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة