الإثنين، 12 فبراير 2024 - 08:06 م

أصبح من المؤكد للقاصى والدانى على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية، وضوح وثبات الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية، على مر تاريخها وخلال كل مراحلها وتطوراتها بصفة عامة، والأزمات والأخطار التى تتعرض لها بصفة خاصة، وخلال الحرب الوحشية واللا إنسانية التى تتعرض لها حاليا على وجه الخصوص.

والمؤكد أن هذا الموقف ظل ثابتا فى دعمه الدائم والمتواصل واللا محدود للقضية، على مدار السنوات الماضية منذ بدايتها فى عام ١٩٤٨، وصولا إلى حرب الإبادة الشاملة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الآن وطوال الشهور الماضية.

والموقف المصرى يعتمد فى جوهره وأساسه على مجموعة من الأسس الرئيسية القائمة على الإيمان القوى بضرورة حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة كاملة، وأولها حقه فى تقرير المصير الذى تكفله له كل القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

وعلى رأس هذه الحقوق وفى مقدمتها، حقه فى الاستقلال والتحرر والخلاص من الاحتلال، والعيش فى أمن وسلام داخل دولته الفلسطينية المستقلة، القائمة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس العربية.
وتنطلق مصر فى دعمها الدائم والشامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، من إيمانها الكامل بأن القضية الفلسطينية هى قضية القضايا بالنسبة للأمة العربية، وانه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، دون حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكان الدور المصرى واضحا كل الوضوح فى إصراره منذ اللحظة الأولى للعدوان الغاشم على غزة، بتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى عبر معبر رفح، الذى ظل واستمر مفتوحا طوال الأيام الماضية وحتى الآن وعلى مدار الـ٢٤ ساعة.

كما كان الموقف المصرى حاسما وواضحا فى رفض المخطط التآمرى، لتهجير الأخوة الفلسطينيين من وطنهم وإخلاء الضفة الغربية أو قطاع غزة من أهله ومواطنيه.

ورفضت مصر بكل قوة وإصرار استمرار سياسة الحصار التى تفرضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وما تقوم به سلطة الاحتلال من جرائم العقاب الجماعى والإبادة الشاملة وما تمارسه من تجويع ومنع للغذاء والمياه وقطع الكهرباء والاتصالات.
وفى ذات الوقت تواصل مصر حشدها المستمر للمجتمع الدولى للوقوف بإيجابية وفاعلية ضد العدوان، وحثه للقيام بموقف عملى وفاعل لوقف حرب الإبادة اللا إنسانية على غزة.
وهذا الموقف الثابت لمصر ليس مجرد انفعال عاطفى أو وجدانى، بل هو موقف مبدئى ينطلق من رؤية شاملة للسلام فى المنطقة، يسعى من خلالها لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة والدائمة، بتنفيذ حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية.