الكيان الصهيوني يستمر فى قصفه لأهل غزة دون رحمة
الكيان الصهيوني يستمر فى قصفه لأهل غزة دون رحمة


إبادة جماعية للفلسطينيين| الكيان الصهيوني ينفذ خطة «الانتقام المبرر» لمحو غزة

آخر ساعة

الإثنين، 12 فبراير 2024 - 11:42 م

■ كتبت: دينا توفيق

لم يتخل الغرب بقيادة واشنطن عن دعمه للكيان الصهيوني في كل مرة يشن فيها هجمات على الفلسطينيين، أكاذيب وادعاءات وخلق حجج واهية من أجل قصف أهل غزة.. دومًا تسعى الحكومات الغربية ووسائل إعلامها لوضع جيش الاحتلال موضع الضحية حتى يكون هناك تبرير لمجازره  الوحشية.. أعمال إجرامية ترتكبها إسرائيل تستند إلى مبدأ «الانتقام المبرر» الذى تمت صياغته لأول مرة عام 2001.. هناك هدف وراء قيام الكيان الصهيوني في أكتوبر الماضي بمذابحه والإبادة الجماعية للفلسطينيين وهو محو غزة من الخريطة.

◄ الحرب جزء من أجندة استخباراتية عسكرية «إسرائيلية أمريكية» 

◄ محللون: أمريكا انطلقت في مغامرة بـ«حرب طويلة» تهدد البشرية

منذ بداية الحرب فى قطاع غزة، فى 7 أكتوبر2023، كان «نسج الأكاذيب» بمثابة تبرير لمقتل أكثر من 30 ألف فلسطينى، 70% منهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى الدمار الشامل والفظائع التى تفوق الوصف يرتكبها الكيان الصهيوني المدعوم من واشنطن ضد الشعب الفلسطيني.

ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال «دانيال هاجارى» خلال مؤتمر صحفي الذى قال فيه «إنهم سيهاجمون مدينة غزة على نطاق واسع قريبًا جدًا» دون إعطاء جدول زمنى للهجوم. ووفقًا للمحلل السياسى الكندى «ميشيل شوسودوفسكى»، إن مبدأ «الانتقام المبرر» يقترح بعبارات لا لبس فيها أن فلسطين هى «المعتدى» وليس الكيان الصهيونى، وأن للأخير الحق فى الدفاع عن نفسه.

ويضيف شوسودوفسكى: يتم دائمًا التخطيط للعمليات العسكرية مسبقًا، لو كانت «عملية طوفان الأقصى» هجومًا مفاجئًا كما تردده وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، لما أمكن تنفيذ «حالة الاستعداد للحرب» التى أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في نفس اليوم. وتشير خطة «حالة الاستعداد»، التى تم الكشف عنها فى 7 أكتوبر، إلى أنها خطة معدة بعناية. 

◄ اعتراف ضمني
لقد اعترف نتنياهو ضمنيًا، وفقًا لما نشرته صحيفة «هاريتس» الإسرائيلية بأن ذلك كان «علمًا زائفًا» كان يهدف إلى تبرير هجوم إبادة جماعية تم التخطيط له بعناية ضد فلسطين. وقال نتنياهو فى اجتماع لأعضاء الكنيست من حزب الليكود فى مارس عام 2019 «إن جزءا من استراتيجيتنا، عزل الفلسطينيين فى غزة عن الفلسطينيين فى الضفة الغربية»، وإن هدف نتنياهو المعلن، الذى يشكل مرحلة جديدة فى الحرب المستمرة منذ 75 عامًا ضد الشعب الفلسطينى، لم يعد مبنياً على «الفصل العنصرى» أو «الانفصال».

هذه المرحلة الجديدة تتمثل فى «الاستيلاء التام» وكذلك الإقصاء التام للشعب الفلسطينى من وطنه. لقد تم تنفيذ العديد من عمليات الإعلام الكاذبة الإسرائيلية خلال السنوات الـ 25 الماضية.

وعلى الرغم من أنها ذات طبيعة إجرامية، وتؤدى إلى مقتل أبرياء، إلا أنها لم تعترف بها إلا بالكاد من قبل الحكومات ووسائل الإعلام الغربية. ويؤكد السجل التاريخى أن القصد من هذه الأعلام الكاذبة هو التسبب فى إراقة الدماء كوسيلة لتبرير الهجمات ضد الفلسطينيين. وقد قدم رئيس الأركان «شاؤول موفاز» إلى الحكومة الإسرائيلية المخطط الذى يحمل عنوان «تدمير السلطة الفلسطينية ونزع سلاح جميع القوات المسلحة» فى يوليو 2001، وبهدف المخطط – الذى يُقال إنه أُطلق عليه اسم «الانتقام المبرر» - سيتم إطلاقها بعد تفجير انتحارى سيخلف عددًا كبيرًا من الضحايا، وسوف تستمر حوالى شهر، ومن المتوقع أن تؤدى إلى مقتل مئات الإسرائيليين وآلاف الفلسطينيين.

◄ مغامرة عسكرية
ويرى المحلل الجيوسياسى والخبير الاقتصادى السابق فى البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية «بيتر كونيج» أن مفهوم الحرب الطويلة جزء من العقيدة العسكرية الأمريكية؛ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وما يحدث اليوم من إبادة جماعية ضد فلسطين والحرب الدائرة فى اليمن وسوريا وغيرها من البقاع المشتعلة والحرب التى تتكشف فى الشرق الأوسط، ما هو إلا استمرار  للحرب العالمية الثانية. لقد انطلقت الولايات المتحدة فى مغامرة عسكرية، «حرب طويلة»، تهدد مستقبل البشرية. يتم تنفيذ هذه «الحرب بلا حدود» لإحداث أخطر أزمة اقتصادية فى تاريخ العالم، التى أدت إلى إفقار قطاعات كبيرة من سكان العالم؛ فإن العسكرة العالمية جزء من أجندة اقتصادية عالمية. ومن خلال هيكل القيادة الموحدة للجيش الأمريكى يتم تنفيذ العسكرة على المستوى العالمى، حيث يتم تقسيم الكوكب بأكمله إلى قيادات قتالية جغرافية تحت سيطرة البنتاجون. ويلعب مقر القيادة الاستراتيجية الأمريكية (USSTRATCOM) فى «أوماها» بولاية «نبراسكا» دورًا مركزيًا فى تنسيق العمليات العسكرية.

◄ تنسيق أمريكي
لقد أصبح من الثابت الآن أن عملية «حالة الاستعداد للحرب» التى نفذتها إسرائيل، فى نفس يوم عملية «طوفان الأقصى»، التى تضمنت «محو غزة من الخريطة» تم تنسيقها بعناية مع الجيش والاستخبارات الأمريكية؛ وهو جزء من أجندة عسكرية أوسع نطاقًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا تدعم واشنطن الإبادة الجماعية فحسب، بل تشرف على محكمة العدل الدولية. وعلى الرغم من أن المبادرة القانونية التى قدمتها جنوب أفريقيا كانت موجهة ضد الكيان الصهيونى، فإن سلوك الإبادة الجماعية هو أمر مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يتعاون عملاء الجيش والاستخبارات الأمريكية بشكل مباشر مع نظرائهم الإسرائيليين. لم ترفض محكمة العدل الدولية فقط اقتراح «وقف إطلاق النار»، الذى كان جزءًا من مطلب جنوب أفريقيا، بل فشل حكمها الصادر فى 26 يناير 2024 فى التشكيك فى دور حكومة نتنياهو الائتلافية، التى كانت تسعى إلى حد كبير إلى التخطيط وأجندة عسكرية شاملة لشن حرب موجهة ضد فلسطين بدعم من واشنطن.

◄ تضارب مصالح
وفي هذا الصدد، فإن رئيسة محكمة العدل الدولية «جوان دونوجو»، هى المستشارة القانونية السابقة للرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما» ووزيرة الخارجية السابقة «هيلارى كلينتون» وفى جميع جوانب القانون الدولي، فى حالة تضارب فى المصالح. فى حين أن المادة 2 من النظام الأساسى لمحكمة العدل الدولية «تنص على أن المحكمة يجب أن تتكون من قضاة مستقلين»، فإن ممارسة عزل القاضى، خاصة فيما يتعلق برئيس محكمة العدل الدولية، تكاد تكون مستحيلة. ومع ذلك، لا بد من إثارة مسألة «تضارب المصالح»، خاصة أن القاضية دونوجو تأخذ تعليماتها من واشنطن، وفقًا لشوسودوفسكى. وقد منحت المحكمة جيش الاحتلال، بتأييد كامل من إدارة الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، الضوء الأخضر بتفويض مطلق لمواصلة وتصعيد الإبادة الجماعية.

وفي نفس اليوم 26 يناير، أكد نتنياهو أن الإبادة الجماعية مستمرة وستستمر. وتُرتكب الآن أعمال إجرامية فى الضفة الغربية المحتلة، مصحوبة بزيادة فى انتشار قوات جيش الدفاع الإسرائيلى. وفى غزة، أمر قادة جيش الدفاع الإسرائيلى جنودهم «بإضرام النار فى منازل المدنيين لمجرد العقاب».

وبعد أيام قليلة فقط من صدور قرار المحكمة فقد تم الإعلان عن خطط لإنشاء شبكة من المستوطنات اليهودية فى غزة. وبعد ذلك، أمرت إدارة بايدن، رداً على نتنياهو، بقطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، الذى من المتوقع أن يؤدى إلى مجاعة وانهيار كامل للخدمات الاجتماعية. إن تقليص تمويل الأونروا هو جزء لا يتجزأ من مشروع حكومة نتنياهو المصمم لإثارة مجاعة جماعية فى جميع أنحاء قطاع غزة.

إن المذابح التى ترتكب بحق الفلسطينيين، وتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة والمجاعة لـ 2.3 مليون، جزء مما يرتكبه الكيان الصهيونى بحق الفلسطينيين منذ عقود بمواصلة الإبادة الجماعية المستمرة الآن ولكن بسرعة فائقة. هؤلاء الساسة الغربيون الذين يؤيدون بشكل لا لبس فيه الفظائع الموجهة ضد الشعب الفلسطينى متواطئون فى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. إن ثمن هذه الفظائع والمعاناة التى تلحقها إسرائيل بفلسطين سيكون باهظًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة