لقطة من الفيلم الفلسطينى « لا أرض أخرى»
لقطة من الفيلم الفلسطينى « لا أرض أخرى»


«برلين السينمائى» على صفيح ساخن| انسحابات واعتراضات ومعارك تهدد المهرجان قبل افتتاح دورته الـ٦٤ غداً

هويدا حمدى

الثلاثاء، 13 فبراير 2024 - 05:46 م

غداً، الخميس ١٥ فبراير،تنطلق الدورة الرابعة والستون لمهرجان برلين السينمائى الدولى والتى تستمر حتى ٢٥ فبراير ٢٠٢٤، ويواجه المهرجان - المعروف بدعمه لصناع الأفلام الإسرائيليين، والاهتمام بالأفلام التى تتناول تاريخ اليهود والترحيب بها - أزمة حقيقية فى ظل اشتعال المعركة بين مؤيدى فلسطين أو إسرائيل من صناع السينما والترفيه، ولأن الحرب على غزة هى حديث الشارع فى برلين، لم يكن من المنطقى تجاهلها، أو تجاهل الخلاف الذى فرض نفسه على المشهد فى صناعة الترفيه فى العالم، والصحوة التى يعيشها الأجيال الشابة التى تشارك بقوة فى مظاهرات غاضبة على الأرض وعلى مواقع التواصل الاجتماعى تدافع عن حق الشعب الفلسطينى فى أرضه وتدين المجازر وحرب الإبادة التى تمارسها إسرائيل فى غزة بدعم أمريكا وبعض الدول الأوروبية منها ألمانيا.

هنا أدركت إدارة المهرجان أنه لابد من الاعتراف بمعاناة «الجميع» كما جاء فى بيان مديرى المهرجان مارييت ريسنبيك وكارلو شاتريان فى المؤتمر الصحفى الذى أقيم من شهر تقريباً لإعلان تفاصيل المهرجان وقالا فيه « نعرب عن تعاطفنا مع جميع ضحايا الأزمات الإنسانية فى الشرق الأوسط وأماكن أخرى، ونريد أن يتم الاعتراف بمعاناة الجميع وأن يكون برنامجنا مفتوحاً لمناقشة وجهات نظر مختلفة» وأضاف البيان « نحن قلقون من انتشار معاداة السامية والاستياء من المسلمين وخطاب الكراهية فى ألمانيا والعالم، وباعتبارنا مؤسسة ثقافية فإننا نتخذ موقفاً حازماً ضد جميع أشكال التمييز ونلتزم بالتفاهم بين الثقافات» . 

لتعزيز الحوار السلمى يقيم المهرجان هذا العام ما يسمى بالبيت الصغير يديره الألمانى شاى هوفمان وهو من أسرة إسرائيلية واللاجئة الفلسطينية بألمانيا جوانا حسون، وسيعمل الاثنان لتعزيز الحوار والتفاهم.

ويؤكد تقرير بمجلة «هوليوود ريبورتر» أن صناع الأفلام سيعلنون خلال المهرجان موقفهم من الحرب،وقد طُلب منهم ذلك» وأكد التقرير  أن عدداً قليلاً من المخرجين سحبوا مشاركتهم قبل أيام احتجاجاً على دعم الحكومة الألمانية لإسرائيل، منهم المخرج أيو تساليثابا وهو مخرج غانى كان سيشارك فيلمه « Atmospheric Arrivals» فى أحد أقسام المهرجان، لكنه أعلن انسحابه على مواقع التواصل الاجتماعى معرباً عن تضامنه مع أكثر من ألف فنان أيدوا دعوة «إضراب ألمانيا» وهى دعوة لرفض استخدام المؤسسات الثقافية الألمانية لسياسة قمع حرية التعبير وتحديداً التعبير عن التضامن مع فلسطين.

وتوالت الاحتجاجات التى وضعت المهرجان على صفيح ساخن، أهمها احتجاج أكثر من مائتين من العاملين فى صناعة السينما فى ألمانيا وخارجها، ضد الدعوات الموجهة إلى أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا،وهو الحزب اليمينى المتطرف،لحضور حفل الافتتاح، وأعرب المحتجون عن غضبهم خاصة أن هذا لايتوافق مع التزام المهرجان بأن يكون مكاناً للتعاطف والوعى والتفاهم.

ومن أجل احتواء الأزمة قررت إدارة المهرجان سحب دعوتها لأعضاء الحزب اليمينى المتطرف، وعددهم خمسة،وصرحت إدارة المهرجان بأنهم غير مرحب بهم فى المهرجان الذى يتخذ موقفاً ضد معاداة السامية والمسلمين وخطاب الكراهية.. جدير بالذكر أن حزب البديل لألمانيا يتبنون سياسة عنصرية معادية للمسلمين واللاجئين السياسيين ولديهم خطة للترحيل الجماعى لكل اللاجئين فى ألمانيا.

يعرض المهرجان هذا العام عدداً كبيراً من الأفلام عن اليهود، منها «Shikun» لعامرى جيتاى بطولة إيرين جاكوب وممثلين إسرائيليين آخرين، تدور أحداثه حول مجمع سكنى فى النقب، و» صنع فى إنجلترا»وهو فيلم وثائقى طويل عن المخرجين البريطانيين مايكل باول وإيمريك بريسبرجر الذى كان لاجئاً يهودياً مجرياً فى إنجلترا، والفيلم الرومانى « الأسبوع المقدس» لأندريه كوهين، عن قصة يهودى يعانى من معاداة السامية، وفيلم « بين المعابد « لناثان سيلفر، يدور حول منشد يهودى يعيش أزمة إيمان، و» استياء جليب أوساتينسكي» عن مراهق يهودى متمرد فى الاتحاد السوفيتى فى التسعينيات، والفيلم القصير « الفراشة» عن حياة سباح يهودى يواجه العنف النازى.

فى المقابل سيعرض المهرجان فيلمين فلسطينيين فقط، فيلماً وثائقياً وآخر قصيراً، الوثائقى « No Other Land» لباسل عدرا، والقصير « سكون» للمخرجة الفلسطينية الأردنية دينا ناصر،وهو بمشاركة مصرية.

وللسينما العربية فيلم لبنانى وثائقى هو « Diaries from Lebanon» لمريم الحاج، وفيلم جزائرى وثائقى « وقائع حقيقية حدثت فى القرن الماضى بمستشفى الطب النفسى بالبليدة»، وفى المسابقة الرسمية يشارك الفيلم التونسى « ماء العين» لميريام جوبار،تدور أحداثه حول مأساة عائلة تونسية،تم استقطاب اثنين من أبنائها وضمهما لداعش.. وتشارك موريتانيا بفيلم لعبد الرحمن سيساكو هو « شاى أسود»، تدور أحداثه حول إمرأة من ساحل العاج تقع فى حب تاجر صينى.

تتنافس فى المسابقة الرسمية على الدب الذهبى والفضى ٢٠ فيلماً ، بينها فيلم الافتتاح «Small Things Like This» وهو فيلم إيرلندى يدور حول الإساءة للنساء الساقطات واللاتى يتم تشغيلهن فى المغاسل التى تديرها الكنيسة،يشارك فى بطولة الفيلم كيليان ميرفى.

ترأس لجنة التحكيم هذا العام النجمة الكينية المكسيكية لوبيتا نيونجو وهى أول إمرأة سوداء ترأس لجنة التحكيم فى تاريخ المهرجان.

سيمنح المهرجان هذا العام المخرج الكبير مارتن سكورسيزى جائزة الدب الذهبى الفخرية عن إنجازاته مدى الحياة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة