كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وقت القمة العربية

كرم جبر

الثلاثاء، 13 فبراير 2024 - 06:29 م

إنه الوقت لعقد قمة عربية طارئة، فلن يكون محتملاً أن يذهب الناس لصلاة التراويح وطقوس أذان المغرب فى رمضان، بينما يسقط الشهداء فى غزة ورفح بالآلاف.

لن يكون محتملاً أن يفطروا على موائد الدم، ويهرعوا إلى المستشفيات فى صلاة الفجر، يحملوا الأطفال والشهداء والجرحى والمصابين بالاختناق بسبب غازات القنابل السامة.

لن يكون مطلوباً من القمة استخدام أسلحة قديمة مثل البترول أو تجميد العلاقات أو اللاءات الثلاثة، ولن يكون مطلوباً منها المزايدة على مشاعر الجماهير أو المواقف الكلامية.

يكفى توجيه رسالة للعالم بأن العرب جميعاً يد واحدة ضد الاغتيال الممنهج، وضد الجرائم الإجرامية التى تُرتكب كل يوم، وضد أن يكون الشعب الفلسطينى رهينة لعصابات القتل والدمار.

الفرصة سانحة أكثر من أى وقت مضى لاستثمار الوضع المأساوى للفلسطينيين لطرح مشروع سلام عربى، برؤية جديدة تقبل التطبيق على أرض الواقع، لأن أحداً فى المجتمع الدولى لن يمد يد المساعدة.

مشروع سلام عربى يناقش بقوة وشجاعة مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار، ولمن الحكم بعد أن فشلت تماماً صيغة حكومة الضفة وحكومة غزة، واستغلت إسرائيل هذا الخلاف لصالحها، وعطلت أى حديث عن السلام بزعم أنها لم تجد من تتحدث معه.

هل يمكن أن تظل الفصائل الفلسطينية مسلحة، وترفع شعار الجهاد من النهر حتى البحر، بعد أن حطمت إسرائيل معظم القدرات القتالية لحماس، واغتالت من قادتها عدداً كبيراً، وتستهدف الآن الوصول إلى الصف الأول من القيادات؟

لم تحقق العمليات المسلحة أهدافها وكانت إسرائيل تنتظر الأعمال الفدائية لتبرر وحشيتها كرد فعل، وهل تقبل إسرائيل وجود قادة حماس فى المنظومة السياسية، بعد أن نجحت فى دمغهم بالإرهاب، ويؤيدها الغرب وأمريكا؟ وكيف تفكر الدول العربية فى إيجاد حل لهذه الإشكالية؟

لكل دولة ارتباطاتها وظروفها السياسية التى تحتم عليها اختيار أسلوب التعامل مع أحداث غزة، ولكن هناك حداً أدنى لا يختلف عليه أحد.

فالعالم كله الآن يتحدث عن حل الدولتين بطريقة غير مسبوقة، وفى التفاصيل تكمن شياطين كثيرة، أولها إسرائيل التى تبذل قصارى جهدها لإفساد أى محاولة للتهدئة وإحلال السلام فى المنطقة.

إسرائيل تريد التطبيع والعلاقات الاقتصادية والاندماج فى المنطقة دون أن تدفع شيئاً، وتتصرف بطريقة من يريد هدم المعبد فوق الرؤوس، وتورط أمريكا فى حروبها الصغيرة، فى فترة من أضعف فترات رؤساء البيت الأبيض.

ومجرد أن يجلس الزعماء العرب فى قاعة اجتماعات واحدة، يصرخون بنداء وقف الحرب وإحلال السلام، سيعلم العالم كله أننا أمة مازالت الروح تدب فيها، ولم يلفظ الإجماع العربى أنفاسه فى غزة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة