ارشيفية
ارشيفية


الأوقاف: السعي إلى المساجد من أكثر الأعمال التي يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات

ناريمان محمد

الخميس، 15 فبراير 2024 - 10:11 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة  وزير الأوقاف، إن مكانة المساجد في الإسلام عظيمة، يقول الحق سبحانه: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا الله فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (التوبة: 18)، لذا كان أول ما بدأ به النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر من مكة إلى المدينة هو تأسيس المسجد النبوي الشريف، واختار له المكان الذي بركت فيه ناقته (صلى الله عليه وسلم) فاشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه, وأسهم في بنائه بنفسه، "فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين بركَت به راحلتُه: هذا – إن شاء الله – المنزلُ. ثمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغُلاَمَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ، لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالاَ: لاَ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا.. "(صحيح البخاري).

وأضاف" قد وصف الله تعالى عباده المؤمنين الذين يسعون إلى المساجد بالرجال فقال سبحانه:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ واللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (النور: 36 - 38)، وفي ثواب السعي إلى المساجد يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ الله لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ" (متفق عليه)، وهو من أكثر الأعمال التي يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله! قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ" (صحيح مسلم).

وتابع "عمارة المساجد تكون مبنى ومعنى، مبنى: ببنائها، ونظافتها، وطهارتها، والاهتمام بها، ففي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله بَنَى الله لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ" (متفق عليه)، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه):"أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ (أو شابًّا) ففقدها رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات قال: أفلا كنتُم آذَنْتُموني قال: فكأنهم صَغَّروا أمرَها فقال: دُلُّوني على قبرِها، فدَلُّوه، فصلَّى عليها ثم قال: إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها وإنَّ الله (عز وجل) يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم"(صحيح مسلم).

وأضاف"معنى: بالذكر، والصلاة، وقراءة القرآن، ومدارسة العلم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):"مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ" (صحيح مسلم)، وعنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ(رضي الله عنه) قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟"، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: "أفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ الله (عز وجل)، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبل"(صحيح مسلم).

وذكر " فما أجمل عمارة بيوت الله (عز وجل)، ولا سيما ونحن في هذه الأيام المباركة على عتبات الشهر الكريم تلك الأيام التي تتعلق فيها القلوب ببيوت الله عز وجل .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة