جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

فلسطين الدولة.. والهوس الصهيونى

جلال عارف

الجمعة، 16 فبراير 2024 - 10:11 م

يعرف نتنياهو قبل غيره زيف ما يكرره هو وحلفاؤه فى حكومة الإرهاب عن أن إسرائيل ستنقل مليون ونصف مليون فلسطينى من «رفح» إلى «مناطق آمنة» فى الشمال قبل أن ترتكب جريمة اقتحام المدينة.. فلايوجد مكان آمن فى كل غزة بعد حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل منذ أربعة شهور، ولا مجال إلا لمذبحة إسرائيلية غير مسبوقة يرفضها العالم كله لن تكون لها نتيجة إلا تفجير الموقف فى كل المنطقة ونسف ما تبقى من ركائز الاستقرار ومن آمال السلام.

ويعرف نتنياهو أن إسرائيل لا تستطيع تحمل تكلفة اقتحام غزة وهى المنهكة عسكرياً واقتصادياً والمعزولة دولياً.. ومع ذلك، ورغم الضغوط الداخلية والخارجية، فإنه سيفعل المستحيل لكى يستمر فى حرب الإبادة التى يشنها على الفلسطينيين، حتى وهو يعرف أن اقتحام غزة لا يعنى فقط فقد الرهائن والمزيد من الخسائر العسكرية وإضافة فشل جيد لسلسلة الفشل فى كل شيء إلا فى القتل والتدمير.

نتنياهو مستعد لأن يشعل المنطقة ويحرق العالم كله.. ليس فقط لكى يهرب من مصير ينتظره بعد الحرب وخروج مهين من الحكم إلى المحاكمة والسجن.. ولكن لأنه يعرف أن استحقاقات اليوم التالى للحرب ستكون نهاية لحلمه الصهيونى الذى يتشارك فيه مع زعماء عصابات اليمين الإرهابى والذى يرفض الاعتراف بأى حقوق للشعب الفلسطيني.. بل وبأى وجود فلسطينى فيما يعتبره أرضاً لليهود فقط فى كل حدود فلسطين التاريخية.

قد يناور نتنياهو مع الجميع، ولكنه ليس بعيداً عن كل حلفائه فى حكومة الإرهاب الذين وصفوا الفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية «!!» والذين طالبوا بإلقاء القنبلة النووية على غزة «!!» والذين لا يعرفون مستقبلا للفلسطينيين إلا القتل أو التهجير«!!».. لقد عاش نتنياهو سنوات يحلم بمثل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التى كان تشكيلها- فى حد ذاته- إعلاناً بحرب قادمة حتى ولو لم يحدث ٧ اكتوبر «!!» ولو بقيت غزة هادئة لكان الانفجار قد بدأ فى القدس والضفة التى لم تتوقف فيها يوما العربدة الصهيونية!!

لهذا سيفعل نتنياهو المستحيل لكى يستمر فى حرب الإبادة ولإفشال كل جهود التهدئة.. ولهذا أيضا نرى هذه «الهستيريا» الصهيونية التى انفجرت على ما تم تداوله عن إقرار من أمريكا وحلفائها فى الغرب بأنه لابديل عن اعتراف دولى كامل بالدولة الفلسطينية، وبأن مقترحاً أمريكيا يتم إعداده بهذا الشأن تسابق  وزراء نتنياهو فى رفض أى حديث عن «الدولة الفلسطينية» وسبقهم نتنياهو نفسه الذى ذهب فى العام الماضى لأمريكا حاملاً خريطة تشطب فلسطين من الوجود مؤكداً أن فكرة الدولة الفلسطينية تتعارض مع أمن إسرائيل، وأنه لن يسمح بها مطلقاً!

مازال مبكراً الحكم على مقترحات أمريكا التى لم تعلن رسمياً لكن الهستيريا الإسرائيلية مفهومة لأنها تدرك أن أوهام تصفية القضية الفلسطينية قد سقطت، وأن العالم يسلم الآن بأن قيام دولة فلسطين لا يمكن أن يكون رهينة لدى «الفيتو» الإسرائيلى أو الأمريكى، ولأن الرهان على الصفقات المشبوهة والتطبيع المجانى ثبت فشله. ويبقى الأهم فى تأكيد عربى جديد بأن دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو ٦٧ وعاصمتها القدس العربية هى شرط الأمان  والاستقرار للمنطقة وللعالم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة