جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

"الڤيتو" الأمريكى.. جاهز كالعادة!!

جلال عارف

الأحد، 18 فبراير 2024 - 08:53 م

فى الوقت الذى تتفق فيه دول العالم (بما فيها أمريكا نفسها) على التحذير من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا نفذت إسرائيل مخططاتها باقتحام مدينة "رفح".. إذا بمندوبة أمريكا فى مجلس الأمن تعلن مقدماً رفض مشروع القرار الذى تقدمت به الجزائر (العضو العربى فى المجلس) لإيقاف إطلاق النار فى غزة لأسباب إنسانية ولإغلاق الباب أمام محاولة الدفع نحو التهجير القسرى للفلسطينيين!!


الحجة التى تطرحها أمريكا أن القرار لن يحقق النتائج التى ستحققها الصفقة التى يجرى التفاوض عليها وخاصة ما يتعلق بتحرير الرهائن والأسرى، والتى مازالت تواجه عقبات كثيرة رغم الجهود التى تبذل من أجل إتمامها.. وهو ما يعنى أن حرب الإبادة مستمرة، وأن قتل المدنيين الفلسطينيين لن يتوقف، وأن حرب التجويع التى تشنها إسرائيل تفتك بالفلسطينيين كما تفعل القنابل التى حصدت حتى الآن ما يقرب من ثلاثين ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء.
والأسوأ أن إسرائيل مستمرة فى الاستعداد لارتكاب "الكارثة" واقتحام "رفح"، وأن نتنياهو يؤكد أنه ذاهب للحرب فى "رفح" فى كل الأحوال وحتى لو تم الاتفاق على تبادل الرهائن والأسرى (!!) وأن كل ذلك يترافق مع احتمالات أكبر للتوسع فى الحرب مع اشتعال الموقف على الحدود اللبنانية، ومع وضوح أن استمرار الحرب أصبح سلاح نتنياهو وزعماء عصابات التطرف للبقاء فى الحكم والابتعاد عن المحاسبة!!


عودة "الڤيتو" الأمريكى من أجل أن تستمر المذابح الإسرائيلية وأن تتفاقم المأساة الإنسانية فى غزة، أمر لا يمكن تبريره. أمريكا تعرف جيداً أن الرهائن لدى المقاومة كان يمكن أن يفرج عنهم فى اليوم الأول إذا قبلت إسرائيل أن تفرج عن الأسرى الفلسطينيين. وتعرف أيضا أن المذابح لن تحرر الرهائن المدنيين بل التفاوض، وأن نتنياهو لا يشن حرب الإبادة من أجل الرهائن، بل من أجل قتل الأطفال وتدمير الحياة فى كل فلسطين والضغط من أجل التهجير القسرى ولو أدى ذلك لتفجير المنطقة كلها.


تضيّع أمريكا فرصة لأن تقول لنتنياهو إن تأييد أمريكا لن يكون بلا حدود، وإنها - بالفعل - لا تريد المزيد من المذابح ولا تسمح بمخطط التهجير القسرى. لو قالت أمريكا "نعم" لكان على نتنياهو وحلفائه من زعماء عصابات الإرهاب الصهيونى أن يعيدوا حساباتهم الكارثية، لكن أمريكا اختارت أن تظل مع "الڤيتو" الذى يعنى استمرار المذبحة الإسرائيلية.. ولا شك أنها تعرف العواقب!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة