عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: لا تدع الشيطان يطرق بابك!

عصام السباعي

الإثنين، 19 فبراير 2024 - 09:17 م

أيام صعبة تمر بها مصر وكل المنطقة، وبرغم صعوبة الأوضاع، مازلت عند تفاؤلى بأن الأبواب المغلقة ستنفتح، وأن الأزمات مهما طالت أو استحكمت فإن أملنا كبير بالتخطيط والعمل والاستعداد، في أنها سوف تنفرج، ولم يغادرنى التفاؤل لحظة، ولم أفقد إيمانى ولا ثقتى أبداً فى شعب بلادي وجيش بلادي وقادة بلادي، فبكل تلك القوى نجحنا فى تجاوز عقبات كثيرة، وبها واجهنا مؤامرات عديدة، وتخطينا أمواجًا عاتية دون أن تغرق المركب أو تجنح هنا أو هناك.

وفى اعتقادى أن هناك مفاتيح أساسية لأى أزمة كبرى، لطالما ركزت عليها فى العديد من المقالات، وكنت دائمًا دقيقًا عند الحديث عنها، وهى التخطيط والعمل والأمل والتفاؤل والإيمان والثقة، ولم تكن كل هذه المفاتيح خافية على أصحاب المؤامرات والأجندات، وكان همهم الأول هو تحطيمها، وعلى تلك الخلفية يمكن أن نفهم السر وراء المحاولات التى لا تتوقف والتى تهدف إلى نشر الشائعات من أجل نشر القلق والإحباط، وتلويث نهر الثقة الذي ينبع من قيادات الوطن وينتهى بالمواطن، ودفع الضعفاء إلى الخطيئة الكبرى، وهى الاستجابة لنزغ الشياطين التى تطرق أبوابنا بلا كلل ولا ملل فى كل الأوقات، وتغير من أشكالها وألسنتها من أجل الهدف الكبير، وهو محاولة إغراقه، أو على الأقل تعطيله عن المسير، وتنفيذ الأهداف الكبرى، للمؤامرة الكبرى التى تتعرض لها المنطقة.

أدخل فى قلب الموضوع مباشرة، وأخاطب كل مواطن مصرى بأن يعرض على عقله كل كلمة يسمعها وكل مشهد قد يراه هنا أو هناك، حيث نتعرض لأضخم موجات القصص الخبيثة والشائعات الملفوفة فى ورق الشيطان، من أجل تحطيم أصلب وأقوى وأثمن ما نملك، وهو جبهتنا الداخلية، وإحداث الشروخ فى تماسكنا، تلك الجبهة الصلبة التى قهرنا بها العدوان الثلاثي، وتجاوزنا بفضلها النكسة وحققنا بها معجزة انتصار أكتوبر 73، وتداركنا من خلالها فى 30 يونيو، خطر الوقوع فى براثن مؤامرة الإخوان ومن خلفهم، وكم نحن بحاجة إلى أن نحافظ على تماسكنا، وعلى أمننا القومي، وسط الظروف الحالية التى تموج بها المنطقة، ولا أقول العالم، فأنا من الذين لا يفصلون ما بين ما تواجهه الصين من مناوشات، وما تتعرض له روسيا من مخاطر، والفواتير التى تسددها أوكرانيا من أجل عيون أمريكا، وما يحدث فى منطقتنا من توزيعات، وما تسفر عنه الاجتماعات السرية فى عواصم عالمية مثل لندن وبرلين وباريس وواشنطن ونيقوسيا!
المؤكد أن جهود الدولة المصرية بجميع مستوياتها المعلن وغير المعلن سوف يسجله التاريخ بحروف من نور، فإخلاصها للوطن والمواطن المصرى باختلاف موقعه، لا يقبل الجدل ولا الدجل، وكذلك الأمر بالنسبة لالتزاماته نحو الأشقاء من المحيط للخليج، كلها واجبات وطنية، وأمر غير قابل للنقاش، فقد أثبت التاريخ كل ذلك فيما يتعلق بالأمس ولا يمكن أن ينكره أى محلل منصف اليوم، ولا يمكن أن يتوقع غير ذلك غدًا، ويبقى فى النهاية دورنا فى أن نواصل العمل ونتمسك بالعلم والأمل، وأن يزداد رصيد ثقتنا بجيشنا وقادتنا ومواقفنا وتحركنا الدبلوماسى المتكامل، وأهم ما يجب أن نفعله هو تجاهل تلك الشياطين التى تنتشر وسطنا، وتحاول أن تنال من أمننا ومستقبلنا ووطننا، ومثل تلك الشياطين تحتاج إلى أن نضربها هى ومن معها بنعالنا، وليس أن نفتح لهم أسماعنا.

ودائماً ودوماً وأبداً .. تحيا مصر.

◄ بوكس

معظم النار لو تعلمون من كرة القدم!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة