حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

السيسى وأردوغـان ودا سيلفا اتفقوا فـى السياسة والاقتصاد 

الأخبار

الأربعاء، 21 فبراير 2024 - 09:01 م

شهدت الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضى حدثين فى غاية الأهمية بزيارة زعيمين لهما وضعهما الدولى المهم والمؤثر والمناصر للموقف المصرى فى عدد من القضايا خاصة القضية الفلسطينية، وهما الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا واستقبلتهما العاصمة المصرية يومى الأربعاء والخميس الماضيين 14 و15 فبراير.

كما جاءت جلسات الاستماع بمحكمة العدل الدولية التى بدأت الاثنين الماضى 19 فبراير وتستمر سبعة أيام بناء على طلب جويتريش الأمين العام للأمم المتحدة، وشاركت مصر فى الرأى الاستشارى أمس الأربعاء بعد مذكرة مكتوبة حول السياسات والممارسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967..

وكان أهم ما خرجت به مباحثات يوم 14 فبراير هو توقيع الرئيسين عبد الفتاح السيسى ورجب طيب أردوغان على الإعلان المشترك عن تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا.. وكان الرئيس السيسى والسيدة قرينته انتصار السيسى فى استقبال الرئيس أردوغان والسيدة قرينته أمينة أردوغان بمطار القاهرة.. 

وعقب المباحثات الموسعة للرئيسين عقدا مؤتمراً صحفياً تحدثا فيه عن أن زيارة أردوغان للقاهرة هى أول زيارة له إلى مصر منذ 12 عاماً، وتأتى لفتح صفحة جديدة بين البلدين بما يثرى العلاقات الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح.. وكشف الرئيس السيسى عن اهتمامه بإبراز التواصل الشعبى خلال السنوات العشر الماضية وتطور العلاقات التجارية والاستثمارية ونموها نمواً مطرداً خلال تلك الفترة مشيراً إلى أن مصر حالياً هى الشريك التجارى الأول لتركيا فى أفريقيا. كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية، وسنسعى معاً لرفع التبادل التجارى إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة وتعزيز الاستثمارات المشتركة..

وأعرب الرئيس السيسى عن اعتزازه بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا فى قطاع غزة أخذاً فى الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تعسف على دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع..
وأعلن الرئيس عن أن المباحثات بين الجانبين قد شهدت توافقاً على ضرورة وقف إطلاق النار فى القطاع بشكل فورى وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام فى أقرب فرصة وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. 

وقال الرئيس فى كلمته: «أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبى بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية..» واختتم الرئيس كلمته معرباً عن تطلعه لتلبية دعوة الرئيس أردوغان لزيارة تركيا فى أبريل المقبل لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين..

وأكد أردوغان أنه ينتظر زيارة الرئيس السيسى إلى أنقرة من أجل عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى الذى سيكون بمثابة مرحلة جديدة فى العلاقات الثنائية بين البلدين وأوضح الرئيس أردوغان أن محادثاته مع الرئيس السيسى تضمنت وضع هدف لرفع التبادل التجارى ليصل إلى 15 مليار دولار فى أقرب وقت مؤكداً عزم بلاده على زيادة حجم الاستثمارات التركية فى مصر بحدود 3 مليارات دولار..

وفى اليوم التالى يوم الخميس 15 فبراير وتزامناً مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى نظيره البرازيلى لولا دا سيلفا بقصر الاتحادية.. 

تناولت مباحثات الزعيمين السيسى ودا سيلفا العلاقات الثنائية المتميزة والتنسيق المشترك فى المحافل الدولية فى ضوء الثقل الإقليمى لكلتا الدولتين وجهودهما المشتركة لتطوير وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية لتعكس بشكل أكثر عدالة مصالح دول الجنوب، وكذلك فى ضوء عضويتهما فى مجموعة بريكس، بالإضافة إلى رئاسة البرازيل مجموعة العشرين هذا العام ودعوتها مصر للمشاركة كضيف فى اجتماعات المجموعة.. 

وخلال المؤتمر الصحفى المشترك أكد الرئيس السيسى اتفاقه مع الرئيس البرازيلى على أهمية إيقاف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن والمسجونين وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع حفاظاً على أرواح المدنيين وصولاً لإطلاق مرحلة ما بعد الحرب من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.. وأشار الرئيس أن البرازيل من أولى الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية.. 

وأوضح الرئيس السيسى أن الجانبين اتفقا على الإرتقاء بمستوى العلاقات بين مصر والبرازيل لمستوى الشراكة الإستراتيجية فضلاً عن إنشاء لجنة مشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات على أن يتم تفعيل ذلك خلال زيارته المرتقبة للبرازيل لحضور قمة العشرين التى ستنعقد العام الحالى.. 
وقال الرئيس لولا دا سيلفا إن مصر أقدم شركاء بلاده فى أفريقيا مبيناً أن دخول مصر فى مجموعة «بريكس» يعطى الفرصة للبلدين للمشاركة فى مسيرة التنمية وتحقيق عالم متعدد العلاقات مع وجوب الاعتماد على عملة واحدة.. 

ومع بداية الأسبوع الحالى (يوم السبت 17 فبراير) تلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وتناول الاتصال آخر المستجدات فى الأوضاع فى قطاع غزة والمسألة الفلسطينية، وأكدا ضرورة تعاون الأطراف المعنية لضمان تحقيق تقدم يؤدى إلى حقن الدماء وتخفيف المعاناة الإنسانية بالإضافة دفع مسار حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد القادر على تحقيق الأمن والاستقرار، وهو نفس ما يكرره عدد كبير من المسئولين بأوروبا..
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة