صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

التناقض الأمريكى.. مقلق

صالح الصالحي

الأربعاء، 21 فبراير 2024 - 09:03 م

هل تتواطأ أمريكا مع إسرائيل لإطالة أمد الحرب فى غزة؟!

وهل تنتهج سياسة ازدواجية متناقضة، تعارض من جهة وقف الحرب، وتبدى فى نفس الوقت الأسى والحزن تجاه الأوضاع فى غزة وقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين؟!.. هل تخاطر أمريكا بالتواطؤ فى جرائم حرب من أجل إسرائيل؟!

الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها تتطلب تحليلا دقيقا للموقف الأمريكى منذ بدء حرب الإبادة لسكان غزة.. والغطاء الأمريكى الذى توفره لإسرائيل للهروب من العقاب وتحدى القانون الدولى والاستمرار فى جرائم الحرب التى ترتكبها ليل نهار.

ولتكن البداية مع استخدام حق النقض "الڤيتو" فى مجلس الأمن.. وهو الحق الذى يراد به الباطل، واستخدمته واشنطن ثلاث مرات منذ نشوب حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. حيث استخدمته الولايات المتحدة منذ أيام لثالث مرة ضد مشروع قرار جزائرى فى مجلس الأمن الدولى بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية.. القرار حظى بتأييد ١٣ دولة عضوة فى المجلس مع امتناع بريطانيا كالعادة أيضا عن التصويت.

لم تكتف واشنطن بمساعدة إسرائيل فى المحافل الدولية، ومنحها رخصة وغطاء لقتل الفلسطينيين..

وإنما تقوم بتزويد إسرائيل بالذخائر والأسلحة الأمريكية لتشجيعها على مواصلة الحرب.. كما توفر لها غطاء دبلوماسيا لمواصلة المذابح والعقاب الجماعى لسكان غزة.. وهذه الجهود الدبلوماسية يقودها وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن لمنع توسع تلك الحرب ودخول أطراف إقليمية فيها، بينما يطلق يد إسرائيل لتواصل حملتها العسكرية المدمرة على غزة.

الموقف الأمريكى يدعو إلى حماية المدنيين، ولكنه يؤيد فى نفس الوقت الموقف الإسرائيلى الذى يؤكد على استمرار العمليات العسكرية فى غزة. رغم ما توقعه من شهداء بالآلاف فى صفوف المدنيين الفلسطينيين.

ويزداد الموقف الأمريكى المنحاز لإسرائيل وضوحاً عندما صرح الرئيس الأمريكى جو بايدن منذ أيام قليلة فى البيت الأبيض، بتبنى اتفاق لوقف الحرب لستة أسابيع على الأقل.. ثم يأتى المندوب الأمريكى بعدها بأيام ليستخدم حق "الڤيتو" فى مجلس الأمن ضد قرار بوقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

من الواضح والجلى أن تناقض الموقف الأمريكى بشأن الحرب على غزة بلغ ذروته.. حيث توفر واشنطن الغطاء لإسرائيل لارتكاب المذابح الوحشية، مما يعتبر حكما بإعدام الفلسطينيين، خاصة إذا نفذت إسرائيل تهديداتها بشن هجوم على رفح الفلسطينية التى بها أكثر من مليون ونصف مليون من سكان غزة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة