مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصري

ادعوا للدكتور الناظر

أخبار اليوم

الجمعة، 23 فبراير 2024 - 07:11 م

جعل الله جبر الخواطر من عظيم الخلق، ودلل عليه بسمو النفس وعظمة القلب وسلامة الصدر ورجاحة العقل، فما أجمل جبر الخواطر وما أعظم أثره.. فكان جبر النفوس من الدعاء الملازم لرسول الله ، فقد أخرج الترمذى بسند صححه الألبانى فى صحيح بن ماجه، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِى صَلَاةِ اللَّيْلِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِى وَارْحَمْنِى وَاجْبُرْنِى وَارْزُقْنِى وَارْفَعْنِى».

أول أمس، رحل عن عالمنا د.هانى الناظر، العالم الجليل، طبيب الأمراض الجلدية الشهير، ورئيس المركز القومى للبحوث الأسبق، وجاء فقده بصدمة أحزنت المصريين على «طبيب الإنسانية»، الذى دأب على خدمة البسطاء دون مقابل، حتى لقب بـ «جابر الخواطر».. والدكتور هانى الناظر، تمتد جذوره إلى عائلة أبودومة الشهيرة فى مدينة طما بمحافظة سوهاج، وقد ورث العمل بالطب عن والده الذى كان قدوته، فقد كان يحرص على مصاحبة والده خلال عمله بعيادته فى حى شبرا بالقاهرة..

وكان شغوفًا بأسلوب عمل والده، أثناء تأدية مهام مهنته، وتأثر كثيرًا بمعاملته الإنسانية للمرضى، حتى تشبع بتفاصيلها، وكبر معه حلم أن يصبح «دكتور الغلابة»، لتمر الأيام والسنون، وفى نفس عيادة والده استكمل الدكتور هانى مشوار والده الطبى فى ذات تخصص «الأمراض الجلدية»..

ورغم أن نصف درجة فى مجموع الثانوية العامة، كادت أن تحرمه من تحقيق مبتغاه فى دخول كلية الطب، إلا أن إصرار د. هانى الناظر على دراسة الطب، جعله يقبل التحدى، فرضى بقدره والتحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ولم يستسلم بل حرص على مواصلة التخطيط السليم، وهو خصلة حميدة اختص بها، حتى التحق بكلية الطب..

فبعد تخرجه فى كلية الزراعة، اجتهد فى الدراسة ليصبح مساعد باحث بقسم الفارماكولوجى بالمركز القومى للبحوث فى إبريل 1976، ثم استكمل الدراسات العليا فى مجال النباتات الطبية، وفى الوقت ذاته التحق بكلية الطب، حتى تخرج فيها واستكمل دراساته العلمية فى «الأمراض الجلدية»، نفس تخصص والده..

ونال درجة الزمالة من الكلية الملكية البريطانية للأطباء عام 2006، وأصبح أستاذًا باحثًا بقسم بحوث الأمراض الجلدية.. ومنذ عام 2009، وهو يشغل وظيفة أستاذ باحث بشعبة البحوث الطبية فى المركز القومى للبحوث حتى شغل منصب رئيس المركز القومى للبحوث، إلى أن أنهى خدمته الإدارية، ليتواصل عطاؤه فى خدمة البحوث الطبية، ويفرد الكثير من وقته فى خدمة مرضاه لتخفيف آلامهم، وجبر خواطرهم مع إعلاء فضيلة إنكار الذات.. ولم يثن د. هانى عن عزيمته المرض العضال الذى داهمه، حتى خارت قواه رغم إصراره على المقاومة، إلا أن أمر الله نفذ ووافته المنية.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أسألكم الدعاء للدكتور هانى الناظر برحمة من الله، جزاء ما قدم للعلم والإنسانية، وأن يثيبه الله خيرًا على جبر خاطره للغلابة أحباب الله.

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصرهم فى مقاومتهم ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة